إعلامسياسة

إذا ارتشى مسؤول .. فتش عن فودة

زحمة – فودة والرشوة حكاية لا تنتهي

foda

تاريخ الفساد في مصر يتكرر، ويتطور، ويعيد إنتاج دوائره بأساليب وشخصيات جديدة إلا اسما واحدا بات عاملا مشتركا لا يغيب عن قضايا الفساد الكبرى منذ 2001. محمد فوده “الصحفي” و”مستشار الوزراء” و”وسيط الرشاوي” كلها صفات لاحقت الرجل ونالت منه حتى قادته إلى السجن خمس سنوات وتغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه بعد إدانته في قضية فساد محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي عام 1997.

بدأ محمد فوده حياته في مدينة زفتى، وبعد حصوله على “دبلوم صناعي” حاول العمل كمراسل لعدد من الصحف المصرية، لكنه بدأ في استخدام علاقاته كصحفي في الحصول الحصول على إعلانات من رجال الأعمال، وهو ما يخالف القيم الصحفية المتعارف عليها.

علاقات فوده قادته إلى ماهر الجندي الذى كان حينها محافظا للغربية، وتوطدت علاقتهما حتى أصبح الجندي محافظا للجيزة، وأصبح فوده مستشارا لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، واستمرت العلاقة بينهما حتى دخلا السجن سويا في القضية المعروفة إعلاميا بقضية فساد محافظ الجيزة.

غاب فوده عن الأنظار طوال فترة سجنه لكنه سرعان ما عاد إليها في 2006 بلقاء مع برنامج “الحقيقة” الذى كان يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي. واعترف فوده خلال البرنامج بطلب رشاوى من رجل أعمال يدعى عمرو حليقة لصالح محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي لتسهيل حصول حليقة على أرض مساحتها 130 فدانا على طريق مصر الاسكندرية الصحراوي.

بدا فوده خلال البرنامج نادما على ما اقترفه، وقال: “أنا اعترفت بخطأي واتحاكمت واتحاسبت عليه.. لو رجع بيا الزمن وطلب محافظ مليون جنيه ح ابلغ عليه”. لكن فوده عاد مجددا وظهر اسمه في قضية فساد جديدة، بدأت النيابة العامة التحقيقات فيها، أمس الاثنين، وبطلاها حتى الآن هذه المرة وزير الزراعة المستقيل صلاح هلال، ومحمد فوده.

وقالت النيابة، في بيان نشرته أمس، إن المتهمين في القضية هم صلاح هلال وزير الزراعة المستقيل ومدير مكتبه محيي الدين سعيد، والراشي أيمن رفعت، والوسيط محمد فودة. وذكر البيان أن الاتهام هو تلقي “هدايا” تتمثل في أموال نقدية وعقارات و”بدل” وعضوية عاملة في النادي الأهلي. وشددت النيابة على استمرار حظر النشر في القضية. وكان ألقى القبض على وزير الزراعة صلاح هلال بعد دقائق من تقديم استقالته في مجلس الوزراء.

20150203l27

اختفى فودة خلال فترة سجنه، وزاد ابتعاده عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة قبل إندلاع ثورة 25 يناير. لكنه قرر أن يعود مجددا في 2012 بـ”نيولوك” جديد تخلى فيه عن الشارب الكثيف، وأعلن زواجه من الفنانة الشهيرة غادة عبد الرازق، ثم بدأ في كتابه مقالات بشكل منتظم في صحيفة “اليوم السابع”، وبات فجأة “الإعلامي محمد فوده” والمرشح المحتمل لمجلش الشعب القادم عن مركز زفتى.

 فوده الآن متهم في قضية الفساد الكبرى لوزارة الزراعة لكنه متهم بلعب دور الوسيط بين المتهمين بدفع الرشوة والمسؤول الذى تلقى الرشوة. ووفقا للمادة 107 مكرر من قانون العقوبات “يعفى الراشي والوسيط من العقوبة إذا اخبر السلطات بالجريمة أو اعترف بها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى