سياسةمجتمع

أميركا: أيدن نعم ..محمد لا

وجاهات علي: لتكن نار أميركا برداً على كل الأسماء الإسلامية

نيويورك تايمز – وجاهات علي – ترجمة: محمد الصباغ

”الحمد لله، على أفضل نعمه، نعلن بسعادة غامرة ميلاد ابننا الجديد أيدان.

“احتفلتُ بالخبر السعيد  بصدق، وعلى موقع التواصل الاجتماعي ضغطت على زر ”إعجاب“ لما نشره صديقي. الطفل المسلم أيدن قد وصل إلى العالم.

جاء ليلتحق بالقليل ممن يحملون نفس اسمه،  وبمن يحملون أسماء ريان وآدامز وساره، وليلى وصوفيا، المبتسمين الذين مرّوا على صفحة الفيسبوك. لم يثر الأمر ضجة كبيرة؟ ليس كما يفعل اسم محمد.

يقول المنطق إن اسم  ”ريان“ يتماشى مع  صاحبه ”ريان“ العادي، واسم ”أيدن“ لطيف، وغامض، ومحبوب بالطبيعة، أما اسم ”آدم“ فهو كاسم النبي، قوي وأمين وموثوق به كجورج ووليام وأوبرا. ومن لا يحب اسم ”سارة“ الطويلة والبسيطة، أو ”ليلى“ الغريبة التي جعلت إيريك كلابتون يجثو على ركبتيه؟

عملية اختيار اسم مخلوق بشري صغير تكون مليئة بالقلق من المسؤولية وقد تقود إلى مشاحنات زوجية، وعمليات تعهيد جماعية يائسة، وصلوات متأخرة من اجل الإلهام. أما بالنسبة للآباء المسلمين، يمثل الأمر عبئاً أكبر.

سألت زوجتي عقب احتفالنا الكبير بعد اكتشاف حملها بعد عمل الاختبار اللازم منذ عام ونصف وقلت ”هل يجب أن نسمي ابننا اسما ليس إسلامياً جداً؟“ لم يكن من الجنون أن نتسلى بهذا السؤال. لماذا نضع عبئاً على طفلنا باسم  “واضح”  بجانب المشاكل التي التي من المحتمل أن يواجهها بسبب لون بشرته أو عرقه أو دينه؟

هناك بعض الأرقام يجب أن نضعها باعتبارنا: في إحصاء أخير، قال 30% من مصوتي أيوا الجمهوريون أنهم يريدون تجريم ممارسة الإسلام. وحوالي 30 ولاية قدموا مشاريع بقوانين تمنع تدخل القوانين الأجنبية، مستهدفين بذلك الشريعة الإسلامية، التي هي في أهمية وفائدة مشاريع القوانين المضادة لمخلوق ”Bigfoot“ و اليونيكورن –حيوانات خرافية-، والكثير من الأمريكيين لا يريدون رئيساً مسلماً، حتى بالرغم من أن 29% منهم قد انتخبوا مسلماً مرتين.

كما أن المرشح الرئاسي الجمهوري بن كارسون قد ضاعف  خطاباته التحريضية مؤخراً وقال إنه لن يدعم مسلماً للرئاسة حتى يتخلى أو تتخلى عن الأسس الرئيسية للدين الإسلامي. وقوبل تعصبه بزيادة ضخمة في أعداد طلبات الصداقة التي تلقاها على الفيسبوك وفي التمويل أيضاً.

في عام 1980، أعتقد أن والدي المهاجرين اهتما أكثر بادخار الأموال وإزالة الكركم من تحت أظافرهم أكثر من التفكير في عوائق تسمية ابنهم الوحيد ”وجاهات“. اسم من ثلاثة مقاطع ذو جذور عربية يعني ”المبجل“، ويستخدمه كثيراً آباء باكستانيين بعينهم يريدون ضمان أن يتعرض أبنائهم المسلمين الأمريكيين للسخرية في سن الطفولة.

كانت كلمات مثل ،الكوخ واجا، من ضمن أخطاء كثيرة في اسمي لمدة 34 عاماً. وكان يسألني كثيرون باستمرار أثناء فترة الدراسة الابتدائية ”لماذا اسمك صعب إلى هذا الحد؟“

وفي الصف الخامس، تم إعادة تصنيع السيف ذو الحدين، وللبساطة تحول إلى مقطعين، فأصبحت ”واج“ الجار الودود الأمريكي المسلم الذي يترك بقع العدي على ملابسه.

ومثل الصلع المبكر وشعر الصدر، كبر اسم ”وجاهات“ معي عبر السنين. وكفرد من جيل 11 سبتمبر، حاولت تشريف الاسم و الدفاع عنه من كل ما يتعلق به.

عندما سقط البرجان، كنت في جامعة كاليفورنيا بسن 20 عاماً، طالباً مر بتجربة التعميد بالنار مثل الكثيرين من أقراني المسلمين.

برزت كناشط عن غير قصد وسفير ثقافي، موسوعة تسير على الأرض ومجلس للدفاع عن 1400 عاماً من الحضارة الإسلامية و1,5 مليار شخص. أشرت دائماً إلى وطنيتنا واعتدالنا، وحوكمت وأدنت من قبل قاض يعتقد أن القاعدة و أسامة بن لادن كانوا الأسماء التي تعبر عن الدين.

اعتقدت أنه بمشاركتي في الإدانات – عادات شهرية حيث يطلب من المسلمين  إدانة الأفعال التي قام بها متطرفون عنيفون لم يقابلوهم في أي قارة زاروها- أنني سأخفف من المخاوف ضد المسلمين.

كنت مخطئاً.

في شبابي، كان أسوأ اسم أنادى به هو ”غاندي“، والذي هو بالأصل إطراء. حتى مع إطلاق اسم ”Apu“ أخد شخصيات مسلسل سيمسون عليّ لم أشعر بالإهانة. كان لديه شعارات رائعة، وتزوج من مانجولا الذكية والجذابة.

ومع عام 2015، فتن ابني الصغير الذي يأكل الدجاج والبطاطس المهروسة بإيلمو، ويرى بعض المصوتين الأمريكيين ذلك بأنه مشكلة بسبب هويته الدينية.

وفي تكساس، تعرض مراهق ،14 سنة، للإذلال وتكبيل اليدين لأنه صنع ساعة رقمية لإبهار معلمته. لو لم يكن اسمه أحمد محمد، ما الذي كان سيحدث بدلاً من ذلك؟ ربما كان سيعامل كجيمي نيوترون أو المراهق توني ستارك.

وكأغلب الآباء، لن أستطيع مسامحة نفسي لو سببت أعباء إضافية لطفلي. لكن لو استطاع ”وجاهات“ البقاء والنجاح في أمريكا، إذا لم الخوف؟ لماذا لا أعطي ابني اسماً مشرفاً ورمزياً إسلامياً؟ لذا أسمينا ابننا إبراهيم.

ربما يعتقد البعض أنه بسبب قرب إبراهيم من الله وتبجيله من كل الأديان، الذي أعاد بناء الكعبة في مكة، وعرض التضحية بابنه، ووعد بالذرية الصالحة التي سترث الأرض. وربما يعتقد البعض أيضاً أننا اخترنا الاسم لتكريم ابراهام لينكولن، الذ قضى على العبودية، وسبب فوز دانيل دي لويس بجائزة اوسكار ثالثة.

في الحقيقة الاسم هو صلاة امل، لكل من ابني ومستقبل أمريكا. استلهمته من الآية التي تقول ”يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم“.

كأب لشاب اسمه به أكثر من مقطع، أصلي بأن تكن نار أمريكا برداً على إبراهيم ومن على اسمه في العالم. وآمل أن يلتحق به كل من لهم أسماء (ترافيس، وليلى، سارة، وأيدان) في المهمة الصعبة والضرورية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى