سياسة

“إن شاء الله” تطرد عراقيا من طائرة أمريكية

“إن شاء الله” تطرد عراقيا من طائرة أمريكية

Untitled

Carma Hassan and Catherine E. Shoichet – CNN

ترجمة- فاطمة لطفي

يومًا ما كان خير الدين مخزومي يوجه للأمين العام للأمم المتحدة سؤالا في أثناء عشاء معه، في اليوم التالي، تم انزاله من الخطوط الجوية “ساوث ويست” وحقق معه مكتب التحقيقات الفيدرالي.  

كان ما مر به الطالب ذو 26 عامًا في جامعة كاليفورنيا في بركلي في الولايات المتحدة تحولًا صادمًا.   

والآن، يضغط خير الدين للحصول على اعتذار من الخطوط الجوية ويستعد لنشر كلمة عما حدث بالفعل، والذي لا يمكن تسميته إلا بحالة واضحة على الإسلاموفوبيا.

بدأ الأمر،  كما يرويه مخزومي، بعد قراره أن يهاتف عمه في بغداد من على  متن الطائرة، وفي أثناء انتظاره الإقلاع على رحلته من لوس أنجلوس إلى أوكلاند ثم كاليفورنيا، كان يتحدث بالعربية عما حدث في اليوم السابق للرحلة، والذي تضمن عشاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

“فقط كنت أحادثه على الهاتف وأخبره عن هذا الحدث وكل شيء، وأخبرني أن أهاتفه حال وصولي إلى أوكلاند، وقلت بعدها، إن شاء الله، إن شاء الله، سوف أهاتفك عندما أصل، وفي أثناء هذه المحادثة كانت هناك سيدة تحدق في”.

اعتقد طالب الدراسات السياسية أن هذه السيدة ربما كانت منزعجة بسبب ارتفاع نبرة صوته في أثناء المكالمة، رآها تغادر الطائرة على عجل وفجأة بدأ كل شيء. يقول: “أتى شاب برفقة ضباط شرطة في خلال دقائق، ولا أصدق مدى السرعة التي كانوا عليها، وأخبروني أن أغادر الطائرة”.

الخطوط الجوية: جاءنا بلاغ عن تعليقات حملت تهديدات قوية

رفضت الخطوط الجوية لساوث ويست أن توفر أي تفاصيل عن الواقعة، لكنها قالت في بيان مكتوب إن الخطوط الجوية لا تتسامح مع التمييز.
جاء في البيان المكتوب: “قبل مغادرة الرحلة رقم 4620، قرر طاقم الطائرة أن يحقق في بلاغ عن سماع تعليقات تحمل تهديدًا قويًا على متن الطائرة. اتخذ هذا القرار مجموعة من موظفينا من طاقم الطائرة الذين قرروا أن يراجعوا الموقف. نحن نفهم القانون المحلي جيدًا لذا قمنا بالتحدث مع الراكب في أثناء مغادرة الطائرة”.
ومن أجل احترام خصوصية الأفراد المتورطين في ما حدث، لن نشارك علنًا أي حيثيات لما حدث، نفضل أن نتواصل مباشرة مع عملائنا لمعرفة مخاوفهم والتغلب عليها ومعرفة ردود فعلهم على تجربة السفر معنا”.


وقالت المتحدثة الرسمية  لمكتب التحقيقات الفيدرالي إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء آخر بعد استجواب مخزومي.
كما قال مخزومي إنه لم يتلق أي اعتذار من الخطوط الجوية منذ طرده من على متن الطائرة يوم 6 إبريل.
قال مخزومي: “كل ما أريده اليوم هو اعتذار، نحن سواء كنا عراقيين، أمريكيين، إيرانين، لدينا شيء مشترك، وهو كرامتنا. وعلى الواحد منا أن يدافع عن مبادئه وقيمه”. 

“شعرت بالظلم، وطردي من الطائرة كان مجرد بداية، حيث ازاداد الموقف سوءًا بعد ذلك”.

“الشاب الذي جاء ليصطحبني خارج  الطائرة، اعتقدت أنه يعمل مع الخطوط الجوية ساوث إيست، كان عنيفًا جدًا في معاملته لي، ولم يكن لطيفًا، حاول أن يتحدث إلي بالعربية لكن لم أستطع فهم عربيته، لذا طلبت منهم أن يتحدث إلي بالإنجليزية، شعرت بالظلم، والخوف، وقال لي: “بدا أنك تجري محادثة خطيرة على الهاتف،  مع من كنت تتحدث؟”.


أخبره مخزومي أنه كان يتحدث مع عمه وجعله يشاهد فيدو العشاء مع بان كي مون.
ووفقًا لمخزومي، أجابه الرجل وقال: “لماذا كنت تتحدث العربية؟ أنت تعرف أن الأجواء الآن خطرة للغاية”، وبعدها قال مخزومي إنهم أحضروا الكلاب ليتشمموا حقيبته، وأحدهم فتشه عند البوابة وأخذ منه محفظته الشخصية، وقاده أعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالية بعيدًا.
يقول إن أحد أعضاء المباحث طرحت عليه تساؤلا أدهشه: “عليك أن تكون صادقًا معنا بخصوص ما قلته عن الشهداء، أخبرنا كل شيء تعرفه عن الشهداء؟”، في اللحظة التي قالت فيها هذا أخبرتها أنني لم أقل هذه الكلمة أبدًا، وأنني فقط قلت إن شاء الله، وانتهى التحقيق بعد ذلك.

قالت له وفقًا لمخزومي: “ساوث إيست لن يستضيفوك على رحلة العودة أبدًا، يمكنك الذهاب الآن”.

 

معايير جديدة من أجل المسلمين؟
قال مخزومي إن الخطوط الجوية أعادت إليه ماله، وحجزت له رحلة للعودة إلى موطنه على متن خطوط دلتا الوطنية، وبعدها بوقت عاد إلى أوكلاند، كان مرتبكًا للغاية لدرجة أنه نام لأربعة أيام.
بعدها، تواصل مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. قالت المنظمة إن الأمر إشارة جديدة على وجود اتجاه يبعث على القلق.
“ما حدث يعد مخيفًا على المستوى الفردي”. قالت ممثلة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: “هناك شكاوى عدة ضد خطوط ساوث إيست الجوية وغيرها هذا العام. هذه معايير جديدة للمسلمين أثناء سفرهم بالطائرة”.
قالت خطوط ساوث إيست الجوية إن اهتمامها الأول هو سلامة الركاب.


“لن نستبعد أي راكب من الطائرة دون قرار جماعي يتبعه إجراءات ثابتة. خطوطنا الجوية لا تتسامح أبدًا مع التمييز من أي شكل كان، لا تستطيع شركتنا الاستمرار إذا كنا نؤمن بعكس ذلك. في الحقيقة إذا أخذنا نظرة خاطفة على قوتنا العاملة بالتوازي مع توسع قاعدة عملائنا من كل الثقافات، نجد دليلًا على أننا نقدر ونحترم التنوع والاختلاف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى