سياسة

إنهم يقتلون الأقباط ..في ليبيا

Untitledco1

تقرير عن خطف وقتل الأقباط المصريين في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي

عن كريستيان توداي– ترجمة ملكة بدر

في وقت مبكر للغاية من صباح السبت 15 مارس ، توفي   سلامة فوزي طوبيا (23 سنة)    في مستشفى الراعي الصالح بسمالوط بمحافظة المنيا، بينما كان شقيقه يرعاه.

كان سلامة، المصري المسيحي، قد تلقى رصاصة في رأسه من قبل متشدد إسلامي في ليبيا في 2 مارس الجاري، وقالت عائلته إنه مات متأثرًا بجراحه. ونقلته عائلته إلى مصر بعد أن رفضت الحكومة المصرية إعادته إلى وطنه، بناء على توصيات الطبيب بعدم نقله. وقد تسببت الإصابة في رأسه بدخوله في غيبوبة إلى أن مات، وفي هذه الأثناء، التزمت عائلته الصمت وهم يراقبون تدهور حالته ويقومون برعايته علي نوبات.

وقال عمه نوشي سعيد توفيق “لم يكن واعيًا بأي شيء، كان ميتًا إكلينيكيًا لأن معظم خلايا مخه كانت ميتة، وما تبقى منها مات بالتدريج حتى توقف قلبه”.

وكما هي العادة في الشرق الأوسط، دُفن سلامة طوبيا سريعًا بعد موته في نفس اليوم، في كنيسة صغيرة بسمالوط.

يرجع تاريخ الواقعة إلى 2 مارس في مدينة بنغازي الليبية، عندما قام رجل ليبي مسلح   بنصب كمين لطوبيا بينما كان يرص فاكهته وخضرواته للبيع. أطلق المعتدي الرصاص على طوبيا، وتحديدًا على رأسه، ثم هرب من المكان. ولم يعلن أحد عن مسؤوليته، لكن أصابع الاتهام تشير بقوى إلى حركة ميليشيات أنصار الشريعة المتطرفة، طبقًا لما تقوله جماعات حقوق الإنسان المصرية.

عاش سلامة طوبيا في ليبيا لمدة عامين قبل أن يطلق عليه الرصاص، وكان قد انتقل إليها بعد فترة قليلة من انتهاء فترة تجنيده في الجيش المصري، ويصفه عمه توفيق بأنه كان “رجلا طيبًا ومسالمًا، جاء إلى العالم ورحل منه دون أن يؤذي أي شخص”.

دمر القتل عائلة طوبيا، لكن في الوقت نفسه، كما يقول عمه، جعلهم يعيدون التفكير في حيواتهم. يقول العم “كان إيماننا جافًا وكنا نحتاج شيئًا يقربنا من الرب، أن نتحدث أكثر معه ونتوب”، مضيفًا “موت سلامة جعلنا نصلي لله ونعترف بكل خطايانا. أحيانًا عندما نبتعد عن الرب، يكون الرب صبورًا وينتظر منا أن نعترف بخطايانا ونعود إليه، لكن في أوقات أخرى، يختبرنا”.

وبينما ينتظر توفيق غفران الرب لحياته، يقول إنه يعرف إن عليه أن يمد الغفران إلى هؤلاء الذين قتلوا ابن أخيه. “أقول للناس الذين قتلوه: مازلنا نحبكم ونصلي من أجلا سلامكم وأن يلمس الرب قلوبكم”، وأوضح “نحن غير متأكدين من أن هذه الرسالة ستصل إليهم، لكن هذا هو ما يجب أن نقوله إلى هؤلاء الذين قتلوه”.

وفي 23 فبراير، قبل أسبوع واحد فقط من إطلاق النار على سلامة طوبيا، قام متطرفون إسلاميون مدججون بالأسلحة بخطف سبعة مصريين مسيحيين من بيوتهم وأطلقوا عليهم النار “بأسلوب تنفيذ الإعدام”، ثم ألقوا بجثامينهم في حقل شرقي بنغازي، على حد قول مسؤولين أمنيين ليبيين. وخلال الخطف، سأل المسلحون تحديدًا عما إذا كان هناك مسيحيون يعيشون في المباني المجاورة لهؤلاء الذين اعترفوا بكونهم مسيحيين.

بعدها، وجد المسيحيون الذين يعيشون في المنطقة جرافيتي على الجدران وعلى المباني الموجودة هناك يحث الناس على “تسليم المسيحيين إلى الميليشيات”كيف يموت الأقباط في لسبيبا، وعرض جائزة قدرها 10 آلاف دينار ليبي (ما يعادل 7880 دولار) لكل مسيحي يتم تسليمه.

كان قتل طوبيا حلقة واحدة في سلسلة طويلة من اضطهاد المسيحيين، خاصة المصريين المسيحيين، منذ سقوط نظام معمر القذافي بعد مقتله في 20 أكتوبر 2011. وفي فبراير 2013، قامت حركة ميليشيات إسلامية تدعى وحدة الأمن الوقائي بإلقاء القبض على سبعة مغتربين مسيحيين، منهم أربعة مصريين، وسجنتهم. تعرض مصريان على الأقل للتعذيب، منهم عزت حكيم عطا الله (45 سنة) الذي مات في 10 مارس 2013.

وفي 26 فبراير، 2013، قام أعضاء الميليشيات في بنغازي بجمع ما يقرب من 50 قبطي أرثوذكسي، واتهموهم بالتبشير ثم اعتقلوهم لمدة أسبوع، وأساءوا معاملة معظم المعتقلين لديهم، وبعد أن قام الأقباط المسيحيون بالاحتجاج أمام السفارة الليبية في القاهرة، قامت مجموعة تابعة لأحد الميليشيات الإسلامية بالهجوم على مبنى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بنغازي، علاوة على الاعتداء على القس الذي يرأس الكنيسة ومساعده. وفي 28 فبراير 2013، تبين إصابة الاثنين بجروح طفيفة.

وفي 25 سبتمبر 2013، خطف المسلمون وليد سعد شاكر (25 سنة) ونشأت شنودة إسحق (27 سنة) في مقاطعة درنا شمال شرق ليبيا. وقام المهاجمون بتقييد المصريين المسيحيين ثم إطلاق الرصاص عليهما وقتلهما بعد أن رفضا التحول إلى الإسلام، وذلك حسب قول أقارب الضحايا.

كانت عائلة سلامة طوبيا قد جلبته من ليبيا إلى قرية الشيخ تلادة في المنيا لكي يكونوا بالقرب منه عندما مات. وقال شقيقه كرم فوزي طوبيا إنهم “سيقبلون إرادة الله فيه”، مشيرًا إلى أنه “لو أراد الرب له أن يعيش على الأرض سنكون سعداء، أما إذا أراد رفعه للسماء، فسنقبل بذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى