أخبارثقافة و فن

لغز اختفاء أشهر ممثلة صينية في ظروف غامضة!

لم تظهر علانية منذ أوائل يوليو

المصدر: CNN – Steven Jiang – Ben Westcott  – Nanlin Fang

ترجمة وإعداد: ماري مراد

تخيل أنه في يوم ما، سارت جينفر لورنس على السجادة الحمراء في لوس أنجلوس، ثم اختفت تمامًا بعد ذلك، دون أي خبر عن مكان تواجدها.

الأمر قد يبدو سخفيًا أو مرعبًا، لكنه الواقع في الصين، حيث اختفت واحدة من أشهر الممثلات بالبلاد دون أي أثر، وسط ضجة متعلقة بالتهرب الضريبي من قبل المشاهير.

وظهرت فان بينج بينج، واحدة من أعلى نجوم الصين أجرًا وأهم نجوم الشباك، في أفلام صينية وغربية، بما في ذلك “X-Men”.

وفي جميع أنحاء البلاد، زيّن وجهها آلاف الإعلانات، وباعت نجوميتها منتجات وعلامات فاخرة بداية من كارتر إلى لويس فويتون، وكانت تُشاهد بانتظام في عروض الجوائز الكبرى ومناسبات الموضة، وفي عام 2015 ، لقبتها مجلة تايم بـ”الممثلة الأكثر شهرة في الصين”.

Fan Bingbing and Hugh Jackman arrive at the Australian premiere of 'X-Men: Days of Future Past" on May 16, 2014 in Melbourne, Australia.

لكن بطلة الأفلام لم تظهر علانية منذ أوائل يوليو، حينما- بحسب منشور لها تم التحقق منه على موقع التواصل الاجتماعي- ذهبت في زيارة إلى أطفال في مستشفى بالتبت.

في مادة نشرتها صحيفة “Securities Daily” التابعة للدولة في 6 سبتمبر- حُذفت في وقت لاحق- اتضح أن فان تحت السيطرة وعلى وشك إصدار حكم قانوني بشأنها. لكنه لم يتم إصدار أي بيان رسمي بشأن مكان فان أو أي تهم جنائية محتملة ضدها.

ورغم هذا، فإنه في البلد الذي يُجبر فيه مشاهير كبار على الحفاظ على الصورة العامة المسالمة للبقاء تحت ظل رضا الحكومة الصينية، استنتج الجمهور موقع الممثلة.

من جانبه، قال فيرغوس ريان، محلل الإنترنت مع معهد السياسة الاستراتيجية الاسترالية، لـ”BBC”: “إذا كنت ملياردير، فهذا شيء من الواضح أنه يمكنك الاستمتاع به إلى حد معين، ولكن عليك أن تكون حذرًا جدًا حتى لا تتجاوز في أي مرحلة خط أحمر من نوع ما وتتعارض مع الحزب الشيوعي الصيني”.

في عام 2011، اُعتقل الفنان المعروف آي ويوي لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، ولم يكن مكان وجوده واضحًا. وأفرج عنه لاحقًا بعدما وقّع على اعتراف للسلطات، وُصف بأنه مرتبط بالتهرب الضريبي.

عقود يين يانج

مشاكل فان المزعومة بدأت عندما سُربت نسخ مزعومة من عقد الفيلم الذي وقعته على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية في أواخر مايو. وذكرت صحيفة “Global Times” إن النجمة كان لديها عقدين مختلفين، واحد لأغراض الضريبة يقول إنها حصلت على 1.5 مليون دولار وعقد خاص منفصل بمبلغ 7.5 مليون دولار.

هذه الممارسة معروفة في الصين باسم “عقود يين يانج”، وهي شكل من أشكال التهرب الضريبي حيث يتم إبلاغ السلطات بالعقد الأول، بينما يتم التعامل مع العقد الثاني الأكبر كدخل معفى من الضرائب.

US actor Will Smith (L) and Chinese actress Fan Bingbing pose as they arrive on May 23, 2017 at the Cannes Film Festival in France.

واعتذر الرجل الذي يقف وراء هذا التسريب، المذيع الصيني تسوي يونج يوان، في يونيو إلى فان عن فعلته، لكن في الشهر نفسه، حثت إدارة الضرائب الصينية على قيام المحققين بالنظر في مزاعم عقود يين يانجغ في صناعة السينما بالبلاد.

وعلى الصعيد نفسه، أنكر فريق فان لكن الفنانة لم تظهر علانية منذ المجادلة.

وفي سبتمبر، أصدرت جامعة “Beijing Normal” الصينية تقريرًا- أُشيد به باعتباره الأول “في العالم” وتم الترويج له بشدة في وسائل الإعلام الحكومية الصينية- صنف نجوم البلاد من خلال مستوى “المسؤولية الاجتماعية”، وجاءت فان في المؤخرة، إذ حصلت على المرتبة صفر من أصل 100.

وقال منتج في استوديو صيني كبير- رفض الإشارة إلى اسمه للحساسية السياسية للموضوع- لـCNN إن ممارسة العقدين، أحدهما أصغر حجما لتجنب دفع الكثير من الضرائب، كان “عالميا” في صناعة الأفلام، مشيرًا إلى أن الجميع يشعرون بالقلق عقب اختفاء فان، لا سيما بسبب أن “كل عقد تقريبا لديه بعض المخالفات ولن يُصدم أمام المراجعة الجادة.

تخويف من يقوم بنفس الممارسات

ومن ناحيته، أوضح جوناثان لاندريث، محرر آسيا السابق في بكين لـ” Hollywood Reporter” والمراقب لصناعة الترفيه في الصين منذ فترة طويلة، لشبكة “CNN”: “ربما يكون هذا مُجرد إخافة للناس للبدء في دفع الضرائب.

إذا أُمسك بشخص ما مُتلبسًا، فأعتقد أن هذا سيؤثر بشكل مضاعف على كيفية تقدم الإنتاج السينمائي في السنوات المقبلة”.

وأيضًا، قالت مسؤولة تنفيذية في مكتب صيني لاستوديو الأفلام الأجنبية لـ”CNN” إن عدم وجود شخصيات شهيرة من الدرجة الأولى في الصين زاد من قوة المساومة وأرباح عدد قليل من الفنانين المحظوظين مثل فان.

لكن في حين أن اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم قد يحل مشكلات أخرى، ذكرت المسؤولة التنفيذية إنها لن تساعد في معالجة النقص الأساسي في المواهب في صناعات السينما والتلفزيون الصينيين، مضيفة أن هذه الإجراءات مجتمعة مع تحكم أيديولوجى صارم تعمل فقط على خلق “وضع محزن” فى الصناعة الإبداعية الصينية.

وعلى الصعيد نفسه، أشار لاندريث إلى أن الحكومة الصينية تحتاج إلى المشاهير البارزين للمساعدة في دفع التجارة، محليا ودوليا، للترويج للصين، كما رجح أن الهدف من هذه الحملة قد يكون حل مشكلة مختلفة تواجه السلطات، إذ أنه “لطالما كان سرًا مكشوفًا أن ميزانية الفيلم هي مكان رائع لإخفاء الأموال”.

لاندريث أوضح أيضًا أن قيادة الحزب الشيوعي قد تأمل أن يؤيدي تسليط الضوء على التهرب الضريبي للمشاهير، إلى صرف الانتباه وتجنب التدقيق العام في الفساد المشاع بين كبار المسؤولين الحكوميين وعائلاتهم.

نشر “الطاقة الإيجابية”

بحسب “CNN”، لطالما كان للحزب الشيوعي الصيني علاقة غير مريحة مع المشاهير، ففي السنوات الأخيرة، دعت وسائل الإعلام الرسمية، المشاهير إلى نشر “طاقة إيجابية” على الإنترنت، وأدى التهديد المتمثل بإنهاء مسيرة المهنة، إلى دفع نجوم البلاد إلى الاهتمام برغبات الحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى