سياسة

يو إس إيه توداي: الدولة الإسلامية .. تكبر وتتمدد

يوإس توداي: وحش “الدولة الإسلامية” ينمو ويتوسع ويجتذب ألف مقاتل شهريا

يو إس إيه توداي – جون مكلالين و أوزي

ترجمة: محمد الصباغ

تمددت الدولة الإسلامية بقوة خلال العام الماضي، والسؤال الذي طرحته منذ ثلاثة أشهر هو هل نحن مستعدون لمواجهة الجيل القادم من الإرهابيين؟ لقد طرحت السؤال لأن تهديد الدولة الإسلامية أكثر تعقيداً من أي تهديد آخر واجهناه منذ الحرب الباردة.

لو أن  مواجهة الحقيقة  تعني وضع خطة لاستئصال هذا الوباء، فيجب أن تكون الإجابة: نحن لم نفعل شيئاً بعد. ما هو المطلوب فعله لكي نبدأ ذلك؟ إليكم بعض الحقائق التى يجب أن توضع في الحسبان قبل وضع أي خطة عمل للقضاء على داعش.

يستمر وحش داعش في النمو. منذ ثلاثة أشهر، زعمت تقارير من مسؤولين أمريكيين أن التنظيم يجذب حوالي ألف مقاتل شهرياً، ولا توجد أي دلائل على تراجع وتيرة تلك الأرقام. قال مسؤول استخباراتي كبير هذا الشهر أن 20 ألف مقاتل أجنبي التحقوا بالدولة الإسلامية من 90 دولة. و يتناقض ذلك مع تقديرات الولايات المتحدة منذ ستة أشهر و المقدرة ب 14 ألف مقاتل. بالطبع الأعداد غير دقيقة، لكن معظم التقديرات توضح أننا نواجه ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل.

ولا يقترب التحالف ضد داعش حتى من هذا المعدل في التضخم. بالتأكيد، سيبدأ التحالف في تدريب المقاتلين المحليين الشهر المقبل، ولكن ذلك نسبياً يعتبر نقطة في بحر. ففي الثلاثة أشهر الماضية، ظهرت القوة المتفاوته للطموحين في الدولة الإسلامية في دول كمصر و الجزائر و أفغانستان و ليبيا. ولا تجعلهم فكرة أنهم يفعلون نفس الأفعال غير قادرين على بث الرعب. فأثبتت المجموعة في ليبيا وحشيتها بقتل 21 من المسيحيين المصريين. و ربما الأكثر بروزاً هو التقارير التي تشير إلى أن الدولة الإسلامية و مثيلتها في الوحشية بوكو حرام في نيجيريا أصبحا على اتصال.

أصبح الإرهاب في عصر تنظيم الدولة الإسلامية ”شبكات من الشبكات“ الخطيرة. و تلك الإتصالات تصنع شبكة معقدة من القدرات القوية على التجنيد و التدريب و أيضاً الإمدادات اللوجيستية.

نحن لسنا قريبين من استراتيجية في ليبيا. لا يهم ما هو مدى النجاح الذي حققناه في العراق ضد الدولة الإسلامية، فقوتهم ااظاهرة لن تتقلص طالما إخوانهم السنة ،الذين يمثلون 70% من السوريين، يتم اضطهادهم من جانب نظام بشار.  تلك المآسي السنية تصنع البنية الأساسية للدولة الإسلامية. وهم محصنون بمماثليهم الذين يشكلون 25% من العراقيين السنة، و هم مجموعة ليست مقتنعة بحكومة العبادي التي يقودها الشيعة و لا يعتبرونها أكثر جدارة بالحكم من سابقتها بقيادة المالكي.

و بينما نلاحظ تشديد الأسد لقبضته على السلطة،  تجذبنا تلك التعقيدات إلى اإتجاهات مختلفة و يقودنا ذلك إلى عدم القدرة على الاستقرار على سياسة معينة. نريد الإطاحة بالأسد، لكن فعل ذلك فقط سيقوي من الدولة الإسلامية في سوريا و سيعزل إيران حليفة الأسد، و في نفس الوقت يجب الإعتراف بأن إيران طرف رئيسي لهزيمة الدولة الإسلامية في العراق. في الحقيقة، يعتقد البعض أن اشتراك المسلحين و القادة العسكريين الإيرانيين يمكن أن يكون لهم التأثير الأكبر في هزيمة داعش.

و بمعنى أوضح، إيران تعمل لصالحنا الآن في العراق، لكن أي سياسة في سوريا ضد المصالح الإيرانية قد تخلق رد فعل ضد أمريكا بين المقاتلين الت تتحكم بهم إيران في العراق. إلا إذا كان مسؤولينا الدبلوماسيين يريدون لعبة من ثلاثة أطراف.

لن تجدي الطرق القديمة مع الخطر الجديد. تمثل الدولة الإسلامية تهديداً من نوع جديد فعناصر التنظيم أكثر قوة و تنوعاً من أي مدى وصل إليه تنظيم القاعدة. على الرغم من آثارها المدمرة، فتنظيم القاعدة كان صغيراً و لا يمتلك موارد مالية في نهاية المطاف. و لم يمتد في تلك المساحات من الأرض بل اختبأ معظم الوقت و بقي بعيداً عن مواجهة الجيوش النظامية. أما الدولة الإسلامية فعلى النقيض، تواجهنا و معها المال و تمتلك مناطق في الدول و تطل بوجهها الجرئ  و مزيجها من الإرهابيين و خططها العسكرية التقليدية. و كما أشار باحث مؤخراً فالتنظيم بالفعل ”شبه دولة يقودها جيش نظامي.“

ترسانتنا من الخطط القديمة مثل (توجيه القادة و إيقاف المؤامرات التى نكتشفها و كسب القلوب و العقول في تلك المناطق)  مازالت مهمة لكنها أصبحت غير كافية.

فيجب علينا استعادة الأراضي. تلك الفوارق الهامة تعني أن أشياء قليلة أكثر أهمية من استعادة البلاد الهامة التي احتلتها الدولة الإسلامية، و كبداية مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق  التى يعيش بها 1,4 مليون نسمة. بدأنا العمل على الأرض و قطعنا طرق الإمدادات من سوريا و قمنا بتأمين النقاط الرئيسية و دربنا خمسة كتائب عراقية.

لكن خطتنا طويلة الأمد، ستبدأ سريعاً مع بداية الصيف أو متأخرة مع نهاية العام. و هذا التنظيم ليس من نوع الأعداء الذي قد يختبيء أو ينتظر.

  المشكلة أن هذا التعقيد قد يشل الحكومات أو التحالفات. لكن نحن في حاجة إلى ألا نبقي جامدين  وأن  نتحرك بسرعة. عندما لا نجد حلاً مثالياً يجب أن نضع أولويات و هناك أمران يجب أن يكونا على رأس القائمة.

الأول، يجب أن نبدأ الهجوم لاستعادة الموصل ولا نمتلك خيار الفشل. هذا هو الطريق الوحيد لإثبات أن الدولة الإسلامية ليست ”خلافة“ قوية كما تزعم في أبواقها الإعلامية.

أما الأمر الثاني هو تخفيف حدة الاضطهاد تجاه العدد الكبير من السوريين السنة. هذا ضروري من أجل إيقاف تزويد التنظيم بالمجندين. و يعني ذلك أن نجد حلاً مع معارضة إيران الكبيرة لتغيير الحكومة التى تعتبر حليفها الأقوي، و يعني أيضاً أن نبقي روسيا بجانبنا و هي حليفة الأسد الرئيسية الأخرى و ذلك في نفس الوقت التي تشتعل فيه أزمة أوكرانيا.

يتطلب الأمران قدرة بطولية على إدارة الدولة، لكن الأمر الواقع الوحيد هو أنه لن يجدي أي شئ آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى