سياسة

نيويورك تايمز: الصين تنكث وعودها في هونج كونج

نيويورك تايمز: خوف حكومة بكين من شعبها وتراجعها عن وعودها في هونج كونج قد يؤدي إلى “مذبحة ميدان سماوي” جديدة

 Hong Kong Democracy Protest

مجلس التحرير – نيويورك تايمز

ترجمة – محمود مصطفى

لو كانت الصين احترمت الالتزامات التي تعهدت بها قبل السيطرة على هونج كونج من بريطانيا عام 1997 فمن المرجح أنه لم تكن لتقوم احتجاجات في شوارع المدينة ولا حملة قمع في نهاية الأسبوع من قبل شرطة مكافحة الشغب باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والهراوات ضد المتظاهرين  الداعمين للديمقراطية.

بدلاً من ذلك نكثت الحكومة في بكين، الخائفة دوماً من شعبها، وعودها وسمحت للسلطات في هونج كونج أو أمرتها بمهاجمة الطلبة والمواطنين الآخرين المطالبين بانتخابات ديمقراطية في هونج كونج.

غضب المحتجون المؤيدون للديمقراطية بشدة لدرجة أنهم تحدوا دعوة حكومية يوم الاثنين للتخلي عن المتاريس في الشوارع في مختلف أنحاء المدينة. وفي صباح الثلاثاء ملأ عشرات الآلاف، وقد انضم إليهم الكثير ممن  أغضبتهم أفعال الشرطة، وسط المدينة.

عندما دخل الجيش الصيني هونج كونج في يوليو 1997 واستعاد المدينة بسلمية بعد أكثر من 150 عاماً من الحكم البريطاني، كان هناك ما يدفع للأمل بأن تفي الصين بوعدها بالحفاظ على “دولة واحدة .. نظامين” إلى العام 2047. من ناحية، عرضت كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة أن تكونا ضامنتين للاتفاقية الإنتقالية بالرغم من أنهما تبدوان أقل رغبة في هذه المسئولية. من ناحية أخرى بدأت هونج كونج في تأسيس نفسها كمجتمع نابض بالحياة اقتصادياً أملت الصين في أن تستنسخه في الأرض الأم.

سمحت الاتفاقية التي وقعتها بريطانيا والصين لهونج كونج بالحفاظ على اقتصاد السوق الحر ونظام قانوني ذو قضاء مستقل وحقوق أخرى من بينها حريات مدنية أكبر من مثيلاتها لدى المقيمين في الأرض الأم. وعدت الصين كذلك بانتخابات حرة للرئيس التنفيذي لهونج كونج في 2017 لكن في أغسطس الماضي دعا البرلمان الصيني لتقليص عدد المرشحين الذي سيسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات إضافة إلى قيود أخرى.

ومع إصرار الحكومة على التحكم في عملية الترشح بدا أن مطلب المحتجين بانتخابات ديمقراطية كاملة يتراجع بعيداً ولذلك نزلوا إلى الشوارع.

وضع الرئيس الصيني شي جينبينج نفسه في مكانة الزعيم المستبد، ولذا لا يمكن معرفة إلى أي مدى قد يذهب إذا حافظت القوى المؤيدة للديمقراطية على أماكنه. لم يظهر جينبينج أية علامات رحمة مع إنفصاليي الإيغور في مقاطعة شينجيانج، وحرص على أن تشدد الأجهزة الرقابية الحكومية السيطرة على انستجرام وبرامج الإنترنت الأخرى في هونج كونج.

من الصعب عدم الخوف من تكرار القمع الدموي الذي حدث قبل 25 عاما ضد المحتجين في ميدان تياننمين والذي راح ضحيته المئات.

محصلة كهذه ستكون مدمرة لشعب هونج كونج وقد تضر، إن لم تمح، الاستقرار السياسي الذي اعتمدت عليه الشركات متعددة الجنسيات من زمن طويل للتجارة هناك. في الحقيقة، بينما تتصاعد التوترات حول مسألة الانتخابات في الأشهر الأخيرة، نقلت بعض الشركات مقراتها الرئيسية تجنباً للمخاطر من هونج كونج إلى سنغافورة.

تثير الأزمة كذلك مخاوف في تايوان، وهي جزيرة ذات حكم ذاتي، تصر الحكومة الصينية على أنها إقليم صيني يجب أن تتوحد يوماً مع الأرض الأم. بعد ما حدث في هونج كونج لن يكون هناك سبب يجعل التايوانيين يثقون في وعد الصين بـ”دولة واحد، نظامين.”

.

شاهد بالفيديو: فتاة من هونج كونج تشرح سبب المظاهرات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى