ترجمات

“أنا ابنة الاحتلال الإسرائيلي”.. رسالة عهد التميمي تسرد عُمْرًا من النضال

الحياة خلف القضبان صعبة للغاية

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: Haartz

كتبت المراهقة الفلسطينية عهد التميمي التي تم اعتقالها على يد الاحتلال الإسرائيلي لمدة 8 أشهر بعد أن صفعت جنديا إسرائيليا، رسالة خاصة لمجلة “فوج” العالمية ونقلتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تناولت عهد فيها الصعوبات التي تزايدت في الضفة الغربية على يد الاحتلال الإسرائيلي.

ففي الرسالة التي طُبعت في عدد أكتوبر لهذا العام، سردت المراهقة التي تبلغ من العُمر 17 عامًا، قصة اعتقالها المثيرة للجدل التي دفعتها لتكون رمزا فلسطينيا في جميع أنحاء العالم.

بدأت عهد رسالتها قائلة: “أنا ابنة الاحتلال الإسرائيلي، فأول ذكريات لي معه حينما اعتُقل أبي في عام 2004، وحينها كنت أتردد لزيارته في السجن حيث كنت في الثالثة من عمري، وعندما بلغت السادسة عشرة من عمري، ألقى الاحتلال القبض عليّ في أثناء غارة جوية بعد صفع جندي إسرائيلي كان يقف في فناء منزلنا، وحُكم عليّ بالحبس لمدة 8 أشهر في سجون الاحتلال”.

تلك الحادثة التقطتها عدسات الكاميرات الصحفية وتداولها أكبر عدد من الناس في وقت قليل وأثارت جدلا في الصحف.

ومع هذا، ففي أثناء قضاء حياتها بالكامل تحت ظل الاحتلال ومحاولات عائلتها للمقاومة، فهي لا تزال ترغب في أن تظل في السابعة عشرة من عمرها.

وفي ظل الجهود التي بذلتها لتعيش حياة عادية كتبت قائلة: “أنا لست مُراهقة عادية، فقد اعتقل أمي وأبي كما حدث معي، والآن أخي الأكبر في السجن”.

فقد اعترفت التميمي بأنها لو كانت عاشت في بلد أخرى غير فلسطين، ولم تشعر أنها تكرس حياتها للنضال ضد الجيش والاحتلال الإسرائيلي لكانت مارست الرياضة “أريد أن أصبح لاعبة كرة قدم، لكنني لا أمارسها لأن ليس هناك وقت لها، لذا شاركت في المظاهرات والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ كنت طفلة صغيرة”.

وتساءلت في رسالتها من السجن: “لماذا لا ينتقد الناس الجيش الذي يضطهد الأطفال بدلا من اتهامنا؟ إن الحياة خلف القضبان صعبة للغاية حتى رغم وجود بنات أُخريات، فقد حاولت إنشاء مجموعات للدراسة، لكن إدارة السجن الإسرائيلي لم تُشجع على ذلك ورفضت تمامًا، إلا أنني تمسكت بقراءة الكتب، فضلا عن اجتيازي الامتحانات خلال هذه الفترة التي لم يُسمح فيها لعائلتي بزيارتي سوى 45 دقيقية عبر حاجز زجاجي كل شهرين مرة واحدة”.

عهد التميمي استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لتُعلي صوت ضحايا آخرين قائلة: “بينما صرتُ أنا رمزًا مشهورًا، لكنّ هناك أطفال آخرين في السجون الإسرائيلية لا يعرف أحدهم قصصهم، ومن ناحية أخرى، فقد تلقيت حكمًا مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات قادمة، وإذا أدليت بأي شيء لا ينال استحسانًا من الاحتلال الإسرائيلي، يُمكنهم احتجازي لمدة 8 أشهر أخرى، وهذا يفرض عليّ التعامل بحذر”.

“كثيرًا ما يسأل الناس أين يمكن أن أجد قوتي وشجاعتي للوقوف في وجه الاحتلال، ولكنني أواجه وضعًا يجبرني أن أكون قوية”، أما السبب الذي أوحى لها بمواصلة الاحتجاج ضد إسرائيل، فكان يكمن في والديها حيث وصفتهم قائلة: “سيبقون أكبر إلهام لي”.

أعربت المراهقة الفلسطينية عن أسفها إزاء ضعف نضالها ضد الاحتلال: “لا أرى أي مؤشرات على تحسن الوضع، بل العكس، فإن المستوطنات ستستمر في التوسع وستكون هناك نقاط تفتيش أكثر، وهذا ما سأراه بعد 3 سنوات من الآن في الضفة الغربية، ومع ذلك، ما زلنا نطمح إلى أن نرى فلسطين حُرة”.

ومع ذلك، ربطت عهد بعض أحلامها وآمالها بمستقبلها الشخصي: “الآن بعد أن أكملت دراستي الثانوية، أريد أن أدرس القانون رغم عدم معرفتي أين يمكنني دراسته لكن لدي حلم بالعمل على مستوى دولي، وعقب 5 سنوات من الآن، أقدّم دعوى قضائية رفيعة المستوى باسم فلسطين للتحدث في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.

وفي زيارتها لإسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة، تواجدت عهد هناك بجانب أسرتها وتم تكريمها من نادي ريال مدريد لكرة القدم وأهداها النادي قميصًا خاصًا لها، وإلى جانب ذلك، فقد سافرت أيضًا إلى تونس حيث عقدت اجتماعًا مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى