أخبار

السياحة قد تعود قريبًا إلى شمال سيناء بعد اكتشاف أثري جديد من العصر الصاوي

العصر الصاوي هو آخر مراحل النهضة في تاريخ الأسرات بمصر

يبدو أن منطقة شمال سيناء بدأت تتعافى من الإرهاب وتستعيد آمانها، وقد تعود من جديد منطقة للجذب السياحي بعدما عانت لأكثر من 8 سنوات من تمرّد العناصر الإرهابية والقتل والتفجيرات، وسقوط القتلى.

وعثرت بعثة الآثار المصرية في شمال سيناء بقيادة مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على بقايا الأبراج الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية لقلعة عسكرية من الطوب اللبن ترجع إلى العصر الصاوي من الأسرة السادسة والعشرين.

وفي العام الماضي عثرت البعثة على بئر تحوي ورشة تحنيط تعود إلى نفس العصر، وعثرت بداخلها على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطي وجه إحدى المومياوات الموجودة في إحدى حجرات الدفن الملحقة، لوقت تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م).

وأعلنت وزارة الآثار في بيان لها، أن أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة المصرية العاملة في تل الكدوة وأدت إلى هذا الكشف الجديد هي جزء من مشروع تنمية سيناء الذي يشمل قيام عدد من البعثات المصرية بأعمال حفائر واسعة في المنطقة.

والقلعة المكتشفة، التي يبدو أنها تعرّضت لهجوم شديد دُمرت على أثره، كانت تمثل بوابة مصر الشرقية والحصن الوحيد المتحكّم في عملية الدخول والخروج من وإلى مصر خلال العصر الصاوي والنقطة المدافعة عن الحدود الشرقية لمصر.

ما هو العصر الصاوي؟

حسب كتاب “لمحات من الدراسات المصرية القديمة” للدكتور باهور لبيب، فإن ذلك العصر هو العصر التاسع من التاريخ القديم، حسب تقسيم علماء التاريخ المصري الحديث، ويعرف بالعصر الصاوي، أو عصر النهضة المصرية، وعصر الأسرة السادسة والعشرين، وأطلق عليه الكتاب اسم عصر وحدة مصر الرابعة، وذلك لأن إبسماتيك كان فى أول الأمر أميرا على ساس “صا الحجر” من قِبل الآشوريين إلا أنه عمل على التخلّص من حكم الآشوريين فاستمال باقي الأمراء إليه وجلب الكثير من الجنود المرتزفة من الإغريق وقبل المساعدة التي قدمها له ملك ليديا الذي كان يريد هو أيضا التخلص من سيادة الآشوريين، فتمكن إبسماتيك نحو سنة 663 قبل الميلاد، من طرد الحامية الآشورية ثم إخضاع الأمراء الآخرين، مستعينا ببعضهم على البعض الآخر حتى استقل بمصر وأعاد إلى البلاد وحدتها الرابعة واعتلى عرش مصر باسم الملك إبسماتيك الأول وخلفه ابنه نخاو ونهج نهجه وعاد إلى مصر مجدها ثم تولّى الحكم بعدهما الملك أحمس الثاني.

وقال أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية في وزارة الآثار، إن البعثة كانت عثرت على الجدار الشرقي لهذه القلعة في 2008، مشيرا إلى أن قلعة أخرى أحدث بنيت على أنقاضها وسبق أن تم الكشف عنها بالموقع.

وأضاف أن البعثة عثرت أيضا على امتداد السور الجنوبي للقلعة وجارٍ استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية داخل القلعة.

وأشارت النتائج الأولية لدراسة الفخار الأثرية المكتشفة وتتابع الطبقات الأثرية إلى أن تاريخ القلعة الأقدم يرجع للنصف الأول من عصر الأسرة السادسة والعشرين وتحديدا عصر الملك بسماتيك الأول.

من جانبها قالت نادية خضر رئيسة الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري إن القلعة الأقدم شيدت أسوارها بطريقة مغايرة لأسوار القلعة الأحدث المشيدة على أنقاضها.

وأضافت أن بالقلعة الأقدم ”شيدت غرف مملوءة بالرمال وكسر الفخار والرديم داخل جسم الأسوار على مسافات منتظمة، ربما بهدف تخفيف الضغط على جسم سور القلعة البالغ عرضه 11 مترا، وربما كانت تستخدم تلك الغرف أيضا كمصارف لمياه الأمطار، وهي سمة من سمات العمارة خلال العصر الصاوي“.

وقال هشام حسين مدير عام آثار شمال سيناء، إن أعمال الحفائر في الجزء الشمالي الشرقي من بقايا سور القلعة المكتشفة أسفر عن الكشف عن مدخل القلعة وهو بوابة جانبية تقع في الجزء الشمالي الشرقي من جسم السور حيث كان يتم الخروج من البوابة إلى طريق منحدر. وعلى يمين المدخل تم الكشف عن بقايا أساسات غرفة يُعتقد بأنها غرفة حراسة للجنود الذين ينظمون الدخول والخروج من وإلى القلعة.

وأضاف أن أعمال الحفائر كشفت أيضا عن بقايا منازل شيدت في الجانب الغربي داخل القلعة حيث عثر بداخل إحدى الغرف على جزء من تميمة تحمل اسم الملك بسماتيك الأول.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى