أخبارثقافة و فن

أجمل ما قاله “العرّاب” عن الوجود والحياة والموت

سوف تعبر إلى الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع

رحل “العرّاب” متنبئا بموته، بعد معاناة طويلة مع أمراض القلب، حتى اشتد عليه مؤخرا المرض، في أيامه الأخيرة، لم يكن قادرا على إعطائك موعدًا، فهو لم يكن متأكدا من قدرته على الوفاء بالموعد لأن قلبه قد يخذله في أي لحظة، حتى دخل المستشفى لإجراء جراحة في قلبه، لكنه رحل إلى الأبد في الموعد الذي تنبأ به بالصدفة.

شغلت فكرة الموت تفكير الروائي المصري أحمد خالد توفيق، خاصة بعد أن توقف قلبه 4 مرات لكنه في كل مرة عاد لينبض بالحياة من جديد، وقال عن ذلك:

“لقد عدت للحياة يجب أن أتذكر هذا ربما كانت لعودتي دلالة مهمة لا أعرف ربما كان هناك عمل مهم جدا سوف أنجزه لكن ما هو أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولى”.

كرّس توفيق في كتاباته عن قيمة الحياة أو الوجود، وكان توفيق مشغولا بمجتمعه وصوّر بعضا من أزماته في كتاباته حيث تناول قضايا مثل “الاستقطاب” و”اتساع الفجوات الاجتماعية والطبقية”، وتنتمي معظم أعماله لما يسمى بالأدب الغرائبي، ومن أهمها سلسلة “ما وراء الطبيعة” التي ينظر إليها على أنها شكلت وجدان جيل من الشباب في مصر والعالم العربي.

أطلق عليه محبوه لقب “العرّاب” وهو ما رفضه مرارا قائلا إن “الهالة التي يضفيها قراؤه عليه تزعجه عندما يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر من إمكاناته”.

والدكتور أحمد خالد توفيق من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يونيو 1962، وتخرج في كلية الطب عام 1985 وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997.

وفي ما يلي “نصوص” من أشهر ما كتبه الدكتور أحمد خالد توفيق والتي نعاه بها محبوه:

“أعرف هذا الشعور القاسي وأرثى له كثيرًا.. أن تصحو من النوم منتظرًا في لهفة قدوم الليل لينتهي يوم آخر”.

“معنى الصداقة ھو أنني -تلقائیًا- أراك جديرًا بأن أئتمنك على جزء من كرامتي”.

“ما أهون الموت حين يكون خبراً في مجلة أو سطرا في حكم محكمة”

“في حياة كل إنسان لحظة لا تعود الحياة فيها كما كانت قبلها”

“غريب أمر الإنسان حقا.. إن عيوبنا ككشافات سيارة نركبها.. لا نراها نحن أبدًا بينما هي تعمى عيون الآخرين الذين يقابلوننا.. وبالمثل نحن نرى كشافاتهم أو عيوبهم بوضوح تام قد يدفعنا إلى مطالبتهم بتخفيضها قليلا”.

“إن كل إنسان مهما صغر شأنه يحوي طاقة روحية إنسانية يمكنك أن تحبها متى دنوت منها.. صحيح أن هناك أناسًا ميئوسًا منهم لا يمكن أن تحبهم مهما فعلت.. هؤلاء هم أغبياء الروح.. أصحاب الأرواح المغلقة”.

“لا أخاف الموت، أخاف أن أموت قبل أن أحيا”

“ليتنا أنا، وأنت جئنا إلى العالم قبل اختراع التليفزيون والسينما، لنعرف هل هذا حب فعلا أم أننا نتقمص ما نراه؟”

“هل فهمت الآن الحكمة من كون عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب؟ لو عاش الإنسان مائتي عام لجنّ من فرط الحنين إلى أشياء لم يعد لها مكان”

“وداعا أيها الغريب كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا”

“فقط في سن العشرين أدركت الحقيقة القاسية، وهي أن عليّ أن أحيا بلا أحلام”.

“أنا أخشى الموت كثيرا ولست من هؤلاء المدّعين الذين يرددون في فخر طفولي نحن لا نهاب الموت، كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي”.

“الذين يهددون بالرحيل.. يريدون فقط أن يُطلب منهم البقاء، أن يشعروا أن وجودهم مرغوب به! الذين يريدون الرحيل حقا.. يرحلون دون تهديد!”

“أنا دائماً بخير، أعرف كيف أتجاوز كل شيء وحدي، أعرف كيف أنام وفي قلبي ما يكفي من الألم”

“في النهاية أنت تتجه إلى النهر المظلم.. النهر الذي عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا.. سوف تعبر إلى الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع”.

وأخيرًا العبارة التي حيرت الجميع ليلة أمس وهي من كتابه “قهوة باليورانيوم” مقال أماركورد، كتبه 2011.!

فقد تنبأ الكاتب أحمد خالد توفيق، بتاريخ دفنه يوم 3 أبريل وبعد صلاة الظهر، وهو ما حدث اليوم الثلاثاء 3 أبريل عام 2018، حيث سيدفن أديب الرعب بعد صلاة الظهر في طنطا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى