مجتمع

إلكسندرا قتلت في مركز اللاجئين..والقاتل عمره 15 عاما

طعنها شاب في مركز اللاجئين عمره 15 عاماً حتى الموت

تيليجراف – ريتشارد أورانج – ترجمة: محمد الصباغ

تحدثت والدة العاملة السويدية بمركز اللاجئين والتي تدور مزاعم حول قتلها بواسطة أحد طالبي اللجوء، وعبرت عن حزنها الشديد وحملت العائلة مسؤولية وفاة الفتاة للسياسيين السويديين.

وصفت تشيمان ميزير ابنتها ب”الملاك“، وذلك يوم الثلاثاء بعد ساعات من اتهام مراهق راغب في اللجوء بقتلها. طعنت أليكساندرا ميزير حتى الموت صباح الإثنين.

أما الشاب الذي لم تسمه وكالة الانباء السويدية فقد تم احتجازه بعد قتل الفتاة -22 عاماً- ويبلغ هو من العمر 15.

تم استجواب الفتي ،الذي لم يتم تحديد أصوله إلى الآن، مع سبعة من شهود العيان بعد ساعات من الهجوم.

وقالت الأم عن ابنتها: ”كانت كالهواء بالنسبة لي، كانت كل شئ. لماذا هي؟“ وأضافت: ”لم تكن ابنتي فقط، كانت ملاكي. كانت غير متحزية ومنصفة. كان يحبها الكثيرون. كانت ابنتي وصديقتي…“

وفقاً للتقارير، فالفتاة من أصول مسيحية لبنانية وعاشت على بعد 40 ميلاً من ضاحية مولندال. وذكرت دايلي ميل أن والد السيدة ميريز قد غادر من بيروت إلى السويد في عام 1989، وتبعته والدتها بعد 3 سنوات.

طعنت أليكساندرا بمركز للأطفال اللاجئين تتراوح أعمار من فيه بين 14 و 17 عاماً، وليس لديهم أوصياء بالغين بمولندال القريبة من مدينة جوتنبرج على الشاطئ الغربي للسويد.

نقلت إلى المستشفى وتوفيت متأثرة بجروحها، ولم يتم التوصل إلى سبب الجريمة على الفور.

حدث الهجوم يضم 11 لاجئاً من الشباب تديره شركة ”Living Nordic“ بمكان كان في السابق فندقاً.

قالت الشركة الثلاثاء إن اثنين من الشباب المقيمين بالمنزل استطاعا السيطرة على الفتى وقت وصول الشرطة. ويضيف المتحدث باسم الشرطة: ”قام اثنان من المقيمين بإسقاطه أرضاً. وكان ذلك تدخلاً جيداً. لو كان يخطط لجرح أشخاص آخرين، فقد منعوه.“

وتحدث أحد أقاربها قائلاً إنها كالملاك، ”كانت شخصا يريد فعل الخير. كانت تسعى لأن تكون شخصا جيدا. قام بقتلها أثناء تأدية عملها. بكينا كثيراً. كانت شخصاً لطيفاً دافئاً وسعيداً.  الخطأ هنا يتحمله السياسيين السويديين.“

فيما وصفت إحدى صديقاتها المقربات، ليلا فيلبوفيتش 22 عاماً، حب ألكساندرا لعملها. قالت :”كانت طيبة القلب، أرادت أن تفعل الكثير في حياتها. أحبت العمل مع الأطفال، أردات أن تفعل شيئاً جيداً.“

وقالت فيليبوفيتش أيضاً إنها كانت قلقة لعمل صديقتها الذي قد يكون به مخاطرة حيث تعمل مع لاجئين شباب من المحتمل ان يكونوا مصابين بصدمات نفسية. وتضيف: ” علمت أن بعض الأطفال ليسوا في وضع جيد حالياً لأنهم جاؤوا دون آبائهم، شعرت بالقلق في بعض الأحيان، لكنني أدركت أنها تعمل مع زملاء عمل جيدين.“

وأضافت أن العائلة الممتدة من لبنان إلى إسرائيل تخطط للسفر إلى منزل العائلة في بوراس على أطراف مدينة جوتنبرج، من أجل الجنازة.

وحذر المتحدث باسم الشرطة توماس فوكسبرج من تزايد الحالات المشابهة في الوقت الذي تحدث فيه رئيس الوزراء السويدي عن المخاوف الكبيرة بين الناس في الدولة. قال فوكسبورج: ”بالطبع كان الأمر كارثيا، مسرح جريمة والكثير من الدماء. وسيطر السكان الآخرين على مرتكب الجريمة.“

ويضيف: ”هذه الأشياء أصبحت شائعة أكثر وأكثر. نتعامل مع عدد أكبر من تلك الحوادث منذ وصول الكثير من اللاجئين من الخارج.“

ووفقاص للوكالة السويدية للهجرة، تزايد عدد حوادث العنف والتهديد في مشأت طالبي اللاجئين بمعدل الضعف من عام 2014 إلى عام 2015، في الوقت الذي شهدت فيه السويد وصول رقماً قياسياً من المهاجرين. فكان عدد الحوادث في عام 2014 هو 148، ثم قفز إلى 322 في العام الماضي.

لكن أيضاً ازدادت عمليات حرق أماكن إيواء اللاجئين، مع حرق حوالي 20 مركزاً للاجئين خلال العام الماضي.

أسرع السيد لوفن إلى مركز اللاجئين بعد الهجوم بساعات، في خطوة غير اعتيادية توضح مخاوف الحكومة من معاقبة الناخبين لهم على طريقة تعاملهم مع أزمة اللاجئين.

وقال: ”الأمر مأساوي. جريمة بشعة. أعتقد أن الكثيرين في السويد يشعرون بقلق بالغ من احتمالية تعرضهم لذلك بعد قرار السويد استقبال الكثيرين من الأطفال والشباب دون مرافقين.“

ووعد بأن الشرطة ستتخذ إجراءات اكثر للحد من هذا السلوك، وسيعملون على السيطرة على الحدود، مسألة الامن بمراكز اللجوء، والتهديدات الإرهابية.

وفي مكان الحادث ”Living Nordic“، قال ستافان أليكسندرسن المشرف الاجتماعي، إن عملية الطعن كانت الاولى ن نوعها في المركز منذ افتتاحه قبل قرابة عام ونصف العام. وأضاف: ”كنا منزعجين ومندهشين. معظم من جاؤوا إلى المكان كانوا يتعاملون بود شديد. في بعض الأحيان يقوم بعض المراهقين بالتذمر والجدل، لكن هذا كل ما في الأمر. لم يحدث من قبل أي عنف ضد أشخااص.“

ويقع على عاتق الشرطة إجراءات السيطرة على الحدود التي تم فرضها في 4 يناير بعد ارتفاع مستوى التهديدات الإرهابية عقب هجمات باريس في نوفمبر.

وتقول لينا نيتز، رئيسة اتحاد الشرطة: ”الكثير من المشاكل التي نواجهها ساعدت في إثبات أن الشرطة السويدية طالما كانت تاعني من قلة التمويل والأفراد.“ وأضافت: ”من الواضح أن أزمة اللاجئين كبيرة وتمثل ضغطاً كبيراً. اتضح أن الموقف لا يمكن أن يستمر بتلك الطريقة.”

في حين قال توبياس هيلستورم، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي السويدي المعادي للمهاجرين، إنهم قد حذروا كثيراً من حدوث ذلك وقد حدث. وأضاف: ”لا يمكنك إبقاء فتاة وحيدة عمرها 22 عاماً لترعى هؤلاء الشباب، والذين يبدو انهم أكبر مما يدّعون. في أي مكان بالسويد، عندما تجمع الكثير من القصّر في مكان واحد، المشاكل تبدأ في الحدوث.“

وزعم هيلستورم أن ضاحية مولندال شهدت ارتفاعاً في أعداد السرقات وعمليات السطو منذ قدور هؤلاء اللاجئين الشباب الذين لا يمتلكون مرافقين.

مثل الكثيرمن دول القارة الأوروبية، تعاني السويد من أزمة اللاجئين الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

بعد تسهيل أوروبا لنظام الهجرة واللجوء، قام التحالف الاجتماعي بين أحزاب الديمقراطي والخضر، في نوفمبر بتشديد قوانين اللجوء والحدود ليقلل التدفق الذي كان يصل إلى حوالي 10 آلاف من القادمين الجدد أسبوعياً.

كان التحول شديد الدراما حيث بكت آسا رومسون ،زعيمة حزب الخضرووزيرة البيئة، أثناء الإعلان عن تلك التشديدات.

ومع الإجراءات الأخيرة هبط عدد القادمين الجدد ليصل إلى 771 فقط خلال الأسبوع الماضي. كما تم تشديد قواعد اللجوء من أجل الحد من تدفق المهاجرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى