إعلاماقتصادسياسة

شرم الشيخ الخالية .. زيارة كندية

الصحفية الكندية لويزا لافلوك  تحكي عن زيارتها إلى  “شرم الشيخ” الخالية،   الممزقة بين مخاوف العنف والإرهاب وحالات الاغتصاب  “.

تصوير: إيد جيل
 

Canada .com  عن

 ـ  لويزا لافلوك

ترجمة: منة حسام الدين

 جيش من موظفي الفنادق يتجول بسأم في شوارع مدينة شرم الشيخ الهادئة، وفي المتنزه الفارغ الذي كان عبارة عن “حديقة ديناصورات” ، يجلس عمال البناء تحت الظل الممتد لعدة أمتار  الذي يوفره مجسّم أحد الديناصورات في الحديقة.  

عادةً ماكانت تعج تلك المدينة بالسائحين، وكان يُطلق عليها “مدينة السلام” بسبب إقامة العديد المؤتمرات الدولية المتعلقة بالسلام وما يتصل بذلك العنوان فيها.

خلال الشهور الماضية، تراجعت الحركة التجارية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحملة العسكرية التي شُنت في جميع أرجاء البلاد والتي أخافت الجميع، ومن بينهم السائحين.

العنف في مصر دفع 15 دولة إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها بالسفر إلى مصر، وذلك منذ الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطياً عن طريق انقلاب عسكري في يوليو الماضي.

هذا الأسبوع، الأمور أصبحت واضحة، وفقاً لوزراة السياحة، انخفضت إيرادات السياحة إلى النصف تقريباً خلال الربع الأول من العام 2014، وذلك بالمقارنة مع الربع الأول من العام الماضي.

الانخفاض الملحوظ لعدد السائحين وضح جلياً في شوارع شرم الشيخ، وذلك على الرغم من أن “شرم الشيخ” هي المنطقة الوحيد التي مازالت وزارة الخارجية البريطانية تشجع على زيارتها.

المخاوف الأمنية تزداد، في فبرايرالماضي، أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجير الذي أسفر عن مقتل ثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية في مدينة “طابا” جنوب سيناء.

وفي المقابل، أرسلت بريطانيا فريقاً أمنياً إلى مدينة البحر الأحمر لتقيّم مدى إمكانية تعرضها للتهديدات الإرهابية المتزايدة في المنطقة.

اليوم، في شرم الشيخ، تم زيادة التعزيزات الأمنية.

 خارج الفنادق الكبيرة، يحمل الحراس أجهزة للكشف عن القنابل يتم استخدامها في مسح سيارات المارة، كما انتشرت نقاط التفتيش الصغيرة على طول المدينة، والتي تحرسها شرطة السياحة لمتابعة كافة التحركات عن كثب.

بالإضافة إلى ذلك، كانت مدينة “شرم الشيخ” محور العديد من التقارير التي أدانت الاعتداء على السائحات اللواتي زرنها.

في مارس، فقد فندق من فئة الخمسة نجوم رخصته، بعدما زعمت سيدة أعمال بريطانية في الأربعينيات من عمرها تعرضها للاغتصاب على يد أحد حراس الأمن.

وفي حادث منفصل ، تم اتهام أحد رجال الشرطة المحليين بمحاولة اغتصاب سائحة روسية بعدما حاول دخول غرفتها الفندقية.

هؤلاء السياح الذين تجاهلوا التقارير والتحذيرات، يبدو أن قلة منهم يشعرون بالقلق من التدابير الأمنية المشددة.

“نشعر بالأمان هنا”، يقول فيل ماكريستال، محصل ضرائب متقاعد من قرية “أبتون” البريطانية بمنطقة “ويست يوكس”، ويضيف:” بالكاد ستلاحظ رجال الأمن، بالنسبة لي ماهو أكثر اثارة للانتباه هو الهدوء الذي تبدو عليه تلك المدينة”.

بعد ثلاث سنوات من أعمال العنف المتفرقة التي أعقبت ثورة 2011، يقرّ العاملون في شرم الشيخ بخطورة المشكلة. ” الأمور ليست سهلة هذه الأيام”، يقول حازم حسن، مدير أحد المحلات التجارية المنتشرة في فنادق المدينة.

ويضيف:” نحن نحاول اقناع الزبائن بتمضية هذه الإجازة الثمينة في المكان الذي يتصدر عناوين الصحف يومياً، لكن الجميع يعلم أن مصر ليست مستقرة”.

يقفون في خليج نعمة الخالي من الزائرين، وهو أحد الممرات السياحية الرئيسية في المدينة، يتحدث البائعون عن التأثير الذي لحق بهم بسبب بقائهم في تلك المدينة.

 يقول أحمد سيد :” كان العمل دائما على مايرام، لكننا  الآن نكافح من أجل الحصول على الطعام، الثورة أضرت بنا “، مؤكداً أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يزره أي شخص في متجر الهدايا الذي يديره مع عائلته.

في العادة، يوظف قطاع السياحة في مصر مايقرب من 12% من إجمالي القوى العاملة في البلاد، وأدى الانخفاض السريع الذي أصاب ذلك القطاع “إلى حدوث أضرار للكثيرين، في الوقت الراهن، التدفق الضئيل للسائحين الروس إلى  المدينة هو ما يحافظ عليها “واقفة على قدميها.

في السياق نفسه، تعتبر روسيا وبريطانيا من أكبر الأسواق المشغلة للمنتجعات السياحية في المدينة، بجانب اللغة العربية والإشارات التوجيهية، هناك دائماً ترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والروسية، كما أنه يتم تشغيل أغنيات باللغتين على شواطيء المنتجعات.

من جانبهم، يرحب موظفو الفنادق بحفاوة بهؤلاء السياح، يضحك أحد العاملين المكلفين بقيادة عربة لنقل السياح من الشاطيء حتى البار، ويقول:” نحن ممتنون لهم، فهم لا يهتمون بعناوين الصحف، ويقفزون مباشرة إلى متن الطائرة”.

كما يضيف:” هم يشعرون بكثير من المرح، في الصباح يستلقون تحت الشمس كالبيض المسلوق، وفي الليل يرقصون”.

مع إجراء الانتخابات الرئاسية المتوقعة الشهر المقبل، تأمل صناعة السياحة أن تاتي الانتخابات بعهد جديد أكثر استقراراً لبلد يتم تصنيف شواطئه ومواقعه التراثية كجوهرة على تاج شمال أفريقيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى