حياتنا

نهى ورزان خاشقجي: والدنا كان أبًا مثاليًّا حالمًا بوطن أفضل.. نوره لن يخبو أبدًا

رسالة من ابنتي خاشقجي نشرتها “واشنطون بوست”

زحمة

قالت ابنتا الصحفي جمال خاشقجي، نهى ورزان، إن والدهما لم يكن معارضا، واختار الكتابة ليعود يوما ما إلى وطن بحال أفضل.

جاء ذلك في مقال نشرته ابنتا خاشقجي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الجمعة.

كتبتا “كان رجلا براغماتيا، معقدا، لكنه أب مثالي حالم بوطن أفضل”، في مقال رأي لصحيفة “واشنطن بوست” التي كان يكتب لها جمال قبل مقتله في القنصلية السعودية بإسطنبول الشهر الماضي.

وأضافتا أنه رغم تحولات حياته غير المتوقعة فإنه كان حريصا دوما على عدم التحفظ في مناقشاته ومشاركة رأيه في كل المواضيع بصراحة.

وجاء في المقال: “عندما نظرنا إلى متعلقاته، عرفنا أنه اختار الكتابة بلا كلل على أمل أنه عندما يعود إلى المملكة، قد تكون مكانا أفضل له ولجميع السعوديين”.

ووصفت الابنتان والدهما بأنه كان “رجلا محبوبا ذا قلب كبير، ولديه شغف بالكتب وعطش لا يهدأ إلى المعرفة”.

وأضافتا: “لقد أحاط نفسه بالكتب، وكان يحلم دوما بالحصول على المزيد، وفي كل ما قرأه لم يكن انتقائيا، واستوعب تماما كل الآراء، لقد علّمه حبه للكتب أن يشكل أفكاره الخاصة بنفسه، وقد علّمنا أن نفعل الشيء نفسه”.

وأوضحتا: “كان من المهم للغاية بالنسبة إليه أن يتحدث بصوت عال، وأن ينشر آراءه، وأن يجري مناقشات صريحة.. الكتابة لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت متأصلة في جوهر هويته”.

وقالتا: “الآن، كلماته تحافظ على روحه معنا، ونحن ممتنتان لذلك”.

وأضافتا أنه في اليوم الذي غادر بلاده، كان يقف على عتبة منزله “يتساءل عما إذا كان سيعود مجددا”.

وتابعتا: “طوال أسفاره لم يتخلّ أبدا عن أمل العودة إلى بلاده، لأنه في الحقيقة لم يكن معارضا، لكنه كان كاتبا تأصل حب الكتابة في هويته”.

وأضافتا أن “أصعب ما في الأمر هو رؤية مقعده شاغرا الآن.. غيابه يجعلنا نفقد قوانا”.

وختمتا بالقول: “نحن نعده بأن نوره لن يتلاشى أبدا، وسنحافظ على إرثه بداخلنا.. إلى أن نلتقي مرة أخرى في الحياة الآخرة”.

وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر الماضي مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحفي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله وتجزئة جثته بعد فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة إلى السعودية، وهو ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى