سياسة

أسوشيتدبرس: السيسي “ضحك من قلبه” أخيرا

أسوشيتدبرس: السيسي وضع شرعيته على المحك عندما تعهد بالإصلاح الاقتصادي واستعادة الأمن

 

أسوشيتد برس – إعداد و ترجمة: محمد الصباغ

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الدعم الدولي الواسع لرؤيته الاقتصادية، وذلك في خطابه الصاخب أمام مؤتمر المستثمرين الذي شهد تعهدات بالمليارات لتعزيز الاقتصاد الذي تلقى عدة ضربات خلال أربع سنوات من الإضطرابات بعد انتفاضة شعبية.

اعترف الرئيس السيسي مبتهجاً بأن طريق مصر إلى التعافي سيكون طويلاً ومكلفاً، لكنه اعتبر المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام يمثل نجاحا ساحقا، و يعبر عن ثقة الشركات والحكومات.

وفي الاجتماعات المغلقة، قال رئيس الوزراء إبراهيم محلب والدموع تبلل عينيه إن المؤتمر نتج عنه توقيع استثمارات بقيمة 36.2 مليار دولار. و تحرك العشرات من سكان شرم الشيخ إلى مقر المؤتمر حيث الاجتماعات المغلقة ملوحين بأعلام مصر و أطلقوا أبواق سياراتهم ابتهاجاً، وتسبب ذلك في ازدحام مروري لفترة وجيزة.

وانتشرت تساؤلات طوال مدة المؤتمر، حول ما إذا كان سيأتي بحجم الاستثمارات المتوقعة منه، وهل ستكون الشركات ستكون مستعدة للتغاضي عن المخاطر السياسية في البلاد مع استمرار التمرد المتشدد، وهل سيكون القادة السياسيين قادرون على التعامل مع المخاوف في مجال حقوق الإنسان ودعم قيادة السيسي الذي أطاح بسلفه الإسلامي عام 2013.

يقول أنجوس بلير من شركة “سيجنت”: ”كان المؤتمر عرضا رائعا للدعم من قبل المستثمرين والقادة الدوليين، و طريقة ممتازة لإلزام الحكومة بسياساتها الطموحة التي أعلنت عنها”.

وبجانب الدعم المادي من الدول الخليجية، قامت القوى الغربية مثل أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا بالإشادة بالسيسي وخطواته خلال السنة الماضية، ووجهت المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نفس الرسالة.

وضع السيسي شرعيته على المحك عندما تعهد بالإصلاح الاقتصادي، وإعادة الأمن لأكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم العربي.

ويقول منظم المؤتمر، ريتشارد أتياس: ”مع وجود رؤساء 22 دولة و3500 وفد، أصبح هذا المؤتمر هو الأكبر في حياتي“، وكان أتياس قد نظم مؤتمر دافوس الإقتصادي الدولي بسويسرا.

و في خطابه أيضاً، قام الرئيس المنتخب السيسي بدعوة الشباب المصري الذي عمل على تنظيم المؤتمر إلى المنصة، وقام العديد منهم بالتقاط الكثير من الصور معه، من ضمنهم صورة ”سيلفي“ للمجموعة كاملة وبينهم السيسي. و في نهاية الخطاب شارك هؤلاء الشباب الرئيس في هتافه بشعار يستخدمه كثيراً، وهو ”تحيا مصر”.

و مع ابتسامته الواسعة وضحكاته من القلب خلال خطابه الذي استمر لمدة 35 دقيقة، تناول السيسي مازحاً كيف قاد المفاوضات الشاقة مع الشركات متعددة الجنسيات لتقليل الأسعار، والتعجيل بمواعيد التنفيذ، وزيادة فترات السداد للقروض. ودعا إلى مؤتمر آخر للمتابعة وتقييم التقدم الإقتصادي في البلاد.

وخص شركة سيمنس الألمانية، والتي وقعت إتفاقية بقيمة 10.5 مليار دولار لتعزيز توليد الكهرباء في مصر، وشركة جنرال إليكتريك الأمريكية أيضاً بالشكر الخاص لما فعلوه من خدمات للبلاد.

كانت أغلب الاستثمارات مرتبطة بمجال الطاقة، واتجه القليل إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وقال وزير الدولة الإماراتي سلطان الأحمد الجابر لـ”اسوشيتد برس”: ”أصبحت مصر اليوم قادرة على إثبات التزامها بالتحول الاتصادي إلى السياسات الصحيحة من خلال إصلاحات منتظمة وأيضاً  إعطاء مجموعة من فرص الاستثمار الحقيقية”.

أعلنت السلطات المصرية عن إلتزام المستثمرين بمبلغ 10.7 مليار دولار للاستثمار في مشروعات أخرى، ويشمل ذلك تعاقد مع مجموعة أوراسكوم مصر بقيمة 6.5 مليار دولار وشركة الاستثمارات البترولية الدولية المملوكة لأبو ظبي ستشيد محطة توليد كهرباء بالفحم في خلال أربع سنوات. واستمرت الإعلانات عن الاستثمارات يوم الأحد وشمل اتفاقيات مع شركة “بريتش جاس” بقيمة 4 مليار دولار.

و اتفق القادة على أن النمو الشامل يجب أن يكون هدفاً يسعون لأجله، كوسيلة لتخفيف الغضب وأيضاً منع تكرار ما حدث في عام 2011. وفي أحد المناقشات قال وزير الاستثمار المصري، أشرف سلمان: ”يجب أن يدمر النظام البيروقراطي بالكامل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى