ثقافة و فنسياسة

بالخرائط: 9 مواقع نادرة تنتظر التدمير في سوريا والعراق

واشنطن بوست: هذه المواقع ينتظرها مصير معبد بعل

واشنطن بوست – آدم تايلور – ترجمة: محمد الصباغ

كشفت الأمم المتحدة عن صور بالأقمار الصناعية تؤكد بأن تنظيم الدولة الإسلامية قد دمر أحد أكثر الأماكن الأثرية الهامة بمدينة “تدمر” القديمة. ويبدو أن تدمير معبد بعل هو جزء من حملة واسعة مدفوعة بايدولوجية وطمع التنظيم، ولا تستهدف “تدمر” فقط بل العديد من المدن القديمة. ويبقى الأسوأ هو أن الدولة الإسلامية هي جزء من وضع قائم في سوريا والعراق فيه العديد من المناطق التاريخية مهددة.

الوضع خطير جداً، ووفقاً لمنظمة اليونيسكو فهناك عشرة مواقع تراثية في سوريا والعراق، من بينها تسعة في وضع خطير ليس بسبب همجية تنظيم الدولة الإسلامية فقط.

1 – تدمر

كانت مدينة تدمر القديمة دائماً أحد المعالم السياحية الأشهر بسوريا. هذا الموقع سبق الإسلام بمئات السنين، وأصبح مركزاً للتجارة بحلول القرن الأول الميلادي. وذكر وجوده في النصوص التوراتية. والآن تتحكم الدولة الإسلامية بتلك المدينة منذ مايو الماضي.

وقالت إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونسكو، في بيان: ”يعتبر الفن والعمارة بتدمر -اتي صمدت أمام حضارات عديدة – رمزا لتشابك وثراء الهوية والحضارة السورية“، وأضافت أن المتطرفين يسعون إلى تدمير هذا التنوع والثراء.

2 – مدينة الحضر

يعتقد أن مدينة الحضر العراقية الحصينة تعود إلى عصر الإمبراطورية البارثانية في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وأصبحت بعد ذلك عاصمة لأول مملكة عربية. تشتهر المدينة بأسوارها العالية، وازدهرت خلال عصر دولة ما بين النهرين وشهدت تأثيراً من الإمبراطوريات الرومانية والفارسية. وفي مقطع فيديو في مارس الماضي، ظهر رجال تنظيم الدولة الإسلامية وهم يستخدمون المطارق والأسلحة لتدمير المنحوتات والتماثيل.

وجاء هذا التدمير بالحضرة بعد أسابيع قليلة من محاولات الدولة الإسلامية أن تجرف بقايا مدينة النمرود الآشورية، وهو الموقع الذي جاء في القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي.

3 – آشور (قلعة شرقاط)

تعود مدينة آشور العراقية إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت أول عاصمة للإمبراطورية الآشورية. وأطلق عليها هذا الاسم تيمناً بالاله آشور وأصبحت مدينة دينية بارزة. أعلنت منظمة اليونسكو أن المدينة في خطر لأول مرة عام 2003 بسبب التخطيط لبناء سد قد يغرق معالمها. وبسبب قربها من المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، فهناك مخاوف من أن يتم تدميرها أو نهبها. أشارت عدة تقارير في مايو الماضي إلى أن أقواس المدينة القديمة تم تفجيرها بواسطة مسلحين. (المدينة مشهورة بهندسة الأقواس في البناء).

4 – حلب القديمة

تقع في مركز هام على طرق التجارة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، ودائماً ما امتلكت حلب تاريخاً غنياً ولديها إرث معماري من إمبراطوريات وحقب زمنية وديانات مختلفة. يوجد بالمدينة مباني تاريخية مهمة، وتشمل قلعتها الشهيرة، المكان المحصن بشدة الذي يعود إلى آلاف السنين.

وعلى عكس باقي الأماكن في القائمة، فحلب مدينة مأهولة بالسكان ومدينة رئيسية، ومنذ بداية الحرب السورية عام 2012 قسمت بين قوات المعارضة والجيش الحكومي. أصبحت المدينة هدفاً لتنظيم الدولة الإسلامية خلال الصيف، وتم تدمير مواقع هامة.على سبيل المثال، في عام 2013 دمرت مئذنة مسجد حلب الكبير الذي يعود إلى القرن الـ11 الميلادي .

5 – القرى القديمة بشمال سوريا

يطلق على تلك القرى أيضاً ”المدن الميتة“ أو المدن المنسية، وتوجد في الشمال الغربي للبلاد وتعود إلى فترة ما بين القرنين الأول والسابع، لكن باتت مهجورة تماما في القرن العاشر. تمثل آثارها صورة للحياة في العصور القديمة والعصر البيزنطي. والآن تمثل الحرب الأهلية في سوريا تهديداً لها، مع وجود بعض اللاجئين والمقاتلين المتحصنين ببعض الأماكن فيها.

6- مدينة سامراء الأثرية

كانت مدينة سامراء العراقية عاصمة للخلافة العباسية، وتمثل أهمية خاصة كموقع تاريخي لليونسكو، فهي ”عاصمة الخلافة الوحيدة التي تحتفظ بتخطيطها الأصلي وعمارتها وفنها، مثل المساجد والمنحوتات“ تم الحفاظ على المدينة بشكل جيد، وفقط تم التنقيب عن 20% منها إلى الآن.

شهدت مدينة سامراء الحديثة توترات بين السنة والشيعة خلال الحرب في العراق. وفي العام الماضي، حكم مقاتلو الدولة الإسلامية المدينة، التي تقع قرب أحد الأضرحة الشيعية الرئيسية، ثم أخرجوا منها عقب الغارات الجوية التي نفذتها القوات العراقية.

7- القلاع الصليبية

يعود عمر حصن الكرك وقلعة صلاح الدين بسوريا إلى فترة الحروب الصليبية وتمثل مزيجاً من التداخل بين الغرب والشرق الأدنى. كانت القلعتان ساحة لمعارك ثقيلة. في عام 2013، قالت قوات المعارضة إنها هزمت قوات النظام على أسوار حصن الكرك، فيما استعاد الجيش السوري القلعة في عام 2014.

8-  دمشق القديمة

دمشق هي العاصمة السورية، وأحد أقدم المدن المأهولة بشكل مستمر بالسكان في العالم، مع بعض الحفريات التي تظهر أن المدينة كانت مأهولة منذ 8,000 إلى 10,000 قبل الميلاد. وصارت المدينة عاصمة للخلافة الأموية ومنذ ذلك الحين وهي مهمة للثقافة العربية. وبين أسوار المدينة القديمة، تقول اليونسكو أن هناك 125 أثراً يتم حمايتها، من بينها المسجد الأموي، الذي مازال أحد أكبر المساجد في العالم.

هناك الكثير من القلق حول المدينة القديمة بسبب القتال الدائر، فحين دخلت قوات المعارضة إلى هناك عام 2012 قامت الحكومة بقصفها.

9- مدينة بصرى السورية

كانت في أحد الأيام عاصمة للمقاطعة العربية الرومانية، ومازالت تضم مسرحا رومانيا بين أسوارها. وأيضاً يوجد بالمدينة أعداد من الأثار النبطية والبيزنطية والأموية.

المدينة تعتبر أيضا مسرحاً لقتال كبير خلال الحرب الأهلية السورية، مما يضعها في خطر شديد. وذكرت تقارير عن سقوط قذائف وحدوث تفجيرات في المدينة، وأظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت استخدام قناصة للمسرح الروماني. كما تم نهب آثار من المدينة منذ عام 2012.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى