مجتمع

“أبو شنب”.. آراء رجالية في التحرش بالنساء

مسموح للرجال وحدهم بالتعليق  لمدة أسبوعين، ثم ترد النساء

 

No automatic alt text available.
الشعار البصري للصفحة

لازالت حوادث التحرش والاعتداء الجنسي وجرائم الشرف والختان  مشكلات  تواجه المرأة المصرية، بعضها يتزايد في الشارع المصري ولا يتوقف رغم صدور القوانين التي تجرمه وتعاقب عليه، الأمر الذي دفع صجفية مصرية لتدشين مبادرة على الفيسبوك تحمل عنوان “أبو شنب دعت خلالها الرجال لكتابة تدوينات عن رأيهم في تلك القضايا الخاصة، حتى لو كانت آراء صادمة.

واختارت “أبو شنب” موضوع التحرش وملابس النساء، لتبدأ استقبال تدوينات الرجال حوله، الموضوع الذي يشغل السيدات في مصر، وقد يتسبب في عزوفهن عن الخروج بحرية وممارسة حياتهن بشكل طبيعي في الشارع وأماكن العمل والدراسة.

الاستماع إلى آراء الرجال

المبادرة الآن للرجال فقط، لهم حق التدوين والكتابة بكل حرية، لعرض آراء مختلفة لرجال من طبقات اجتماعية  وأعمار مختلفة، وفي كل مرة يتم طرح موضوع مختلف متعلق بالمرأة، وتستقبل المدونة تدوينات الرجال لمدة أسبوعين، ثم يسمح بعد ذلك للسيدات بالتعقيب والكتابة وعرض رأيهم في المنشور أو في الموضوع بشكل عام.

تقول الصحفية سعاد أبو غازي مؤسسة المبادرة وصاحبة مدونة “أنا حرة” التي تجاوز عدد المهتمين بها 38 ألف، “المشكلة ترجع لآراء الرجال في كنير من قضايا النساء مثل التحرش وختان الإناث وجرائم الشرف”

قد تدفع الأنثى في مصر حياتها ثمنا، إذا تعرضت لاغتصاب أفقدها عذريتها كما يحدث في بعض القرى على الرغم من أنها الضحية، لكن الأعراف دائما تلقي باللوم على المجني عليها باعتبارها التي أغوت الجاني لكي ينتهك عرضها.

وبالمقارنة  بالمسح الديموجرافي لعام ١٩٩٥ فإن معدل الختان وصل العام الماضي إلى ٩٧% بالرغم من الجهود التي بُذلت من الجانب الحكومي والمجتمع المدني والدولي في خفض ظاهرة ختان الإناث إلا أن هذا الانخفاض على مدى عشرون عاما يعتبر ضئيلا حوالي 5%

وطبقا للمسح الصحي الديموجرافي لعام ٢٠١٤ فإن ٩٢% من النساء اللاتي سبق لهن الزواج في الفئة العمرية ما بين ١٥ – ٤٩ سنة خضعن للختان وأكثر من نصفهم تم ختانهم بين عمر ٧ – ١٠ سنوات

وتعتقد نصف النساء اللاتي سبق لهن الزواج أن الزوج يفضل أن تكون زوجته مختنة وأقل من النصف مباشرة ٤٦% يعتقدن أن ممارسة الختان تمنع الزنا، مع أن ٥٤% من السيدات يوافقن أن ممارسة الختان قد تؤدي للوفاة.

هدفنا أن نعرف كيف يفكر الرجال، سيكون متاحا للمبادرات والمنظمات المهتمة بقضايا النساء  معلومات قد تفيد في تخطيط برامجها في التوعية بناء على معرفة بآراء الرجال”

وأوضحت أبو غازي، من الضروري معرفة آراء لأطراف المشكلة مثل قضية الختان، حتى تقوم المنظمات بكتابة رسائل مناسبة لمناهضة الختان، هدفنا جمع الآراء في مكان واحد للمهتمين بقراءتها حتى يتم العمل على أساسها.

وأكدت الصحفية والباحثة التي عملت لفترة طويلة مع منظمات المجتمع المدني في مصر لـ”زحمة”  “المرأة بإمكانها أن تتعرف على آراء الرجال من خلال تدويناتهم، مضيفة : “عايزين يعرفوا ليه الرجالة بتعلق على لبسهم في الشارع، وليه فيه ناس شايفة ملابس الست هي السبب

وعن اختيار المبادرة للكتابات الإيجابية من الرجال، ذكرت سيسمح بكل الآراء حتى الرجال المؤيدين للختان والذين يبررون التحرش بملابس المرأة وغيرها، وقالت: “بندور على كل الآراء حتى لو كانت صادمة أو قاسية لأننا عايزين نعرف، وطبعا هننشر أي رأي يوصلنا بيشوف ان الستات هم اللي وحشين وبيستفزونا، لأن فيه ناس بتفكر كده أصلا الغالبية العظمي شافيين كده فازاي نلغيهم من حسابتنا؟”

حال المرأة المصرية

كانت وكالة رويترز قد نشرت تقريرا في نوفمبر 2013 عن حالة النساء في الوطن العربي كان عنوانه “دراسة: مصر أسوأ الدول العربية بالنسبة للمرأة” وفي هذه الدراسة كان التحرش الجنسي على رأس الانتهاكات الي تتعرض لها المرأة في مصر.

وذكر تقرير لقناة البي بي سي في ابريل 2013  أن التحرش في مصر نسبته  13%  من الجرائم ، وأن 60% الي 85% من نساء وفتيات مصر يتعرضن للتحرش مما أكد الإحصائيات الأخيرة والتي وضعت مصر – في جرائم التحرش – بالمرتبة الثانية عالمياً بعد أفغانستان

وكان الدستور المصري الحالي قد أفرد ٥ مواد لأول مرة في تاريخ الدساتير المصرية عن المرأة وجرم العنف ضدها، ورغم العقوبات الجنائية القاسية التي أقرها القانون المصري أخيرا تجاه مرتكبي جريمة التحرش، إلا أن نسبة النساء اللاتي يتعرض للتحرش في مصر لا تزال مرتفعة.

ورغم تشديد العقوبة على المتحرشين التي أقرها البرلمان المصري لتصل إلى سنة بدلاً من ستة أشهر، تكمن المشكلة في أن الناس في مصر لا يعتبرون التحرش اللفظي تحرشًا جنسيًا، مستخفين به على الرغم من أن القانون يُجرمه.

الصحفية هند عبدالستار

ورغم ما سبق تحقق الأسبوع الماضي نصر كبير للمرأة المصرية حيث استطاعت الصحفية هند عبد الستار    نيل حقها  وهي واحدة من ضحايا التحرش الجنسي في مصر ، بعد أن حكمت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة المتحرِش بها بالسجن المشدد خمس سنوات وإلزامه بالدعوي المدنية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى