أخبارمجتمع

ضحية التضامن مع يارا طارق: تخرّجت في ألمانيا بعد فصلي من القاهرة

حازم: في يدى اليمنى شهادة تخرجي الألمانية وفي اليسري شهادة فصلي من القاهرة

Image may contain: 1 person, beard and outdoor
حازم : على اليمين: شهادة تَخَرُّج مؤقتة لحين الانتهاء من الاجراءات البيروقراطية الألمانية و طباعة الشهادة الأصلية. -على اليسار: جواب فصلي من الجامعة الألمانية بالقاهرة، متبَروِز بقاله حوالي سنتين على مكتبي.

أعلن حازم عبد الخالق، رئيس اتحاد طلبة الجامعة الألمانية بالقاهرة سابقاً، تخرّجه من جامعة كارل فون قسم الهندسة الفيزيائية، بألمانيا. الخبر الذي تلقاه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفاء والفرحة،  كان نهاية طيبة لرحلة عبدالخالق الصعبة بعد فصله من كليته بالقاهرة لقيامه بواجبه كممثل عن زملائه أمام إدارة الجامعة.

فُصِل عبدالخالق- مع مجموعة من زملائه- من كلية الهندسة بالجامعة الألمانية رداً على الإضراب و الاعتصام الذي نظمه هو وزملاءه تنديداً بموقف الجامعة من مقتل زميلتهم يارا طارق داخل الحرم في حادث حافلة -عن طريق الخطأ-.

في الثامن مارس عام 2015، صدمت حافلة خاصة بالجامعة الطالبة بالفرقة الأولى يارا طارق، داخل ساحة الانتظار، و تُوفيت الفتاة نتيجة لتأخر وصول الإسعاف، و كذلك عدم وجود مستشفى يمكنها التعامل مع حالة خطيرة كتلك قريبة من الجامعة.

Image result for ‫"يارا طارق"‬‎

وجاء بيان الجامعة مخيباً لآمال الطلبة إذ نعى الفقيدة فحسب ولم يقدم تعهدات تضمن عدم تكرار الحادثة. فبدأ زملاء يارا اضرابًا واعتصامًا مفتوح مطالبين الجامعة بتوفير مستشفى داخل الجامعة و ضمان سرعة وصول سيارات الإسعاف، لأن يارا التي كانت على قيد الحياة بعد الحادث انتظرت الإسعاف والنقل لأقرب مستشفى فترة كانت كافية للقضاء على فرص إنقاذها.

حازم عبدالخالق كان واحداً من قائمة الخمسة التي فازت برئاسة اتحاد الطلاب وكانت محركاً رئيسياً للاعتصام المطالب بتغيير منظومة الخدمات الطبية للجامعة. وبينما تعهدت الجامعة بتحقيق بعض مطالب الاعتصام، اتهمت الطلاب المنظمين بإثارة أعمال شغب والتعدي على ممتلكات الجامعة وحركت مطالبات قضائية ضدهم.

فصلت الجامعة مجموعة من الطلاب لمدة عام  هم حازم عبد الخالق (رئيس اتحاد الطلاب2015 )، وهشام الأشرم (رئيس الاتحاد 2014)، وعمر مسلم (عضو الاتحاد 2015)، ومحمد طايل(طالب بكلية هندسة)  كما قامت الإدارة بفصل الطالب كريم نجيب (نائب رئيس الاتحاد 2015)  فصلًا  تامًا، والطالب محمود عصام لمدة فصل دراسي فضلًا عن ذلك قررت الجامعة منع دخول الخريجة آلاء العطار للحرم الجامعي وحرمانها من خدمات الخريجين لمدة عامين.


سافر عبدالخالق ونادين و نجيب إلى ألمانيا  لاستكمال دراستهم بعدما تعذر استكمالها بأي جامعة مصرية، واستمرت ملاحقتهم قضائياً.

تخرج عبدالخالق  في نفس التاريخ الذي فصلته فيه الجامعة منذ عامين، و عبر عن فرحته باجتياز الرحلة واضعاً صورة لشهاده تخرجه مع شهادة فصله من الجامعة معاً .

اقرأ القصة:

زي النهارده من سنتين، اتصدق على قرار فصلي من الجامعة الألمانية بالقاهرة لكوني رئيس اتحاد الطلاب، طالبت بحق زميلتنا اللي ماتت في الجامعة نتيجة  إهمال و تخاذل الإدارة و بحق كل طالب في حرم جامعي آمن.
بعد مظاهرات، اعتصام و إضراب، بلاغات و نيابة، حبس كام يوم، محاكم و قضايا دامت شهور، ماخدتش فيهم قرار غير لما كان ضميري راضي عنه، كان قدامي إما السفر و الدراسة بَرّة و إما التجنيد لمدة سنتين بعد شطب قيدي من الجامعة و استحالة قبولي في أي جامعة في مصر.

قدمت في جامعة في ألمانيا و اتقبلت، و خدت التأشيرة في وقت قياسي و لحقت أسجل في الجامعة في اخر يوم بمعجزة، قضيت سنة أولى متوسطة على المستوى الدراسي و صعبة على المستوى النفسي، بعدها قررت أتخرج في أسرع وقت ممكن، شغل يَومي متواصل لمدة ١١ شهر من غير أجازات، قدرت أخلص فيهم 93 credit points (أكتر من سنة دراسية و نص) في سنة واحدة، عشان أتخرج في نفس الوقت مع دفعتي و أصحابي اللي بدأت معاهم من ٥ سنين.
بس اتخرجت من جامعة ألمانية فعلا تصنيفها أعلى من GUC بـ٢٢٠٤ مركز بس! اتخرجت من قسم هندسة فيزيائية (Engineering Physics) بتخصص طاقة متجددة (Renewable Energy) بتقدير عام امتياز و مشروع تخرج امتياز، ما يعادل CGPA 1.01 في GUC.
و أخيرا اتقبلت في أحسن master’s program في هندسة الطاقة المتجددة في ألمانيا و واحد من أحسنهم في أوروبا.

ممتن كل الامتنان لأهلي و وقوفهم جنبي بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع قراراتي، و ممتن لكل رفيق عشنا القصة كلها في كتف بعض، و لكل من حاول يهَوِّن عليَّ في وقت شِدّة، و للتجربة اللي شَكّلت شخصي و عملت مني انسان أقوى و أوعى كتير، و خلتني بعد سنتين صعبين أكون فخور و راضي عن نفسي، فخور إني قدرت أتخرج مع دفعتي، و فخور أكتر إني ماخالفتش مبادئي أو قدمت تنازلات في وقت كان فيه التنازل هو الطريق الواضح الوحيد للخروج من كل المشاكل، و أخيرا راضي عن نفسي عشان ماخيّبتش ظن أهلي و طموحهم فيَّ.

النهارده أنا أثبت لنفسي قبل أي حد، إن القصة مانتهتش برفدنا، و إننا لما اعتصمنا و اتظاهرنا كان عندنا قضية مؤمنين بيها تستاهل المخاطرة بمستقبلنا، و إننا هانفضل كده نتخرج واحد ورا التاني من مطاريد جامعتنا و من غيرها، عشان نفكركم إن احنا عمرنا ما كنا الطرف الفاشل، و إن الفاشل هو اللي مهما كترت فلوسه و زاد نفوذه لسه بيكدب و لسه بيلفّق و لسه بيخاف مننا.

القصة دي كده انتهت تمامًا بالنسبة لي، تبقى لي القصة الأكبر، و اللي بعد سنتين غُربة أيقنت إنها للأسف هاتفضل فينا مهما تناسينا، و إن كان حاضرها أسود و مستقبلها القريب أكثر سوادًا، أتمنى، رغم كل شكوكي، إن يكون لينا دور و لو بسيط في مستقبل بعيد خالي من الغربان.

“خِــــبْزِ الغُــــرْاب بَــــدَأْ يَنْـــمَى، بنـُــــورث الأرِضْ غـَــدًا يـَـامّــا”
.

-على اليمين: شهادة تَخَرُّج مؤقتة لحين الانتهاء من الاجراءات البيروقراطية الألمانية و طباعة الشهادة الأصلية.

-على اليسار: جواب فصلي من الجامعة الألمانية بالقاهرة، متبَروِز بقاله حوالي سنتين على مكتبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى