وداعا للرومانسية.. البريطانيون غاضبون من “رسائل البحر”
لم يتوقع كريج أن تثير محاولته الرومانسية لإيجاد حبيبة كل هذا الغضب
ترجمة وإعداد: دعاء جمال
حلم رجل أرمل في إيجاد الحب بـ””رسالة في زجاجة” ينقلب عليه.
ظاهريًا، تبدو كفكرة مؤثرة من أرمل يبحث عن الحب بعد وفاة زوجته الحبيبة بالسرطان؛ أن يلقي بالمئات من الزجاجات في البحر، كل منها يحتوي على نداء لتؤام الروح لتأتي إليه.
إلا أن محاولة كريج سوليفان، 41 عامًا، للرومانسية أدت إلى رد فعل عنيف نتيجة لظهور الزجاجات على الشواطيء البريطانية.
استلهم سوليفان فكرته من الأغنية الناجحة لفرقة ذا بولس، “Message in a bottle” والتي تتحدث عن شخص منعزل يبحث عن صُحبة يتم إيجادها بطريقة مشابهة.
تضمنت بادرة سوليفان الرومانسية إلقاء 2000 زجاجة في البحر من نقاط مختلفة حول الساحل البريطاني، إلا أنه سريعًا ما وقع في مشكلة عندما تعثر المشاة في العشرات من الزجاجات المبعثرة على خليح روسالي، بالقرب من مدينة سوانزي.
كانت هيلين جيل،التي كانت تسير على الشاطيء مع حبيبها، بين من خافوا من أن تضر تلك الزجاجات بالحياة البرية وتزيد من جبال المخلفات التي تلوث المحيطات بالفعل.
قالت جيل لموقع تليجراف: “ذهبت للتنزه على الشاطيء فوجدت أكثر من 30 زجاجة مغلقة، وكان بها الكثير من الرسائل بشأن إيجاد الحب. قد يكون الأمر رومانسيًا، لكن ما تأثيره على البيئة؟”
كتبت هيلين رسالة منها لسوليفان تحثه على التخلي عن خطته لإلقاء المئات من الزجاجات في أماكن أخرى حول ساحل بريطانيا، قائلة له: “يمكن لتلك الزجاجات أن تنكسر قبل أن تصل لشواطئنا أو يتم دهسها. سأطلب منك أن تفكر في طريقة أخرى صديقة للبيئة لتُكمل بها حملتك. عند زيارة شواطئنا يجب عليك ترك آثار أقدامك فقط.”
كما استخدم العشرات وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مخاوفهم وحث سوليفان على التخلي عن مشروعه الرومانسي بعد أن ترك عددًا مماثلًا من الزجاجات، كل منها يحتوي على نداء للحب، بالقرب من أرض لتربية السلمون في نهر كري، اسكتلندا.
قالت جيل، 36 عامًا، من دانفان، سوانزي: “ربما اعتقد أنها فكرة جيدة إلا انني لا أعتقد أنه فكر في الأمر جيدًا. هناك بالفعل العديد من المخلفات في بحارنا وأنهارنا وآخر شيء نريده هو إلقاء المزيد من الزجاجات فيها.”
الآن، تخلى سوليفان، الذي خطط لإلقاء الزجاجات في البحر أثناء سفره حول البلد مع إبنته المراهقة، عن مشروعه بعد مواجهة معارضة من جيل وآخرين.
وكتب على صفحته على الفيسبوك، “كان هناك رد فعل عنيف وغير سار على نواياي، والتي لم تهدف أبدًا لحدوث هذا. كان الأمر حزينًا تمامًا، إلا أنه لن يؤثر على تفاؤلي أو خططي- لإيجاد شخص جديد.”
لم تذهب كل الزجاجات التي أطلقها في البحر هباءً. فقد تواصلت العديد من النساء بالفعل مع سوليفان ممن يرغبن في بدأ صداقة.
قال يوم الإثنين: “كما هو الأمر، تم التواصل معي بواسطة سيدة من ايرلندا وآخرى من الساحل الغربي لاسكتلندا وتم الترتيب لموعدين عاطفيين. في النهاية، نتج شيء جيد من الأمر.”