سياسة

أوباما “كاد يقفز من النافذة”: ترامب يبدأ الاطلاع على “الأسرار العميقة”

أوباما قال إنه أراد القفز من النافذة بعد الاطلاع على الأسرار الرئاسية

واشنطن بوست- بوب وودوارد

ترجمة: محمد الصباغ

قال مسؤولون إن واحدة من أهم مراحل انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب تشمل إيجازات حول قدرات الاستخبارات الأميركية والعمليات السرية، وأيضًا وصفا على حدة لكل السلطات الاستثنائية التي سيمتلكها في الجيش، خصوصا استخدام الأسلحة النووية في خطط الطوارئ.

في عام 2008، تم إخبار الرئيس المنتخب باراك أوباما ببيان استخباراتي واحد موجز وحساس حول ملاذ آمن في شيكاغو، فمزح قائلًا: “من الجيد وجود عمدان على الشبابيك هنا لأنه لو لم يوجد لربما قفزت.”

أعطت الاستخبارات لترامب بعض الإيجازات حول التهديدات والقدرات، وهناك سلسلة من البيانات المنفصلة المقررة للرئيس المنتخب حول ما وصفه أوباما بـ”أسرارنا العميقة.”

قالت المتحدثة باسم ترامب، هوب هايكس، إنها لا تستطيع تقديم أي معلومات حول جدول زمني لتلك الاجتماعات التي سيحصل فيها الرئيس المنتخب على الإفادات، وكان الرؤساء السابقون قد حصلوا عليها خلال مرحلة انتقال السلطة.

بداية، تكون هناك نظرة مفصلة على طرق ومصادر الاستخبارات البشرية والتقنية التي تقدم معلومات غاية في الأهمية حول برامج ضربات الطائرات دون طيار والعمليات الاستخباراتية الأخرى. قد يشمل ذلك الإفصاح، لو أراد ترامب أسماء، عن عشرات المسؤولين بالخارج ممن تدفع لهم المخابرات الأميركية ما يصل إلى ملايين الدولارات.

كما يشمل ذلك معرفة القدرات التكنولوجية الأكثر حساسية لوكالة الأمن القومي والتي تعترض الاتصالات بالخارج، وتقوم بتخزينهم ويكونون على الفور متاحين للمحللين والعاملين بالوكالة.

سيعلم ترامب أن الرئيس هو “العميل الأول” في المجتمع الاستخباراتي، والذي يمتلك تقليدًا هو الاستجابة لأي وكل طلب رئاسي.

الإفادة الثانية التي سيحصل عليها ترامب ستكون حول الأعمال السرية التي تقوم بها الاستخبارات الأميركية والتي تستهدف تغيير الأحداث بالخارج دون أن يظهر للعلن أن للولايات المتحدة الأميركية يدا في الأمر. هناك حاليا حوالي عشرة أوامر استخباراتية موقعة بواسطة الرئيس. بعضها لها سلطة القيام بعمليات قاتلة ضد الإرهاب في عشرات الدول. والبعض في أماكن قريبة، مثل دعم سري لجهود دولة ما في إيقاف إبادة جماعية أو أموال تدفع لجماعات معارضة أو متمردين. وفقًا للقانون، هذه العمليات السرية يصدرها مكتب الرئيس، وأوامر أوباما ستستمر حتى يغيرها الرئيس ترامب. الأمر الطبيعي هو أن الرئيس المنتخب سيراجع هذه العمليات السرية ويقرر قبل تنصيبه ما إذا كان يريد الاستمرار فيها، أو تعديلها أو إيقافها، كما أن بإمكانه إضافة عمليات سرية أخرى بعد القسم.

وكان أوباما قد حصل على المعلومات عن العمليات السرية في 9 ديسمبر 2008.

ووفقًا للقانون أيضًا، يقرر الرئيس العمليات السرية الجديدة لكن عليه إخبار لجان الاستخبارات بمجلسي الشيوخ والنواب. ولهذه العمليات الحساسة، على الرئيس فقط إعلام عصابة الثمانية. والثمانية هم قادة الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب، بجانب الرئيس وعضو بارز في لجان الاستخبارات.

من بين الملفات الأكثر أهمية تأتي عمليات مكافحة الانتشار النووي المصممة لمنع دولة من الحصول على سلاح نووي أو القدرة على إطلاق أسلحة نووية.

كما سيحصل ترامب على معلومات حول مكافحة الإرهاب داخليًا والذي يدير ملفه مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الأمن الداخلي. بعد هجمات 11 سبتمبر، صارت الشرطة الفيدرالية طليقة اليد لإيقاف الهجوم التالي.

وهنا أيضًا معلومات حول “استمرارية الحكومة”، وهي الخطط والإجراءات المتخذة لتنفيذ خط تتابع الرئاسة. وهذا في حالات هجوم إرهابي أو أي حالات طوارئ فيها يموت الرئيس أو لا يستطيع الاستمرار في أداء مهام منصبه.

وهناك أيضًا بيان لترامب حول خطط الحرب النووية والخيارات. حقيبة “كرة القدم” التي تولاها مساعد الرئيس العسكري، تشمل رموز التصديق المصممة لضمان أن بدء أي أمر يأتي فقط من رئيس هيئة الأركان.

تحتوي “كرة القدم” أيضًا على كتاب خيارات تسمى “كتيب القرار الرئاسي.” هذا الكتاب السري يعرف بـ”الكتاب الأسود”، ويتكون من حوالي 75 صفحة وبه خطط طوارئ منفصلة حول استخدام الأسلحة النووية ضد الخصوم المحتملين مثل روسيا أو الصين.

يمكن للرئيس اختيار توجيه ضربة نووية ضد ثلاثة تصنيفات وهي (أهداف عسكرية، أهداف تدعم الحرب أو الاقتصاد، وأهداف قيادية). كما أن هناك بعض الأهداف الفرعية، وتسمح القائمة للرئيس بمنع الهجمات عن أهداف محددة.

كما قال مسؤولان إن “الكتاب الأسود” يشتمل أيضًا على تقديرات بأعداد الضحايا “للخيارات الرئيسية” وهي تقدر بالملايين، وفي بعض الحالات تتخطى 100 مليون. وقال مسؤولون تعاملوا مع خيارات الحرب النووية إن معرفة التفاصيل يمكن أن يكون مرعبًا.

لم يحصل الرئيس المنتخب جورج دابليو بوش على بياناته حول الخيارات النووية حتى قبل 5 أيام من حفل تنصيبه في 2001.

وقال مسؤولون كبار بالبيت الأبيض إن الرؤساء في الماضي لم يحبوا فكرة الحصول على الخطط النووية ونفروا من فكرة وجود هذه السلطة. تحت اسم قائد الأركان، يمكن للرئيس أن يوظف قوات الجيش الأميركي كما يراه مناسبًا.

يحصل ترامب أيضًا على معلومات من البنتاجون حول العمليات العسكرية الحالية، من بينها العمليات في أفغانستان، وضد الدولة الإسلامية وأي قوات خاصة تعمل بالخارج.

وبعد أحد الإفادات التي حصل عليها أوباما عام 2008، قال لأحد مساعديه إن هذه ربما واحدة من أكثر الخبرات التي تحتاج إلى عقلانية في حياتي. وقال: “أنا أمام عالم قد ينفجر بأي لحظة بعدة طرق، وسأمتلك بعض السلطات لكنها محدودة وربما حتى أدوات مشكوك فيها وعلى استخدامها لمنع حدوث الانفجار.”

وفي حوار بالبيت البيضاوي في 10 يوليو 2010، أكد أوباما أنه قال هذا النوع من التعليقات.

وقال: “الأحداث فوضوية. في أي لحظة من اليوم، هناك انفجار، مأساة، وأشياء خطيرة تحدث.” وأدرك أنه كرئيس فمن مسؤوليته التعامل مع كل هذه المشاكل. وتابع: “يقول الناس، أنت أقوى شخص بالعالم. لماذا لا تقوم بشيء حيال هذا الأمر؟”.

للقوة الرئاسية جانبان، أحدهما تركيز غير عادي على السلطة الدستورية والقانونية، أما الجانب الآخر، كما قال أوباما يمكن أن يكون محدودا ومشكوكا فيه.

وقريبًا سيختبر ترامب كلا من السلطة وحدودها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى