سياسة

أوباما راكعًا أمام أموال السعوديين

هفنجتون بوست: لا نستطيع محاكمة السعوديين لأننا نريد استثماراتهم في الاقتصاد الأمريكي

هافينجتون بوست – كريستين بريت ويزر

ترجمة: محمد الصباغ

كتب مارك مازيتي مقالًا بالصفحة الأولى في جريدة نيويورك تايمز يوم الأحد بعنوان ”السعوديون يطلبون من الولايات المتحدة عدم تمرير قانون 11/9.“

قد يجعل هذا العنوان الصادم وحده المواطنين الأمريكيين يستنفرون وينتبهون. متى بدأت الولايات المتحدة في تلقي الأوامر من دول أجنبية؟ هل أصبحنا أرضاً مملوكة للمملكة السعودية؟ هل أصبحت السعودية بطريقة ما، جزء من الحكومة الأمريكية ولها تأثير على الرئيس، والكونجرس والقضاء؟

وثّق مازيتي تفاصيل مقلقة كشفت أن حكومة الولايات المتحدة لا تتلقى مجرد أوامر من السعودية، لكن الرئيس الأمريكي جثا على ركبتيه أمام الابتزاز السعودي.

وخلص مازيتي إلى أن قرار إدارة أوباما سيكون بدعم المملكة السعودية بدلاً من حق عائلات ضحايا 11 سبتمبر في محاكمة عادلة ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات.

حصل السعوديون على تلك المعاملة المميزة والملكية لأنهم هدّدوا بسحب أموالهم من الاقتصاد الأمريكي -أي إفلاس العالم- لو لم يستجب أوباما لمطلبهم. ومع أن هذه التهديدات مضحكة، إلا أن إدارة أوباما بدت خائفة للغاية.

مؤخراً، تم إبعاد المملكة العربية السعودية عن دعوى عائلات 11 سبتمبر القضائية بواسطة قانون حصانة السيادة الخارجية (FSIA). ونتيجة لذلك، ما يزال أمام المحكمة الفرصة للبحث عن دليل ضد المملكة فيما يخص دورها المزعوم بتمويل هجمات 11 سبتمبر. يشكل ذلك سابقة خطيرة حيث يعني أنه طالما الدولة الأجنبية ليست على قائمة ”دولة معروفة بدعم الإرهاب“، فهي محصنة تماماً من محاسبتها على أي سلوك سيء أو أفعال غير قانونية يقومون بها داخل الولايات المتحدة – نعم، حتى القتل الجماعي لثلاثة آلاف شخص في 11 سبتمبر. إذن، فالسعوديون يحصلون على وسيلة للخروج من هذا المأزق بعد تمويل عملية قتل جماعي -بمباركة حكومة الولايات المتحدة.

في الوقت الذي لم نستطع جعل واشنطن توافق على الكثير من الأشياء، استطاعت عائلات ضحايا 11 سبتمبر أن يجمعوا أعضاء من الكونجرس –ديمقراطيين وجمهوريين، متناقضين تماماً مثل آل فرانكين وتيد كروز -للعمل سوياً على تشريع ضروري يسمى العدالة ضد رعاة الإرهاب (JASTA). لكن مرة اخرى، لدى أحداث 11 سبتمبر قدرة فريدة على توحيد الجميع تقريباً تحت مظلة واحدة وشعار لا يمكن إغفاله: أن يكون المرء أمريكياً حقيقياً.

يسمح تشريع العدالة ضد رعاة الإرهاب بسحب الحماية التي يقرها قانون حصانة السيادة (FSIA) لأي دولة (بغض النظر عن حالتها سواء كانت حليفة أو ترعى الإرهاب) تشارك في هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية. ويجعل التشريع المواطنين الأمريكيين هم الأولوية وليس الدول الأجنبية التي تمول الإرهاب.

بالتحديد يلغي تشريع (JASTA) إمكانية استخدام السعوديون لقانون (FSIA) كدولة محصنة –ويسمح ذلك بمحاكمتهم والإجابة أخيراً عن الاتهامات التي تزعم بوجود دور لهم في هجمات 11 سبتمبر.

يبدو واضحًا ما تشعر السعودية به من قلق بالغ من تشريع (JASTA) حيث سيتم جمع أدلة قد تثبت المزاعم وتكشف عن دورهم في أحداث 11 سبتمبر وسيتم محاكمتهم بشكل علني –بعد حوالي 15 عاماً من ارتكاب الجريمة. في الواقع، الكثير ممن رأوا هذا الدليل علقوا بأن الأمريكيين سيجدون معلومات ”صادمة“ وأن ”ما سيكشف عنه سيتطلب إعادة تقييم كامل للعلاقات السعودية الامريكية.“

لماذا يجب أن تبقى معلومات حيوية عن هذه الأحداث بعيدة عن عائلات ضحايا 11 سبتمبر والرأي العام الأمريكي؟ لماذا تبقى أدلة عن القتل الجماعي لـ 3000 شخص بعيدة عن المحاكم والقانون؟ لماذا يعارض البيت الأبيض وضع المملكة السعودية أمام المحاسبة بسبب تمويلهم لأفعال إرهابية، من بينها هجمات 11 سبتمبر؟ لماذا لا تحمي حكومة الولايات المتحدة حقوق ضحايا الهجمات الإرهابية الأمريكيين؟

من المؤسف بدرجة كافية أن يفلت أباطرة وول ستريت من الأمر عام 2008 لأنهم ”أكبر من أن يسقطوا.“ لكن من المروع أن تضع عائلات 11 سبتمبر في وضع الضحية مرة أخرى لحماية المملكة العربية السعودية لأنهم ”يستثمرون في الاقتصاد الأمريكي لدرجة تعفيهم من المحاسبة.“

إنه ابتزاز. الأمر واضح وبسيط.

نحن نمر بأزمة حقيقية لمحاولة فهم سبب قيام الحكومة الأمريكية بقيادة أوباما بالركوع طواعية وتعرية رقبتها أمام سيف السعودية اللامع. ما الذي حدث لبلادنا؟

أمريكا في حاجة إلى قادة ومسؤولين منتخبين يدركون أن مواطني الولايات المتحدة هم مكونات الدولة وليس البلاد الغنية بالنفط التي تمول الإرهابيين.

يجب على أمريكا أن ترسل للعالم رسالة واضحة –لو قتلت مواطنينا، ستسائل على ذلك. لا يجب على أمريكا أن تخضع للإرهابيين.

هل سنتخلى ونتجاهل كل القوانين وإمكانية المحاسبة ونعيش في بيئة متوحشة حيث يكون من المقبول أن يقتل الاغنياء؟

نطالب كل عضو من الكونجرس وكل المرشحين الرئاسيين دعم تشريع (JASTA) أن يواجهوا بشكل علني هذا الابتزاز السعودي.

نطالب الرئيس أوباما، بتجاهل نفوذ المملكة السعودية الذي لا مبرر له، ومواجهة محاولة ابتزازهم من خلال تمرير قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (JASTA) فوراً.

كريستين بريت ويزر: ناشطة سياسية وأرملة لأحد ضحايا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى