سياسة

أوباما يرد على ترامب: استخدام عبارة “الإسلام المتطرف” لن يقضي على الإرهاب

أوباما يرد على ترامب: استخدام عبارة “الإسلام المتطرف” لن يقضي على الإرهاب

واشنطن بوست: أوباما أشار إلى أن خطب ترامب “تخون القيم الأمريكية”

واشنطن بوست- ديفيد ناكامورا

ترجمة: محمد الصباغ

شنّ الرئيس أوباما هجوما غاضبا الثلاثاء ضد الجمهوريين، خصوصا دونالد ترامب، الذي وصف تعامله مع الإرهاب بالناعم، محذرا من أن الحديث المرسل والفضفاض عن المسلمين أضرّ بحملة الولايات المتحدة ضد الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وأي مكان آخر.

وتحدى أوباما مطالبات منتقديه بسبب وصفه حادث أورلاندو بأنه عمل من أعمال الإرهاب، ولم يذكر عبارة ”التطرف الإسلامي“، العبارة التي رفضها لأنها يؤمن بأنه من غير العادل أن يتم وصم جماعة دينية بأكملها بسبب أفعال متطرفين مسلحين.

في اليوم السابق، استخدم ترامب العبارة ليشكك في تعهد أوباما بإيقاف الأعمال الإرهابية، من بينها إطلاق النار في أورلاندو، بقوله إن الرئيس رفض تحديد العدو.

قال أوباما: ”يقولون إن هذا هو الحل. لا يمكننا الانتصار على داعش إلا لو أطلقنا عليهم الإسلاميين المتطرفين،“ مشيرا إلى تنظيم الدولة الإسلامية المسلح عقب اجتماع مع لجنة الأمن القومي لمناقشة استراتيجية الإدارة في محاربة الإرهاب. تابع: ”ما الذي سننجزه باستخدام هذا الوصف؟ ما الذي سيغيره؟ هل سيقلل من محاولات داعش قتل الأمريكيين؟ هل سيضيف حلفاء أكثر؟ هل هناك استراتيجية عسكرية تعتمد على ذلك؟ الإجابة.. لا شيء من المذكور بالأعلى. إطلاق أسماء مختلفة على تهديد ما لا يجعله ينتهي. هذا إلهاء سياسي.“

وأضاف: ”عبارة الإسلام الراديكالي ليست سحرية”.

تلك التصريحات كانت أقوى ما رد به أوباما على ترامب منذ صار المرشح الرئاسي المرجح للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية. على الرغم من عدم ذكره اسم ترامب بشكل مباشر، لكن أوباما انتقد بشدة اقتراحاته حول منع كل المسلمين من الهجرة إلى الولايات المتحدة وتحدى القادة الجمهوريين أن يرفضوا ديمايجوجيته.

وقال أوباما أيضا: ”ندرك الآن مدى خطورة هذا النوع من العقليات وتلك الطريقة في التفكير. بدأنا في معرفة إلى أين قد تقودنا تلك الخطابات والأحاديث الفضفاضة.“ وأضاف أن ترامب ”يعزل المهاجرين ويعتقد بأن كل المجتمعات الدينية منغمسة في العنف. متى يتوقف كل ذلك؟“.

وأجاب ترامب في استجابة لأسوشيتد برس عبر البريد الإلكتروني، مشيرا إلى أن أوباما ”يزعم معرفته لأعدائنا، وإلى الآن مستمر في اعتبار أعدائنا أولوية، وفي هذه الحالة، قدمهم على الشعب الأمريكي.“

أصبح مقتل 49 شخصا في هجوم على ملهى للمثليين في أورلاندو الأحد، على يد شخص تأثر بتنظيم داعش، بؤرة اهتمام الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة عام 2016. تعتبر تلك المذبحة أسوأ إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، وزاد من الحديث حول قضية الإرهاب والسيطرة على الأسلحة والأمن القومي في النقاشات السياسية، قبل وقت قصير من تحول عمل الحملات إلى المرحلة الرئيسية من الانتخابات بين ترامب والمرشحة المرجحة للديمقراطيين، هيلاري كلينتون.

من جانبها قالت كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، يوم الإثنين إنها لم تخش استخدام عبارة ”التطرف الإسلامي،“ لكنها لن تعتبر أوباما خاطئا لعدم استخدامه لها، وأكدت أن إجراءات لمحاربة الإرهاب كانت أكثر أهمية من الخطابات.

كما أكد أوباما على أن عمر متين، المشتبه في قيامه بهجوم أورلاندو، ولد في الولايات المتحدة، وهو نفس الوضع لأحد منفذي إطلاق النار الجماعي في سان برناردينهو في ديسمبر، وفي الهجوم الذي تم بقاعدة عسكرية بتكساس عام 2014.

وكما فعل في الماضي، حذر الرئيس من أن استخدام الخطب الملتهبة حول المسلمين والإسلام يلعب دورا في صالح الجماعات الإرهابية التي تستخدم وسائلها الدعائية لتصوير أن الولايات المتحدة تشن حربا ضد الإسلام، ويساعد ذلك في تجنيد أفراد جدد.

وقال أوباما: ”هذه ليست أمريكا التي نريدها،“ قبيل سفره إلى أورلاندو الخميس لتقديم التعازي للضحايا وعائلاتهم. وتابع: ”لا يعكس مُثلنا الديمقراطية. لن يجعلنا ذلك أكثر أمنا، بالعكس يزيد من المخاطر، ويغذي اتجاه داعش الذي يشير إلى أن الغرب يكره المسلمين، مما يجعل الشباب المسلم حول العالم يشعرون كأنهم مهما فعلوا سيكونون تحت الاشتباه والهجوم.“

وأضاف الرئيس أن مثل تلك الخطب ”تخون القيم الأمريكية التي ندافع عنها. مررنا بلحظات في تاريخنا قبل ذلك، لأننا لو تصرفنا تحت شعار الخوف، وندمنا على ذلك. تابعنا حكومتنا تسيء معاملة مواطنين، وكان جزءا مخزيا من تاريخنا.“

لكن السيناتور بين ساسي، أحد أعضاء لجنة الأمن القومي، رد على أوباما في بيان مكتوب، وقال: ”أنت مخطئ.“

وتابع: ”الاعتراف بالحقيقة حول عنف الإسلام هو أمر أساسي للاستراتيجية- الاستراتيجية التي اعترفت أنك لا تمتلكها. من واجبات رئيس الأركان أن يحدد الأعداء لمساعدة الشعب الأمريكي على إدراك تحدي العنف الإسلامي.“

وقال إيد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، إن أوباما ”ما زال بلا خطة لهزيمة داعش. تقاعس البيت الأبيض سمح لهؤلاء الإسلاميين الراديكاليين بالانتشار في أنحاء سوريا والعراق وليبيا.“

من جانبه أكد أوباما أيضا أن تنظيم الدولة الإسلامية ”ينتهي معنويا،“ مع العراقيل التي وصعت أمام الموارد والتجنيد. وتابع: ”داعش بشكل كبير حاليا بعيد عن نظام التمويل العالمي.“ وبتعاون دولي ”الاستخبارات حاليا أشارت إلى أن تجنيد المقاتلين في داعش هبطت نسبته إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عامين ونصف العام.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى