منوعات

هل تتحدث أكثر من لغة؟ هكذا يعمل دماغك

هل تتحدث أكثر من لغة؟ هكذا يعمل دماغك

سي إن إن

ترجمة: فاطمة لطفي

إذا قرأت جملة مثل “اركل الكرة”، ستنشط الخلايا العصبية المرتبطة بوظيفة حركة الساق والقدم في الدماغ. وعلى نحو مشابه، إذا تحدثت عن الطبخ، فالخلايا العصبية المرتبطة بحاسّة الشم ستتحفز أيضًا. وبما أنه شبه مستحيل القيام بشيء أو التفكير فيه دون استخدام لغة، حتى لو كان ينطوي على محادثة داخلية، فاللغة تتخلل أدمغتنا وحياتنا كلها تقريبا.

على مدى أكثر من قرن، ثبت بالدليل أن قدرتنا على استخدام اللغة موجودة عادة في النصف الأيسر من الدماغ، خاصة في منطقتين، منطقة بروكا (والمرتبطة بإنتاج الكلام والتعبير) ومنطقة فيرنيك (المرتبطة بالاستيعاب)، أي خلل في أيّ من هاتين المنطقتين يكون نتيجة حدوث “سكتة دماغية” أو إصابة ما، ويمكنه أن يؤدي إلى مشاكل في اللغة والنطق، أو فقدان اللغة.

في العقد الماضي، اكتشف أطباء الأعصاب أن هذه العملية ليست سهلة، لأن اللغة لا تقتصر على جزأين أو جزء واحد فقط في الدماغ، لأن الدماغ نفسه ينمو عند تعلمنا لغة جديدة.

كما كشفت نتائج حديثة أن “الكلمات” ترتبط بمناطق أخرى في الدماغ تبعا لموضوعها أو معناها. يهدف أطباء الأعصاب إلى جعل الجغرافيا الثلاثية الأبعاد لبنية الكلمات في الدماغ تبحث في أدمغة الناس في أثناء استماعهم إلى الراديو لعدة ساعات. الكلمات المختلفة تحفز مناطق مختلفة في الدماغ. والخطوة التالية هي في معرفة أين يكمن “المعنى” عندما يستمع الناس إلى لغة أخرى. أشار باحثون في السابق إلى أن الكلمات التي لها معنى مشابه في لغات مختلفة تحتشد معًا في المنطقة نفسها في الدماغ عند ثنائي اللغة.

يبدو أن للبشر ثنائي اللغة مسارات عصبية مختلفة للغتين اللتين يتحدثون بهما، كما أن المسارين ناشطان عند استخدام أي من اللغتين. وكنتيجة، يكبت ثنائي اللغة باستمرار واحدة من هاتين اللغتين -لا شعوريا- من أجل التركيز ومعالجة اللغة الأخرى.

انكشف الدليل الأول على هذا من خلال تجربة أجريت في عام 1999، حيث سُئل أشخاص يتحدثون الإنجليزية والروسية استخدام أشياء على الطاولة، في روسيا طلب منهم أن يضعوا “طابعا” تحت الصليب لكن كلمة طابع والتي هي “marka” في اللغة الروسية والتي تشبه كلمة “Marker” في اللغة الإنجليزية، أظهرت أن المشاركين متعددي اللغة نظروا أكثر من مرة بين الـMarker والطابع على الطاولة قبل أن يختاروا الطابع.

ويبدو أيضًا أن الأنماط العصبية المختلفة للغة مختومة في أدمغتنا حتى وإن كنا لا نتحدثها بعد تعلمنا لها. التدقيق على الأطفال الكنديين والذين تم تبنيهم من الصين يكشف عن تمييزهم للحروف الصينية، حتى وإن لم يتحدثوا كلمة صينية واحدة من قبل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى