ثقافة و فنمجتمع

إندبندنت: إلى “ريان جوسلينج”.. ولماذا صارت”إيفا” خلفك، بدلا من جوارك؟

كلماته ذكرتنا بـ”خلف كل عظيم امرأة”: هي بجوارك تمامًا وليست خلفك

جوسلينج وإيفا مينديز

Independent – Narjas Zatat

ترجمة: محمد الصباغ

خلال خطاب ألقاه الفنان ريان جوسلينج، بعد تسلمه جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل لدوره في فيلم “لا لا لاند”، وجه الشكر لـ”السيدة التي في حياته” وهي زميلته الممثلة إيفا مينديز، ففي أثناء قيامه بالغناء والرقص والعزف على البيانو خلال دوره في الفيلم، كانت هي في المنزل، تهتم بكل شيء ليستطيع الوصول لواحدة “من أفضل الخبرات التي مررت بها في فيلم.”

وقال الممثل: “لو لم تقم بكل ذلك، لم أكن لأمتلك هذه التجربة، وكنت بالتأكيد سأكون شخصًا آخر هنا غير المتواجد اليوم. حبيبتي، شكرًا.”

لم تكن فقط تتأكد من أن الغداء جاهز لحظة عودته إلى المنزل، بل كانت “تربي طفلتنا، وحاملا في الطفل الثاني وتحاول مساعدة شقيقها الذي يخوض معركة ضد السرطان.” بالرغم من الإعجاب الكبير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بخطابه، لا أستطيع سوى الشعور بأن إيفا مينديز، الحاصلة على جائزة من قبل بمجهودها، الخاص،  قررت التضحية من أجل الفريق وقررت توفير الجهد العاطفي اللازم لجوسلينج حتى يمضي بعيدًا في حياته المهنية.

تقدير جوسلينج لرفيقته، ربما يكون حقيقيا لكنه يشير إلى عدم المساواة التي تواجهها المرأة في مكان العمل، على الأقل في كل هوليوود. بالطبع إيفا مينديز لديها وكالة  تدير أعمالها، لكن قرار وضع حياة رجلها المهنية كأولوية قبل حياتها كان قرارها، لكن لماذا كان عليها اتخاذ هذا القرار؟

خلال 1206 فيلما، من 60 إلى 90% من الحوارات كتبها رجال،  وتزداد الإدانات حيث نسبة السيدات اللاتي يمارسن مهنة الإخراج في هوليوود مثيرة للشفقة وتصل إلى 7% فقط. وقد يبدو أن المخرجين الذكور يختارون الممثلين الذكور للأدوار، مما يعني أن مينديز ببساطة لا تمتلك حجم الفرص التي يحصل عليها رفيقها.

الزوجان خلال مشهد من فيلم The Place Beyond the Pines
الزوجان خلال مشهد من فيلم The Place Beyond the Pines

هذا ليس اتجاها رائجا مرتبطا بصناعة الترفيه، فوفقًا لبيانات من مركز أبحاث “Pew”، فإن أعداد الأمهات ربات المنازل في الولايات المتحدة يرتفع بشكل ثابت على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية. في سنة 2014، وصل معدل ربح المرأة العاملة بطريقة الدوام الكامل إلى 77 سنتًا في مقابل كل دولار يحصل عليه الرجل. لا تعجب إذن من اختيار نساء أكثر أن يضعن تطلعاتهن خلف تطلعات الشركاء أو الأزواج الذكور.

الأكثر من ذلك أن هناك عادة تقبلًا في العلاقات بأن المرأة ستبقى في المنزل لرعاية الأطفال، في المرض أو أمور أخرى، وأيضًا الأقارب المسنين. هذا ليس شيئًا المرأة  “أفضل فيه” حيث نصبح  “ملائكة” لأننا نقوم بمثل هذه الأعمال. بل هو شيء تتعلمه المرأة،  بأن تكون غير أنانية وتشعر بأنه أصبح التزاما منها أن تقوم بذلك. هو شيء متوقع من المرأة، ونقدّره لدرجة أن يكون من المثالية أن تتعايش المرأة معه، وعادة تقوم بالتضحيات من أجله. في بداية هذا العام، قال جوسلينج لمجلة إيفيننج تاندرز إن النساء “أفضل” و”أقوى” من الرجال. واضعا المرأة في نموذج أخلاقي ثمين يخلق للرجال أعذارًا للتجاوزات، مثل أن لا يأتوا إلى المنزل وألا يساعدوا السيدات في شؤون الرعاية.

ويقترب خطاب جوسلينج بشكل غير مريح من المقولة القديمة “خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة.” لا، هي ليست خلفك: هي تقف بجوارك تمامًا، وربما عليك أن تخبر المتابعين في المرة القادمة بأنك ستكون في المنزل لمساعدتها بشكل أكبر.

ryan

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى