مجتمع

داء الكوليرا يتراجع في اليمن وينتقل إلى بلاد المغرب العربي

رغم تراجع انتشاره في 2018.. الأمم المتحدة قلقة من "موجة جديدة"

إعداد: رنا ياسر

المصدر: “سبوتنيك” – “بي بي سي” – “سبوتنيك”

انخفض عدد حالات الكوليرا في اليمن بصورة كبيرة بفضل نظام جديد يتنبأ بمواقع ظهور حالات جديدة للمرض، إذ إنه في العام الماضي ظهرت أكثر من 50 ألف حالة جديدة للكوليرا في اليمن في أسبوع واحد، إلا أنه في هذا العام انخفض العدد بصورة كبيرة إلى 2500 حالة، حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي” البريطانية.

ومكن النظام الجديد موظفي الإغاثة من التركيز على الوقاية قبل عدة أسابيع من تفشي المرض، وذلك بمراقبة هطول الأمراض حيث تم نشر التكنولوجيا الجديدة للتوقع بمواقع انتشار المرض بالتنسيق مع إدارة التنمية الدولية في بريطانيا.

وعملت إدارة التنمية الدولية مع هيئة الأرصاد الجوية البريطانية لتطوير النظام الذي يتكهن بمناطق ظهور الكوليرا، ويأتي ذلك بينما تعرب الأمم المتحدة عن قلقها من “موجة ثالثة” من الوباء، في الوقت ذاته، قالت تشارلوت واتس، كبير المستشارين العلميين في الإدارة، إن النظام ساعد موظفي الإغاثة في السيطرة على الوباء كل عام، مُضيفة: “يتوفى آلاف الأشخاص في العالم بسبب الكوليرا كل عام”.

ومضت قائلة: “أعتقد بأن هذا التوجه الجديد يساعد في خفض هذا الرقم. ما تمكننا هذه التكنولوجيا منه هو تحديد المواقع الجديدة لظهور المرض والاستجابة بصورة فعالة”.

في الإطار ذاته، وفقًا للشبكة البريطانية، فإنه يتم نقل المعلومات عن المناطق المتوقعة لانتشار المرض إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وتستخدمها لتوزيع إمكانياتها على الأرض، بينما توزع اليونيسف طرودا لأدوات النظافة وأقراصا للوقاية من انتشار المرض، كما أنها تنسق حملات لتعليم سبل الوقاية من الأمراض.

والجدير بالذكر أنه في أثناء العام الماضي ظهرت مليون حالة لوباء الكوليرا في اليمن، وتوفي أكثر من ألفي شخص، وكان معظمهم من الأطفال ويعود انتشاره السريع إلى تدمير نظام الصرف الصحي في الحرب الأهلية في البلاد، وعلى الرغم من تراجع انتشار المرض بصورة كبيرة عام 2018، تقول الأمم المتحدة إنها قلقة من ظهور “موجة جديدة من المرض” حسبما أفادت “بي بي سي”.

وفي الجزائر، أعلنت السلطات السبت الماضي، وفاة الضحية الثانية لوباء الكوليرا، وارتفاع حالات الإصابة إلى 127 حالة، بينها 97 حالة ما زالت تخضع للعلاج بالمستشفيات، تبعًا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وانتقد جزائريون التعامل الحكومي مع وباء الكوليرا وحددوا 4 أسباب لانتشارها، وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سطيف 2، قرن محمد إسلام، إن التعامل الرسمي مع الوباء لم يكون مسؤولا، مضيفا لـ”سبوتنيك” أن الحكومة تعمدت التستر على الداء ومصدره، وأعلنت عنه متأخرا رغم ظهور أعراضه على العشرات قبل أيام، لافتا إلى أن الجزائريين يعرفوا أن الإصابات ظهرت قبل أكثر من أسبوع من الإعلان الرسمي.

وكشف إسلام أن البعض يربط بين أسباب انتشار وباء الكوليرا، وبين أربع قضايا، هي معالجة الجزائر لملف المهاجرين الأفارقة التي تلقت عليها انتقادات دولية، وهو ما تستطيع الحكومة الجزائرية استغلاله، بربط الوباء بالأفارقة، مُضيفًا أستاذ العلوم السياسية أن انتشار أخبار الكوليرا يتزامن أيضا مع عودة الحراك النقابي، أما القضية الثالثة وفقا لإسلام فهي دعوات شركات المياه المعبأة للتخلي عن مياه الحنفية في ظل ارتفاع أسعار المياه المعبأة، إضافة إلى الحديث عن ترويج شركات إنتاج الأدوية، لمنتجاتها الخاصة بالكوليرا، مضيفًا أنه بعد تسجيل وفيات من المرض، تبقى تلك الأسباب مجرد قراءات، والمسؤولية الأولى يتحملها النظام السياسي.

وبسبب توسع دائرة القلق بشأن تفشي الكوليرا في الجزائر، لتشمل الدول المجاورة مثل المغرب وتونس، اللذين يعيشان على وقع استنفار لمنع اقتحام الوباء حدودهما، تحركت وزارة الصحة المغربية لقطع الطريق أمام المرض البكتيري للوصول البلاد، حسبما أفادت “سبوتنيك”.

وحثت اللجنة الوزارية السلطات الصحية بالمنطقة على مراقبة الحالات التي قد تظهر عليها أعراض شبيهة بأعراض الكوليرا، كما تم توزيع دليل علمي يتضمن كل الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاصرة الوباء.

ومن ناحية تونس، فقد سارت هي الأخرى على النهج ذاته، حيث سارعت إلى تشكيل خلية مختصة لمتابعة الوباء والعمل على وقاية البلاد منه.

أما ليبيا فرفعت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الليبية، مساء الأحد، درجة التأهب والاستعداد لمواجهة انتقال مرض الكوليرا من الجزائر إلى الأراضي الليبية.

وقالت وزارة الصحة لحكومة الوفاق الليبية في بيان صحفي حصلت عليه وكالة “سبوتنيك “على نسخة منه إن إدارة الرصد والتقصي بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض رفعت درجة التأهب والاستعداد لمواجهة احتمالية انتقال مرض الكوليرا من الجزائر إلى ليبيا خصوصا عند المناطق الحدودية.

وأضاف البيان أن إدارة الرصد والتقصي في المركز الوطني لمكافحة الأمراض طالبت كلا من راصدي برنامج الإنذار المبكر وفرق الاستجابة السريعة وراصدي المستشفيات إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الأشخاص الوافدين من دولة الجزائر، والتقصي عن حالتهم الصحية في حال ظهور أي أعراض للمرض لديهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى