سياسة

هرع لينقذ المدنيين فوجد ابنه تحت الأنقاض.. حكاية متطوع في الغوطة الشرقية

يعيش حوالي 400 ألف مدني تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ 2013

نشرت صحفية “ذا جارديان” البريطانية تقريرا يرصد خوف أصحاب الخوذ البيضاء (الدفاع المدني السوري) على حياة أسرهم التي تعيش في الغوطة الشرقية إثر استمرار القصف الذي تتعرض له المنطقة من قبل النظام السوري.

وأصحاب الخوذ البيضاء، بحسب الصحيفة، هم مجموعة تقوم بعمليات إنقاذ للضحايا بعد تنفيذ النظام السوري وحلفائه غارات جوية وقصف ضد المناطق الخاضعة للمعارضة، ومع وضع كاميرات في خوذاتهم يتمكن أفراد المجموعة من تسجيل حالات لا حصر لها من الحسرة والكرب في جميع أنحاء البلاد.

التقرير عرض تجربة سعيد المصري، متطوع مع أصحاب الخوذ البيضاء، الذي هرع يوما إلى موقع تفجير في بلدة سقبا في جيب الغوطة الشرقية الذي يسيطر عليه المتمردون، وعندما وصل إلى سيارة الإسعاف أدرك أنه شارعه الذي تم قصفه،  ليعي بعد ذلك أن غارة أصابت بيته، حينما كان ابنه يحيى، الذي يبلغ من العمر 3 أشهر، بالداخل مع أمه.

وقال المصري: “لا أستطيع وصف المشهد. لقد شاهدت العديد من الأطفال تحت الأنقاض لكنني كنت أنتظر ابني يحيي منذ 4 سنوات”، مشيرا إلى أنه رزق بيحيي بعد فترة طويلة من وفاة ابنتيه بعد الولادة بفترة قصيرة.

ووفقُا للتقرير، بعدما نقل المصري ابنه إلى المستشفى للعلاج عاد إلى المشهد مجددا لمساعدة المصابين الآخرين.

ويعيش حوالي 400 ألف مدني تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ 2013،  وشهدت المنطقة التي كانت “سلة طعام” دمشق القريبة، أسوأ فظائع كيميائية في الحرب التي دامت 7 سنوات، عندما قتل أكثر من ألف شخص إثر لجوء قوات الرئيس السوري بشار الأسد للقصف باستخدام غاز السارين.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تصاعد العنف في المنطقة في الوقت الذي تشير الأنباء إلى استعداد الحكومة لشن هجوم بري على عليها، وقتل أكثر من 500 شخص في الغوطة الشرقية خلال الأيام الثمانية الماضية، ما أدى إلى إدانة عالمية لما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأنه “جهنم على الأرض”.

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت، الأسبوع الماضي، لصالح قرار بفرض هدنة إنسانية في سوريا لمدة 30 يوما، كما أعلنت روسيا وقفا لإطلاق النار لمدة 5 ساعات يوميا في الغوطة الشرقية بهدف السماح للمدنيين بالخروج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى