عثر على جثة الشاب باطويل بعد تهديدات بقتله لاتهامه بالإلحاد
عثر أهالي مديرية الشيخ عثمان بعدن اليمنية ظهر الإثنين على جثة تعود لشاب خطف مساء الأحد من أمام منزله بمديرية كريتر.
وقالت مصادر مقربة من القتيل إن الشاب عمر محمد باطويل خطف ليلة الأحد قرابة الساعة 10 من أمام منزله بكريتر.
وأضافت المصادر أنه تم العثور على جثة الشاب ظهر الإثنين بمنطقة عمرالمختار بمديرية الشيخ عثمان وعليها آثار طلقات نارية.
وذكرت المصادر أن الشاب باطويل كان قد تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية واتهامات بالإلحاد من قبل متطرفين مجهولين بسبب منشورات له اعتبروها تنتقد الدين عبر “الفيس بوك”.
وكتب الروائي المصري يوسف زيدان رثاء في باطويل على صفحته على فيسبوك:
“رثاءُ أمةٍ رثّة : بالأمس فُجعتُ بخبرٍ مريع ، هو مصرع “عمر باطويل” بمدينة عدن اليمنية . . للوهلة الأولى ، غامت عيناي فقرأتُ اسمه “عمار” و ظننته الناقد البديع الذي لم أره من قبل قط ، لكنني أُعجبتُ جداً بما كتبه عن عزازيل ، و عن النبطي . سارعت بالنظر في تفاصيل الخبر الفاجع ، فعرفتُ أن القتيل شابٌ يمنيٌّ عمره 18 سنة ، يشبه كثيراً الملايين من شبابنا المصري ، لأنه منهم و هم منه . . كان الولد الجميل ، القتيل ، يكتب علي صفحته بالفيسبوك أنه لا يقبل ثقافة القطيع ، و أنه بحسب عباراته : يري الله في الزهور و يراه المتعصّبون دينياً في القبور . و كتب مرةً مخاطباً الله : الذين ينتسبون إليك قد أرعبوني ، يريدون أن أحبك بالغصب و القهر . و رأي المهووسون دينياً أن الفتي ملحد ، فخطفوه ، و أطلقوا النار علي رأسه اول أمس . . فعلوا ذلك لإقامة شرع الله ! ألا ساء ما يحكمون ، و ما يفعلون ، و ما سمح لهم بالانتشار في بلادنا ليستعملهم سياسياً . يحقُّ لكم أيها العرب الرثاء . . فحالُكم يدعو فعلاً للرثاء ، لأنكم بالتفريط في العقل وقعتم في هاوية الهوس و الجنون ، و فقدتم أغلى عتاد للمستقبل : الشباب . . فقدتم أرواحكم لصالح حكامٍ يلعبون بالدين ، يلعبون بالنار التي لا تبقي و لا تذر ، مع أنهم لا يكترثون بتطبيق اول واجبات الدين الذي يزعمون ، فلا يؤدون مثلاً زكاة الركاز التي لن تترك في العالم مسلماً واحداً ، فقيراً . و لا يغيثون لاجئاً من أولئك الذين يلقون حتفهم في البحر ، ليجدوا المأوى في بلاد الكفار . . و مع ذلك يرفع سلاطين زماننا المشوّه شعار الدين ، و باسمه يشعلون نيران الحرب بين المسلمين و المسلمين ، و يضحّون في سبيل عروشهم بالشباب اليانع كالزهر ، من أمثال الصبي اليافع : عمر باطويل .”