حيوانات

أسود السودان الهزيلة تتصدر الصحف العالمية.. وحملات لإنقاذها من الموت

مدير الحديقة يتنصل من المسؤولية

تحولت أسود هزيلة تتضور جوعاً داخل أقفاص في حديقة القرشي بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى قضية رأي عام، وذلك بعد انتشار مقاطع مصورة توثق وضعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

واهتمت الصحف العالمية بقضية أسود هزيلة في حديقة حيوان بالسودان، نشرها مدوّن زار حديقة القرشي بالعاصمة الخرطوم، وأظهرت المقاطع المتداولة أسودا ولَبُؤات في حالة من الهزال الشديد حتى نتأت عظامها بشكل واضح.

ونشر الناشط السوداني عثمان صالح صوراً للحيوانات في حالة مزرية أثناء جولة قام بها في الحديقة، وقال إنه صُدم بوجود 5 أسود عبارة عن “جِلد على عظم”، مشيراً إلى أن أحدها على وشك الموت بسبب الجوع والإهمال، ثم بعث برسالة لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك تستعجله وترجوه التدخل لإنقاذها.

وحصدت تغريدة صالح آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي من الإعجاب والمشاركة والتعليق، وقد تحولت بعدها إلى قضية رأي عام، وأصبحت حديث السودانيين لساعات، ثم انتشرت عربياً وعالمياً، وسلطت الصحف العالمية الضوء على أزمة الأسود التي تأثرت أيضاً بالظروف الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

من جهتها، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن نشطاء من المجتمع المدني تجمعوا في الحديقة حاملين أدوية وطعاماً لتقديم الرعاية للأسود، وأشارت أيضاً إلى إرسال الجهات المختصة فريقاً من شرطة حماية الحياة البرية لتقديم الإسعافات الأولية.

رد مسؤولو الحديقة

تنصل مدير حديقة القرشي بدر الدين سليمان من المسؤولية، وأصدر بياناً أكد فيه مخاطبته مدير شرطة الحياة البرية منذ 3 أشهر لنقل الحيوانات آكلة اللحوم والإبقاء على آكلة الأعشاب فقط.

كذلك شدد على عدم قدرة إدارة الحديقة على توفير الأكل وضمان الوضع الصحي والنظافة، واعتبر أن حديقة القرشي “مجرد راعية نظرياً فقط”، ورغم ذلك تحملت مسؤولية إطعام الأسود لأشهر رغم أنها مسؤولية الحياة البرية.

إذ يستهلك الأسد الواحد يومياً قرابة 8 كيلوجرامات من اللحم بكلفة 12 ألف جنيه سوداني (265 دولاراً أمريكياً)، لكن الحديقة التي تحقق شهرياً 15 ألف جنيه (332 دولاراً أمريكياً) لا تستطيع توفير هذا المبلغ يومياً.

محاولة إنقاذ أسد لكن الموت سبق الأطباء

و بعد ساعات من الضجة الإعلامية، أشار الناشط الذي فجّر القصة إلى وفاة لبؤة من الأسود الخمسة بالحديقة.

وبذل طبيبان بيطريان جهودهما لإنقاذ أسد آخر كان متهالك القوة وغير قادر على تناول ما ألقي إليه من طعام، ولمعاناته من سوء تغذية وجفاف، لم يستطيعا الحصول على عينة دم بسبب ضعف الأوردة.

ثم جرى نقله إلى مركز للعلاج البيطري في ضاحية سوبا شرق العاصمة، وحاول الأطباء إسعافه بتركيب محاليل وريدية، وأدوية علاجية لإعانته على الوقوف.

وفقاً لمؤسسة “الحياة البرية العالمية” تعد الأسود الإفريقية نوعاً نادراً، إذ انخفضت أعدادها 40% على مدى الأجيال الثلاثة الماضية (1993:2014)، وقد تبقى منها نحو 20 ألف أسد اليوم.

وامتلك السودان ثاني أكبر حديقة حيوان في أفريقيا، لكنها أُغلقت في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، لعدم الاهتمام بها، فيما وزعت الحيوانات على حدائق صغيرة. كما يضم السودان 13 مجموعة من أصل 14 مجموعة من الحيوانات البرية في إفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى