سياسة

تايمز أوف إسرائيل: لماذا لا تنجح المبادرة المصرية؟

 تايمز أوف إسرائيل: فرصة المبادرة المصرية بين حماس وإسرائيل صعبة جدا وهذه هي الأسباب

TOPSHOTS-PALESTINIAN-ISRAEL-CONFLICT-GAZA

آفي إيساكاروف – تايمز أوف إسرائيل

ترجمة – محمود مصطفى

بينما تستمر المحادثات في القاهرة تصبح فرص أن تسفر المفاوضات عن وقف إطلاق نار طويل المدى، بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين سوياً، ضئيلة وربما شبه منعدمة. وأحد الصعوبات الرئيسية في الأمر هي الطبيعة المتأزمة للمقترح المصري بالنسبة لحماس وبدرجة أقل لإسرائيل.

ومع ذلك، وحتى بعد أسابيع من الحرب المرهقة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، يظل لدى الطرفين مصالح مشتركة أولها وقبل كل شيء أن كلاً من الحكومة الإسرائيلية وحماس يريد بكل الطرق العودة إلى حالة الهدوء وأكثر من ذلك، وقد يبدو ذلك غير متوقع للبعض وربما لن يعترف به أحد، يبدو أن إسرائيل ترغب في نهاية الأمر أن ترى حماس تستمر في الحكم في غزة.

المشكلة في المقترح المصري نفسه، فهو يصب بشكل كبير في صالح إسرائيل إلا أنه يعطي شرعية دولية لحماس وعلى الأرجح سيقوي وضعية حماس وسط الفلسطينيين في المستقبل القريب. الاتفاق سيحد أيضاً من قدرة إسرائيل على القيام بعمليات في قطاع غزة وسيسمح لحماس بتسليح نفسها باستمرار كما يحلو لها.

يمثل المقترح مشكلة أخرى بالنسبة لإسرائيل هي عودة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى واجهة المشهد السياسي بما في ذلك غزة نفسها.

من غير المرجح أن يتحمس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشي يعلون ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لرؤية مثل هذه التطورات، وفيما تبدو عودة عباس حلاً أكثر من كونها مشكلة بالنسبة للكثيرين في إسرائيل فإن هذا الثلاثي من السياسيين على الأرجح لا يتشارك وجهة النظر هذه.

وبعيداً عن وضع عباس، فإنه يبدو من الأفضل لإسرائيل، بحسب ما يرى الآن وزير الإقتصاد نافتالي بينيت ووزيرة العدل تسيبي ليفني، اتخاذ خطوات من جانب واحد نحو اتفاق لوقف إطلاق للنار ومنها تقديم مساعدات انسانية لشعب غزة.

وبالنسبة لحماس فهي أيضاً تدرك الوضع المتأزم الذي سيضعها فيه المقترح المصري حيث يتجاوز المقترح عمداً قضايا مثل إنشاء ميناء ومطار وفي ظل عدم تحديد موعد دقيق لفتح معبر رفح الحدودي فإن المقترح المصري لا يتضمن أي مكاسب واضحة للحركة.

مبدئياً، قد تستفيد حماس من كونها “رفعت الحصار” في ظل بنود الصفقة المصرية التي ستسمح بتخفيف القيود في المعابر وتوسيع المساحة التي يسمح فيها بالصيد على شواطئ غزة، ولكن على المدى الطويل لا يغير المقترح من الوضع في غزة بشكل كبير .. على الأقل ليس في صالح حماس.

ستكون الحركة بموجب الاتفاق مقيدة في ما يخص قدرتها على بناء أنفاق ومهاجمة إسرائيل. سيخلق الإتفاق موطئ قدم لعباس في غزة كذلك أي أنه ببساطة سيعد حماس طرفاً غير ذا صلة. حيث سينظر إلى حماس على أنها المنظمة التي دمرت غزة وإلى السلطة الفلسطينية على أنها المنظمة التي أعادت إعمارها.

وقد يفسر هذا المقابلة القتالية التي أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يوم الأحد والتي أصر فيها على أنه لن يكون هناك حل للصراع من دون رفع كامل للحصار وفتح ميناء ومطار ويفسر أيضاً حقيقة أن الحركة لا تبدو متعجلة على التوقيع على الاتفاق.

ركزت العناوين على شاشات التليفزيون العربية في الأيام القليلة الماضية، كما هو متوقع، على المعركة في العراق بين الدولة الإسلامية والقوات الكردية حيث تشن قوات الباشمرجة هجوما مضاداً على بعد 50 كلم من الموصل بمساعدة جوية أمريكية.

وتراجع ببطء الاهتمام بغزة، حتى على الجزيرة، وحل بدلاً منه الاهتمام بالأثر المروع لمذابح الدولة الإسلامية. وقد يسمح هذا التراجع في التركيز على القطاع للطرفين بإنهاء القتال من دون اتفاقية. قد تطلق حماس من حين لآخر صواريخ وقذائف هاون باتجاه إسرائيل، ولكن تحرك كهذا على الأرجح لن يدفع إلى تصعيد أكبر في غزة فإسرائيل في الواقع لا تسعى إلى أن تسقط حماس أو أن تنزع السلاح في غزة.

نقطة أخرى هي أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل لديهما فهم مشترك لأمر واحد على الأقل وهو ضعف صلة الحكومة الأمريكية بالحل السياسي في المنطقة، وبالمقابل، تحمل كل من رام الله والقدس احتراماً كبيراً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وللطريقة التي يعمل بها وبالتالي فإن السيسي وليس جون كيري أو أوباما هو من سيكون قادراً على على التوسط لعودة مفاوضات السلام بين نتانياهو وعباس. وربما خلال أشهر قليلة، بعد أن تهدأ الاوضع في غزة، يدعو الرئيس المصري الزعيمين إلا مؤتمر في القاهرة ويعلن مبادرة سلام جديدة. ربما، فهذا سيكون على الأغلب مفضلاً عن جولة أخرى من الصراع مع حماس.

*آفي إيساكاروف: هو محلل شئون الشرق الأوسط لموقع تايمز أوف إسرائيل الإخباري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى