سياسة

إيه بي سي نيوز: “مصر” أمنياً مع إسرائيل .. سياسياً مع غزة

المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس كانت مفاجئة للإدارة الأمريكية ولوزير الخارجية جون كيري، ولكن ما الدوافع وراء هذه المبادرة؟

sisi-kerry2

علي وينبرج – إيه بي سي نيوز

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

وزير الخارجية جون كيري كان متأهباً للإنتقال من مباحثات نووية في النمسا إلى مصر للمساعدة في الوصول إلى إتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس ولكن قبل أن يصل إلى مطار فيينا حتى، سبقته مصر إلى الهدنة.

مسئول أمريكي قال إن مسئولي وزارة الخارجية كانوا موجودين بالفعل في القاهرة في انتظار وصول كيري هناك، ولكن الرحلة  ألغيت مبكراً بعد أن أعلنت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها توصلت إلى خطة لوقف إطلاق النار تضمنت إنهاءاً فورياً للقتال بين الطرفين.

وقال كيري متحدثاً عن المبادرة المصرية “أحد الأسباب لذهابي الآن إلى واشنطن وليس القاهرة هو أن هذا العرض تم تقديمه.”

وأضاف قبل ساعات فقط من عودة إسرائيل لقصف غزة وانهاء وقف إطلاق النار رسمياً “أنا مستعد للذهاب إلى المنطقة غداً إذا توجب علي ذلك أو اليوم التالي أو الذي يليه من أجل بحث الموقف إذا لم تنجح هذه المبادرة.”

يقول الخبراء أن الواقع أنه كان في مصلحة مصر الإستجابة السريعة لخطة سلام، بالرغم من فشلها سريعاً، حتى لو كان ذلك يعني رفض عروض إدارة أوباما المتكررة للمساعدة.

ويقول ستيفن كوك زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن مصر ستستفيد إذا استخدمت إسرائيل خرق حماس لوقف إطلاق النار كذريعة لهجوم أكبر ضد حماس وهو ما ألمح رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى القيام به ظهر أمس.

Baqeri_d20121118093045937

وقال كوك “تصرف سياسي جيد من مصر أن تسمح بهجوم مدمر ضد حماس.” من ناحيتها تلاحظ ميشيل دان الخبيرة ببرنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي أنه بالرغم من أن مصر لا تمانع في توجيه ضربة أقوى لحماس فإنها لا تزال تريد أن تُرى بطلاً في أعين المدنيين الفلسطينيين.

إعلان مصر عن خطة لوقف إطلاق النار فشلت على الفور تقريباً، أعطى إسرائيل ضوءاً أخضر لضربة أقوى من دون أن تظهر مصر بمظهر الشرير.

وتقول دان “المصالح الأمنية للحكومة المصرية تصطف مع إسرائيل هنا، ولكن المصالح السياسية لمصر تقف في جانب الفلسطينيين وفي جانب أن تظهر وكأنها تعني بشأن شعب غزة.”

بالإضافة إلى أن، تقول دان، مصر اعتادت على أن تكون الوسيط الرئيسي في مفاوضات السلام بين إسرائيل وحماس، وهي سمعة تضررت بعد أن عزل الرئيس السابق محمد مرسي من منصبه.

تضيف دان “مصر تريد أن تظهر وكأنها تؤدي دورها القيادي التقليدي في المنطقة حتى لو لم تكن تستطيع ذلك في الحقيقة.”

يقول برايان كاتوليس خبير الأمن القومي في مركز التقدم الأمريكي، وهو مركز بحثي يميل لليسار، إنه بتنحية دوافع مصر جانباً فإن حماس تعاني من إنقسام عميق بين جناح سياسي، يبدو منفتحاً على عرض لوقف إطلاق النار، وبين جناح عسكري  رفض العرض مباشرة.

ويضيف كاتوليس أن هذا الإنقسام يصعب جداً على الولايات المتحدة لعب دور في مفاوضات أولية كهذه بين الطرفين.

ويبقى السؤال، بالرغم من ما سبق، لماذا أحدثت الإدارة الأمريكية صخباً بشأن عروضها للمساعدة إذا ما كانت كل الأطراف بعيدة عن الوصول لإتفاق وإذا ما كان لدى مصر دوافع خفية لإعلان مبادرتها على أي حال؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى