سياسة

ترامب “يصنع التاريخ” في إنديانا ويصبح المرشح الجمهوري للرئاسة

ترامب مرشحا عن الحزب الجمهوري  بعد سحق كروز في إنديانا

نيويورك تايمز- جوناثان مارتن وباتريك هيلي

إعداد وترجمة- محمد الصباغ

أصبح دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك عقب فوز ساحق الثلاثاء بولاية إنديانا، مما أطاح بمنافسه الرئيسي السيناتور تيد كروز من السباق، ومهد الطريق للدخيل الاستقطابي الشعبوي ليسيطر على الحزب.

بعد أشهر من الرفض المهين والهجوم باهظ الثمن والعاجز في الوقت نفسه من الجمهوريين الخائفين من ترشحه للرئاسة، لم يتبقّ أمام ترامب إلا تحدٍّ ضعيف في اليوم الأخير للتصويت في 7 يوليو من محافظ أوهايو، جون كاسيتش.

على الجانب الآخر، عاد السيناتور بيرني ساندرز بعد سلسلة من الهزائم لينتصر على هيلاري كلينتون في إنديانا، والتي تخلت عن الولاية بشكل كبير بعدما أظهرت الإحصائيات أنها لم تؤدّ بشكل جيد في ما يخص التعامل مع أغلبية الناخبين وهم من ذوي البشرة البيضاء، لكن تلك النتيجة من غير المتوقع أن تغير في مسار التقدم الملحوظ لكلينتون في سباق الترشح عن الحزب الديمقراطي.

الانتصار الذي حققه ترامب غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية، فهو أول من يمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية منذ دوايت أيزنهاور، الجنرال العظيم وقائد قوات الحلفاء في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، الذي لم يسبق وأن فاز بأي عملية انتخابية.

لم يكن ترامب، عملاق العقارات، مسجلا في الحزب الجمهوري حتى إبريل 2012. أعطى مئات الآلاف من الدولارات للديمقراطيين، من بينهم كلينتون منافسته الرئيسية المحتملة. في فترات من حياته، اتخذ مواقف مضادة للعقيدة الجمهورية في قضايا رئيسية، مثل الضرائب والإجهاض والسيطرة على الأسلحة.

لكن لم يوقفه أي من ذلك، مع قدرته على الحديث عن مخاوف المصوتين. لم يقدر قادة الجمهوريين والديمقراطيين قدرته، ونجح بالرغم من إنفاقه أموالاً أقل بكثير من أغلب منافسيه ووظف فقط من يشكلون هيكلا رئيسيا لحملته.

بعد خروج كروز من السباق مساء الثلاثاء، بدا ترامب هادئا وواقعيا أكثر من المعتاد في استيعابه لمعنى انتصاره في إنديانا، وقال: “كانت الليلة واليوم والعام بالكامل غير عاديين، لم أمر بمثل ذلك من قبل”، وأضاف ترامب متحدثا عن كروز: “إنه منافس قوي”، كما اتجه للتعاطف مع منافسه أيضاً وقال إنه يعرف كيف يصبح الشخص في حالة سيئة عندما يتلقى هزيمة قاسية.

أما كروز فتحدث إلى داعميه في إنديانابوليس، وقال إنه لا يستطيع مواصلة المعركة دون أن يرى “مسارا ممكنا للنصر”، وأضاف: “اليوم أشعر بالأسف لانغلاق هذا المسار.. لقد قمنا بكل ما في استطاعتنا لكن الناخبين اختاروا مساراً آخر”.

لم يصل أي منافس، منذ بداية نظام الانتخابات الجديد، إلى الانتخابات العامة بهذا النوع من الصورة السلبية لترامب في أعين عدد كبير من المصوتين. ومع احتمال مواجهته لأول سيدة مرشحة للانتخابات العامة، يلقى ترامب رفضا بنسبة قد تصل إلى 70% من بين النساء اللاتي يشكلن النسبة الأغلب من المصوتين في الانتخابات الرئاسية.

من جانبها، أعلنتها كلينتون صراحة الثلاثاء، بأنها تريد التركيز بأسرع وقت ممكن على المعركة مع ترامب لأنها ستكون أكثر قوة. وقالت: “أركز في الحقيقة على الانتخابات العامة، وأعتقد بأننا سنواجه حملة قاسية ضد مرشح قد يفعل أو يقول أي شيء”.

وبعد فوزه في إنديانا كان لبيرني ساندرز بعض الكلمات القاسية التي أراد أن يوجهها لمنافسته كلينتون، فقال: “أعلم أن كلينتون تعتقد أن تلك الحملة انتهت. لديّ بعض الأخبار السيئة لها. الليلة حققنا انتصارا رائعا في إنديانا. والأسبوع القادم سنكون في فيرجينيا الغربية. نؤمن بأن لدينا إمكانية كبيرة في الفوز بالأصوات بتلك الولاية العظيمة، ثم سنتوجه إلى كنتاكي، ثم أوريجون، وأعتقد بأن لدينا حظوظا كبيرة في الفوز هناك أيضا”.

وقال تيد ديفاين، كبير مستشاري حملة ساندرز، إن نتائج إنديانا لن تعيد تشكيل السباق الديمقراطي بشكل ملحوظ، بعيدا عن التقدم الذي لا بأس به لكلينتون بشكل عام.

وبينما كان السباق الديمقراطي متحضرا نسبيا، كانت المعركة الجمهورية أكثر قسوة في الساعات الأخيرة بإنديانا، فمع وجود تيد كروز على حافة الهاوية يوم الثلاثاء مع احتمالية انتهاء مستقبل ترشحه للرئاسة، هاجمه ترامب بالقول بلا دليل إن والده كان إلى جانب، لي هارفي أوزوالد، ووزع منشورات تؤيد فيدل كاسترو في نيو أورلاينز قبل فترة قصيرة من اغتيال أوزوالد للرئيس كينيدي.

وبعد سخرية ترامب أيضا من مظهر زوجة كروز، رد الأخير أن ترامب مريض بالكذب ويفتش في الحياة الشخصية لمنافسيه.

ومع ذلك، أثبت الجمهوريون في إنديانا قدرتهم على دعم ترامب، المرشح الذي لم يكن نجاحه متوقعا ثم أصبح واقعا تقريبا، بغض النظر عن عيوبه الشخصية وضعفه السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى