الصحيفة الأمريكية تركز على علاقة أمريكا “الندية” مع الوليد بن طلال و”الدافئة” مع ولي العهد السعودي
القاهرة- زحمة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت، تقريرًا بعنوان “السعودية تحتجز أحد عشر أميرًا من بينهم الملياردير الوليد بن طلال“، قالت فيه إن حملة الاحتجازات الواسعة، التي جرت مساء السبت، يبدو أنها “الخطوة الأخيرة لتعزيز قوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الابن المفضل والمستشار الأعلى للملك سلمان”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، مساء السبت، القبض على الملياردير الشهير الأمير الوليد بن طلال، مع عشرة أمراء آخرين وأربعة وزراء حاليين، وعشرة وزراء سابقين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن موقع “العربية” السعودي، أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أصدر مساء السبت، أمرًا ملكيًا بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أجل متابعة قضايا المال العام ومكافحة الفساد، قبل ساعات من أمر الاحتجاز.
وبحسب التقرير المنشور على موقع “نيويورك تايمز”، فإن ولي العهد السعودي، البالغ من العمر “32 عامًا” يعد فعليًا الصوت المهيمن على السياسات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية في السعودية، ويثير استياء عدد من أفراد العائلة الملكية، لما يجمعه من سلطة نافذة في سن مبكر.
وذكر التقرير المنشور في “نيويورك تايمز” أن الأمير الوليد بن طلال، كان قد أجرى عدة مقابلات مع وسائل إعلام غربية، مؤخرًا، خلال الشهر الماضي، تحدث فيها عن مواضيع مثل ما أسماه بـ”العُملات السرية، وخطط المملكة العربية السعودية لطرح أسهم شركة أرامكو القابضة للبترول، للتداول العام”.
كما أن “الوليد بن طلال تناوش على الملء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن “بن طلال كان عضو مجموعة المستثمرين الذين اشتروا فندق بلازا في نيويورك من ترامب، ويتحكمون فيه. كما أنه اشترى يخت غالي من ترامب أيضًا”.
“لكن بن طلال قال في تدوينة قصيرة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عام 2015، إن: ترامب ليس عار على الحزب الجمهوري فقط، ولكن على أمريكا كلها”، بحسب التقرير الذي نشر صورة من تدوينته في 11 ديسمبر 2015، ورد ترامب عليها في اليوم التالي مباشرة، والتي قال فيها إن: “الأمير الغبي يريد أن يتحكم في سياساتنا الأمريكية بأموال والده. لن تتمكن من ذلك بعد انتخابي”.
وأضاف التقرير “بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، طور علاقات دافئة مشتركة ومؤيدة مع ولي العهد الصاعد، الذي انطلق بقوة الصاروخ ويسيطر على أهم الوظائف في البلاد، بعد غموض دام خلال السنوات القليلة الماضية”.
ووصف التقرير أن “هذا الصعود الصاروخي لولي العهد، تسبب في انقسام السعوديين. حيث أثنى البعض على رؤيته، وعززوه في علاج الأزمات الاقتصادية التي تواجه المملكة، ووضع خطط تتجاوز اعتماد الاقتصاد على النفط. بينما يرى آخرون أنه طائش ومتعطش للسلطة وعديم الخبرة، فضلًا عن استيائهم من تجاوزه لأقاربه الأكبر سنًا مقابل تركيز الكثير من السلطة في فرع واحد من العائلة”.
ومؤخرًا، تم تداول أنباء عن أن “ما لا يقل عن ثلاثة من كبار المسئولين في البيت الأبيض بمن فيهم صهر الرئيس، جارد كوشنر، ترددوا على السعودية خلال الشهر الماضي، للقاءات لم يُكشف عنها حتى الآن”، بحسب التقرير.
وأشار التقرير أيضًا، إلى واقعة أخرى سبقت تشاحن ترامب مع بن طلال، عندما “رفض العمدة رودولف و.جولياني، تبرع من بن طلال، بمبلغ 10 مليون دولار أمريكي لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية التي وقعت في نيويورك، على خلفية انتقاد الأمير للسياسات الخارجية الأمريكية”.
ونوه التقرير إلى أنه “بقدر قوة الأمير الوليد بن طلال وكينونته خارج إطار العائلة المالكة –ليس منشقًا-، كان دائمًا يتحدث بصراحة في القضايا المتنوعة. إذ أعلن دعمه لقيادة المرأة في السعودية قبل فترة من قرار الملك الذي سمح لهن بالقيادة. كما أنه عيًن سيدات في قناة أوربت منذ فترة طويلة”.
ولفت التقرير إلى أن “الأمير أعلن عام 2015، بتبرعه بثروته التي تقدر بـ32 مليار دولار للأعمال الخيرية بعد وفاته، لكن لم يتبن إلى الآن ما إذا كانت لجنة مكافحة الفساد السعودية؛ ستسعى لمصادرة ممتلكاته”.