إعلام

أخطاء الصور وأخلاق الصحافة

وصلت أخطاء الصور الصحافية إلى حدود غريبة تستلزم حلولا

2014-11-03-ScreenshotoflinktoallegedRobinWilliamssuicidephoto-thumb

ماجدة أبو فاضل – هافنجتون بوست

ترجمة – محمود مصطفى

ما الذي في الصور يدفع الصحفيين والنشطاء ومستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي للتعامل بحرية وإهمال مع خصوصيات الناس وحيواتهم ومصائرهم ؟

هل يمكن أن يكون السبق والفضائح والمشاهدات والتقييمات هو سبب  الخراب الذي يحل بالتحقق السليم والدقة والنزاهة والتوازن؟ للأسف، الإجابة هي نعم وباطراد.

من الأمثلة على ذلك صحيفة “اليوم السابع” اليومية المصرية والتي نشرت تقريراً من وكالة أنباء “رويترز” عن وفاة رئيس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” السابق بين برادلي واستخدمت صورة غسان تويني، عميد الصحفيين اللبنانيين، الذي توفي في يونيو 2012. ربما هو خطأ غير مقصود، لكنه إهمال صحفي.

يومية “النهار” اللبنانية التي رأس تحريرها تويني لعقود من الزمن، فعلت ما هو أكثر من ذلك في نسختها الإليكترونية عندما نشرت إحدى صحفياتها صورة وموضوعاً قصيراً عن حفل زفاف للمثليين والذي أصرت أنها شهدته في أحد المنتجعات الجبلية.

لا تعترف القيادات الدينية في لبنان ولا تشجع على الزواج المدني وزواج المثليين غير مطروح للنقاش حيث أن المثلية الجنسية تعد جريمة وفقاً للقانون اللبناني.

ما عرفته بعد ذلك أن النهار أزالت قصة الرجلين ونشرت توضيحاً واعتذاراً تقول فيه أن الصحفية اختلقت القصة وأطاحت بالأعراف المهنية وأساءت إلى الصحيفة.

كل من الصحفية والصحيفة رفضتا التعليق على الحادثة التي عرفت أنها قد تشهد احتمالاً لرفع دعوى قضائية حيث أن التقارير اللاحقة ذكرت أن أحد الرجلين في الصورة كان شاهد العريس للرجل الآخر خلال زواجه بامرأة.

ردود فعل القراء كانت واضحة: أقيلوا الصحفية التي لم يكن يجب أن تنشر صوراً من حفل زفاف خاص بصرف النظر عمن كان يتزوج.

ليس بعد ذلك بكثير، نشر موقع “إم تي في لبنان” الإخباري صورة ترافق عنوناً يقول “زواج مثلي في مصر .. فكيف كانت ردة الفعل؟”

انتشر فيديو لزفاف على مركب نيلي في وسائل التواصل الإجتماعي،  وهو ما أدى إلى تحقيقات من قبل الشرطة في مصر حيث تعد المثلية الجنسية كذلك غير قانونية وغير أخلاقية.

تم الحكم بعد ذلك على ثمانية من المتهمين في القضية بالسجن ثلاث سنوات بتهمة المثلية الجنسية وخدش الحياء العام، بحسب وسائل الإعلام المصرية.

وكذلك عندما انتشرت الأخبار حول انتحار الفنان روبن ويليامز في أغسطس 2014 كتب الصحفيون والصحفيون المواطنون في كل أنحاء العالم عن الخبر وكثير منهم فعل ذلك بشكل رديء جداً.

بعد يوم من الحادثة، رفع موقع “فيوتشر تي في” اللبناني السقف بعرضه صورة يزعم أنها لجثة ويليامز وتظره فيها آثار الحزام الذي استخدمه لشنق نفسه حول العنق، الصورة التي قالت العديد من المواقع فيما بعد أنها مزيفة.

على الجانب الآخر من الأطلنطي، أرسل الصحفي أندي كارفين تغريدة على “تويتر” تقول إن مجلة “ذي أتلانتيك” استخدمت صورة لـ”رويترز”، مرة أخرى، تظهر فيها امرأتان مسلمتان تشاهدان كسوف الشمس، وقالت إنها لفتاتين تشجعان داعش. وتم استيدال الصورة بعد ذلك بصورة لذكور من شباب داعش.

يمكن للمرء  أن يستمر في ذكر هذه الانتهاكات البصرية إلى أن يصاب بالغثيان لكني أفضل أن أطرح حلولاً عملية.

أطلقت منظمة “تبادل الإعلام الإجتماعي” التي مقرها بيروت وواشنطن حملة تدعى “تأكد” للتحقق من المحتوى على الإنترنت في لبنان.

ووفقاً للمنظمة: “تهدف ‘تأكد’ لما هو أكثر من زيادة الوعي بمشكلة التحقق عبر إشراك كل من الصحفيين الممارسين والصحفيين المواطنين في التحقق من الحقائق في التقارير الإخبارية في وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام منصة على شبكة الإنترنت تدعى CheckDesk. سيدير الحملة  التي ستجري في نوفمبر،  مدونة “تقرير بيروت” بالإنجليزية ، وبالعربية ثلاثة مدونين لبنانيين كما تٌدعم الحملة من قبل منظمة “ميدان التي أنشأت تطبيق CheckDesk.”

“وعن طريق قولبة أفضل ممارسات التحقق في الإعلام الإجتماعي وتشجيع الآخرين على فعل المثل، تهدف “تأكد” إلى تقليل الأخطاء إلى الحد الأدنى ورفع مستوى الدقة في محتوى الإعلام الإجتماعي الذي يتم استخدامه في المنصات الإخبارية والمنصات الأخرى في لبنان.”

في عمان، أطلق “معهد الإعلام الأردني بوابة “أكيد” لمراقبة أداء الإعلام والتحقق من المحتوى الإخباري.

هناك عشرات من برامج وتطبيقات التحقق التي تساعد في تجنب كل أنواع الأخطاء ولكن الأمر بيد الصحفيين والمدونين والنشطاء وآخرين لممارسة التقييم السليم والإبتعاد عن إحداث الأذى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى