سياسة

إندبندنت: بلير أخطأ بدعمه للسيسي

لم يعد رئيس الوزراءالبريطاني السابق توني بلير يهتم بالإعلام بعد رحيله عن السلطة. والآن، بدعمه لنظام السيسي، لم يعد يهتم أيضاً بالوسطية التي كان ينادي بها في المنطقة.

 DSC_00172

جين ميريك – إندبندنت

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

هذا ليس وقتاً رائعاً للصحافة ولا لأن تكون صحفياً. بينما يقضي آندي كولسون أسبوعه، الصحفي والمستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الأول في السجن بتهمة التنصت على الهواتف، أو كما أراها أنا، تهمة الغش في الصحافة، فإننا، نحن الصحفيون الذين نعمل بصورة شرعية، لا زالت حريتنا منتقصة.

جوجل الذي كان في وقت ما مستودعاً لكل شيء على الإنترنت وهو ما يبدو وكأنه مستنقع من الحقائق لا قرار له، بعضها مهم وبعضها في غير محله ولكنها كاملة في كل الأحوال، جرفه الإتحاد الأوروبي بحكم محكمة العدل الأوروبية بـ”الحق في النسيان” وأصبح لدينا نسخة خاضعة للرقابة من التاريخ، هذا سيء.

وبالرغم مما يسببه كل ذلك من صعوبة في أداء عملنا في بريطانيا، فإنن على الأقل محظوظون بأنن فادرون على أن نؤدي هذا العمل دون الخوف من السجن  على النقيض من صحفيي الجزيرة الذين بعد احتجازهم منذ ديسمبر الماضي تلقوا حكماً الشهر الماضي بالحبس سبعة سنوات بسبب إجراءهم لقاءات مع أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وهو ما قال الإدعاء إنه يدعم الجماعة.

أدان وزير الخارجية ويليام هيج الحكم قائلاً إنه “غير مقبول” فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه “مرعب” و”وحشي.” هذه الإدانة الدولية وخاصة ممن لهم دور في حفظ السلام في الشرق الأوسط كانت مهيمنة على الكل، باستثناء توني بلير.

لم يذكر مكتب بلير أو حسابه على “تويتر” أمر الحكم بالسجن على الصحفيين بالرغم من أن منصبه مبعوثاً للجنة الرباعية الخاصة بالسلام للشرق الأوسط يفرض اهتماماً ولو عابراً بالقضية .

الآن نعرف السبب وراء ذلك: رئيس الوزراء السابق سيكون مستشاراً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استحوذ على السلطة في انقلاب عسكري العام الماضي. بلير سيساعد في الإصلاح الإقتصادي في مصر والذي هو جزء من مبادرة برعاية إماراتية.

مكتب بلير قال إنه لن يتلقى أجراً وأنه ليس لديه “اهتمامات تجارية” في مصر ولكن هذا ليس المهم، فهو على الأرجح لا يحتاج للمال.

المهم هو أن أحدهم يحاول أن يحافظ على صورته كدبلوماسي دولي يعتقد أن يستطيع أن يكون وسيطاً أميناً في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل وأيضاً أن يكون مستشاراً، ولو بشكل غير رسمي، لنظام أرسل معارضيه إلى المشنقة.

المدافعون عن بلير يشيرون إلى أن رئيس الوزراء السابق لطالما دعم النظام في مصر على حساب الإخوان المسلمين لكن المشكلة ليست في أن بلير انحاز إلى أحد الأطراف في مصر، بالرغم من كل ما يعتقدوه عن صعود الحركات الإسلامية في مصر، وهو أمر مربك بالفعل، المشكلة هو اختياره طرفاً بالأساس.

عام 2006 سافرت مع بلير في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط كرئيس وزراء وشاهدته يلقي خطاباً في دبي يدعم فيه جناح الوسطية في المنطقة في مقابل جناح التطرف المتمثل في القاعدة. ومنذ أن وصف بلير الإعلام في 2007 بـ”الوحش البدائي” أصبح من الواضح أنه لم يعد يأبه بالصحافة وبإعطائه شرعية دولية لنظام السيسي المعادي لحرية التعبير أصبح واضحاً أنه لم يعد يأبه بالوسطية كذلك.

*جين ميريك هي محررة القسم السياسي بصحيفة الإندبندنت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى