سياسة

استطلاع رأي: أغلب جيل الألفية الأميركي يرفض الرأسمالية

استطلاع رأي: أغلب جيل الألفية الأميركي يرفض الرأسمالية

Popularity-of-Capitalism

واشنطن بوست- Max Ehrenfreund

ترجمة فاطة لطفي

كشف استطلاع رأي أن هناك رفضا جَلِيّا للمبادئ الأساسية لاقتصاد الولايات المتحدة بين الشباب، وأن معظمهم لا يدعمون الرأسمالية.

وكشف استطلاع الرأي الذي أجري  في جامعة هارفرد، والذي استطلع آراء الشباب من عمر 18 عاما حتى 29، أن 61% من المستجيبين لا يدعمون الرأسمالية، وفقط 24% يؤيدونها.

ليس واضحًا أن الشباب في استطلاع الرأي سيفضلون بعض الأنظمة البديلة، رغم أن 33% فقط قالوا إنهم يدعمون الاشتراكية، وقد شمل الاستطلاع نسبة خطأ قدرت بـ2.5%.

يصعب تفسير مثل هذه النتائج، حيث أوضح مستطلعو رأي أن الرأسمالية تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفة، والأجيال الجديدة من المصوتين محبطة من الوضع الراهن بشكل عام.

وفي الوقت نفسه، اقترح غالبية المستجيبين في استطلاع جامعة هارفرد للشباب ممن قالوا إنهم لا يؤيدون الرأسمالية، أن الناخبين الشباب أكثر انتباهًا لعيوب أنظمة الأسواق الحرة.

قال زاش لوستبادر، طالب في جامعة هارفرد شارك، إن “كلمة رأسمالية لا تعني ما كانت عليه”، ضمن استطلاع نُشر يوم الإثنين الماضي، بالنسبة لهؤلاء ممن نشأوا في أثناء الحرب الباردة، كانت الرأسمالية تعني التحرر من الاتحاد السوفييتي والأنظمة الشمولية الأخرى، وبالنسبة لهؤلاء ممن نشأوا حديثا، تعني لهم الرأسمالية أزمة مالية نتجت جراء أزمة الاقتصاد العالمي التي لم تُحل حتى الآن.

كما كشف مسح لاحق شمل الناس من كل الأعمار أن البالغين من الولايات المتحدة إلى حد ما مرتابون بشأن الرأسمالية، وكان أغلب من يدعمون الرأسمالية من سن 50 عامًا أو أكثر.

ورغم أن النتائج كانت مذهلة فإن أسئلة جامعة هارفرد تلاءمت مع أبحاث أخرى أجريت حول كيف يفكر الأمريكيون نحو الرأسمالية والاشتراكية، في عام 2011 على سبيل المثال، كشف مركز بيو للأبحاث أن الناس من أعمار 18 إلى 29 عامًا كانوا محبطين بشأن نظام الأسواق الحرة.

في هذا الاستطلاع، كان لحوالي 46% وجهات نظر إيجابية حول الرأسمالية، و47% حملوا رؤى سلبية حولها، وهو تساؤل أكثر شمولا من استطلاعات رأي جامعة هارفرد، والتي دارت حول ما إذا كان المستجيبون يؤيدون هذا النظام. وفي ما يتعلق بالاشتراكية، حدث العكس تمامًا حيث إن 49% من الشباب في استطلاع مركز بيو كانت لديهم رؤية إيجابية، وفقط 43% لديهم رؤى سلبية.

قال لوستبادر ذو 22 عامًا، إن الجانب المظلم للرأسمالية يظهر جليا في طريقة تحدث السياسيين عن الاقتصاد، وعندما يستخدم الجمهوريون -أبطال المشاريع الحرة- كلمة “رأسمالية” هذه الأيام، يكون غالبا من أجل أن يتذمروا من “المحسوبية”.

إنه تساؤل شامل حول ما إذا كان توجه الشباب حول الاشتراكية والرأسمالية يكشف أنهم يرفضون نظام الأسواق الحرة من باب المبدأ، أم إن هذه الرؤى هي فقط تعبير عن الإحباط العام من حالة الاقتصاد وانخفاض الدخل منذ نحو 15 عامًا.

تبدو رؤى الشباب متضاربة حول ما هو الأفضل لتنظيم أحوال الاقتصاد. كشف استطلاع جامعة هارفرد أن فقط 27% يؤمنون أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الاقتصاد، وفقط 30% يظنون أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا في الحد من عدم المساواة في الدخل، وفقط 26% قالوا إن إنفاق الحكومة هو الوسيلة الأكثر فعالية في زيادة تنمية الاقصاد.

وأيد 48% أن “التأمين الصحي هو حق لكل الناس”، و47% وافقوا على أهمية “الاحتياجات الأساسية، مثل الغداء والمأوى، هي حقوق يجب على الحكومة أن توفرها لهؤلاء ممن لا يستطيعون تحمل تكاليفها”.

قال فرانك نيوبورت، رئيس تحرير منظمة غالوب عند سؤاله حول البيانات الجديدة: “يمكن القول إن لدى الشباب مشاكل مع الرأسمالية، وتناقضات عدة، وأنا بالتأكيد لا أعرف ما يدور في عقولهم”.

وقام جون ديلا، مدير الاقتراع في جامعة هارفرد، بإجراء مقابلات شخصية مع مجموعة من الشباب حول توجهاتهم عن الرأسمالية في محاولة لمعرفة المزيد، أخبروه أن الرأسمالية هي نظام غير عادل ويظلم الناس رغم اجتهادهم.

قال ديلا: “هم لا يرفضون المفهموم نفسه، لكن يرفضون الشكل الذي عليه الرأسمالية التي تُمارس في يومنا هذا، هذا ما يرفضه الشباب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى