أخبارسياسة

إيران وأمريكا وفرنسا وبريطانيا في “معركة” الاتفاق النووي

روحاني: الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض.. وأمريكا: سنلغيه

صورة أرشيفية- وزراء خارجية الدول الست في مؤتمر صحفي لقراءة نص البيان المشترك لاتفاق لوزان عام 2015 بشأن الاتفاق النووي الإيراني

في الوقت الذي قرّر فيه زعيم كوريا الشمالية غلق محطة التجارب النووية أمام العالم أجمع وإعادة العلاقات مع جيرانه ولمّ شمل الأسر بين الكوريتين، لا تزال المعارك بين أمريكا وإيران دائرة بسبب تهديدات الأخيرة وإعلان أمريكا انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني الذي تمت تسويته في لوزان عام 2015، وانتهى إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام.

لكن يبدو أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، إذ تجددت المعارك والتهديدات من جديد، وتدور الآن الحرب الكلامية بين الدول الست التي عقدت الاتفاق النووي مع إيران.

وحول ذلك، قال قصر الإليزيه في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني حسن روحاني تحدّثا عبر الهاتف يوم الأحد واتفقا على العمل معا في الأسابيع المقبلة للحفاظ على الاتفاق النووي.

وأفاد مكتب الرئيس الفرنسي بأن ماكرون اقترح أيضا خلال المحادثة التي استمرّت لأكثر من ساعة توسيع المناقشات لتشمل “ثلاثة موضوعات إضافية لا غنى عنها”، مشيرا إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأنشطة طهران النووية بعد 2025 و”الأزمات الإقليمية الرئيسية” في الشرق الأوسط.

بينما شدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنّ الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع القوى الكبرى “غير قابل للتفاوض”.

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عبر الإنترنت عن روحاني قوله في الاتصال الهاتفي إن “الاتفاق النووي أو أي قضية أخرى بذريعته، غير قابل للتفاوض مطلقا”.

وشدد روحاني على القول إن “إيران لا تقبل أي قيود خارج تعهداتها”.

وأعقبت كلمات روحاني تلك تحذير أطلقه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال زيارته إسرائيل من “طموح إيران للهيمنة على الشرق الأوسط”.

وفي المقابل، قال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في بيان يوم الأحد إن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا اجتمعوا على أن الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل سبيل لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

وجاء في البيان أن ماي أجرت اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، واتفقوا على أن الأمر قد يحتاج إلى توسيع نطاق الاتفاق ليشمل قضايا مثل الصواريخ الباليستية وما سيحدث عند انقضاء أجل الاتفاق وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وأضاف البيان “إنهم ملتزمون بمواصلة العمل معا ومع الولايات المتحدة عن كثب في ما يتعلق بكيفية معالجة مجموعة التحديات التي تشكلها إيران بما فيها القضايا التي قد يشملها أي اتفاق جديد”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إن الولايات المتحدة قلقة بشدة من أنشطة إيران “المزعزعة للاستقرار والخبيثة”، وذلك عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب يوم الأحد.

كان بومبيو يتحدث خلال زيارة للمنطقة حيث التقى في وقت سابق مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض وشدد على ضرورة الوحدة بين الحلفاء الخليجيين بينما تهدف واشنطن لحشد الدعم لفرض عقوبات جديدة على إيران.

وجاءت زيارة بومبيو الخاطفة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل ولحلفاء في الشرق الأوسط بعد ساعات من توليه منصبه. وقال لنتنياهو إنه لم يذهب حتى إلى مكتبه بعد.

وقال بومبيو وهو يقف إلى جوار الزعيم الإسرائيلي “لا نزال نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الخطير للتهديدات الإيرانية تجاه إسرائيل والمنطقة”.

وأضاف “التعاون القوي مع الحلفاء المقربين مثل (إسرائيل) مهم لجهودنا الرامية للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والخبيثة في الشرق الأوسط وفي الواقع في العالم بأسره”.

وقال بومبيو أيضا إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الخطوة التي ستحدث في 14 مايو “يعترف بحقيقة القدس عاصمة لإسرائيل ومقرا لحكومتها”.

وذهب نتنياهو إلى ما ذهب إليه بومبيو في التركيز على إيران، وشدد على عمق التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن القضية.

وفي السعودية، قال بومبيو إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي، الموقع مع إيران في 2015 والذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين لإصلاحه لضمان عدم امتلاك طهران أسلحة نووية أبدا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى