ثقافة و فن

آ ي إف إل ساينس: البحث عن الملكة الجميلة في الغرفة السرّية

نيكولاس ريفز: مات توت عنخ آمون فجأة فلم يتسن بناء مقبرة خاصة له

آي إف إل ساينس – جاستن ألفورد ترجمة: مصعب صلاح

aton1

ظلت قصة ملكة مصر القديمة نفرتيتي  مصدرا دائما للمؤامرات والدسائس. عرفت بجمالها، وأنها كانت زوجة للملك الفرعوني إخناتون الذي كان اسمه سابقًا امنتحتب الرابع، خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد. ورغم قرار زوجها بالتخلي عن الدين التقليدي وعبادة آتون، الذي يرمز له بقرص الشمس، كان مثيرا للجدل إلا أنها ساندته. شخصية مشهورة بدون شك، ولذا تم تكريمها بتمثال نصفي لها موجود في المتحف المصري في برلين، إلا أن جسدها لم يتم العثور عليه بعد.

أين الملكة المفقودة منذ زمن طويل؟ نيكولاس ريفز، عالم الآثار البريطاني، لديه نظرية جريئة فهو يعتقد أنها قد تكون مخفية في غرفة الدفن المجاورة لمقبرة توت عنخ آمون، ابن اخناتون من زوجة أخرى، ولكن لا يوجد أدلة مادية كافية لهذه النظرية حتى الآن. لكن هناك مؤشرات، عثر عليها في مقبرة الصبي (توت عنخ آمون)، تشير إلى وجود غرفتين مخفيتين وليست واحد في المقبرة.

ويقول ريفز لموقع “أهرام اونلاين”: “أنا متأكد من أن هذا الاكتشاف مهم جدا وقريبًا سنجدها داخل مقبرة توت عنخ آمون”.

جاء هذا الكشف بعد عمليات التفتيش المادي للمقبرة التي أجراها ريفز، ووزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، وفحص الصور بالليزر التي قامت بها شركة الوسائط الرقمية “فاكتوم آرت” في مدريد. واستخدمت الأشعة لبناء نسخة طبق الأصل من مقبرة الفرعون الشاب، إلا أن الفريق أتاح النتائج للمهتمين، لذا فإن ريفز لم يضيع الوقت في تحليلها.

ولاحظ ريفز خطوطا مميزة وراء الملصقات التي تغطي الجدران الغربية والشمالية من المقبرة، والتي يمكن أن تمثل آثارا لمدخل أو ممر تم اخفاؤه. كان ريفز واثقا من نظريته القائلة بأن نفرتيتي الغامضة قد تكون راقدة وراء هذه الجدران حتى أنه نشر بحثًا يوضح أفكاره، لكن فقط هذا الأسبوع تم تعزيز أفكاره بسبب الملاحظات التي ظهرت خلال التحقيق الفعلي للغرفة التي تحتوي على تابوت توت عنخ آمون.

يقول ريفز لــ “ناشيونال جيوغرافيك”: “أولا وقبل كل شيء، رأينا على السقف خطا واضحا”. هذا، كما يقول، يتكامل مع جزء من الجدار المشتبه به والذي تعلوه بعض الملصقات لإخفاء غرفة سرية، مما يجعلها بعيدة عن متناول اللصوص وعلماء الآثار الذين اكتشفوا المقبرة في الماضي. “إنها (العلامات) تقترح أن الغرفة كانت في الواقع ممرًا”.

aton2

ثم هناك أيضا حقيقة أن المواد التي تغطي هذا الجدار لا يبدو أنها متسقة مع بعضها، الجزء المركزي يختلف عن الملصقات المحيطة به، والتي يمكن أن تكون مؤشرا على وجود باب في الوسط. وهذه لن تكون المرة الأولى التي يتم كشف مثل هذه الأمور، ولكن سيتعين علينا الانتظار حتى يتم إجراء المسح الراداري لمعرفة تفاصيل أكثر عن المقبرة للتأكد من وجود فتحة ما. حتى ذلك الحين، فليس من الضرورة معرفة ماذا بالداخل، لأنه الجدار مغطى برسومات لا تقدر بثمن، والحصول على إذن لأعمال الحفر لن يكون سهلا.

بغض النظر عن كل هذا، فإنه لا يوجد أي وعود لاكتشاف نفرتيتي. توت عنخ آمون توفي بشكل غير متوقع قبل أن يصل إلى سن العشرين، لذلك فمن الممكن أنه لم يكن هناك ما يكفي من الوقت لبناء مقبرة جديدة له، وأنه دفن على عجل في مقبرة كانت مصنوعة أصلا لشخص آخر، وربما يكون هذا الشخص الملكة نفرتيتي، التي توفيت قبله بعشر سنوات. ولكن اخرين ليسوا متأكدين من ذلك، ويعتقدون أن جسم كيا (إحدى زوجات اخناتون) قد يكون وراء ذلك الجدران، أو واحدة من زوجات أخناتون التي قد تكون والدة توت عنخ آمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى