سياسة

هآرتس: شقيقنا السيسي؟

 نتنياهو والسيسي متشابهان كإخوة يجمعهما العداء لحماس وكراهية أوباما. كما أن “ديمقراطية إسرائيل” لا تختلف كثيرا عن ديمقراطية السيسي، كما يرى زفي بارئيل في هذه المقارنة الساخرة في صحيفة هآرتس.

  3171678676

زفي بارئيل – هآرتس

ترجمة – محمود مصطفى

يتمتع كل من بنيامين نتانياهو والرئيس المصري بالحصافة والحكمة وكلاهما يكره حماس .. لكن تريث .. ربما هما ليسا متشابهين لهذا الحد، في إسرائيل الكل يقف مع الزعيم.

كيف كان الشهر الذي قضيناه مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قائداً أعلى للجيش؟ ببساطة كان رائعاً، نتانياهو كان حصيفاً وحكيماً ومتزنا ومنضبطاً ومستعداً ووطنياً وحساساً وملتزماً بالنصر وملتزماً تجاه المنتصرين.

ما الذي يطلبه الوطن أكثر من هذا؟ من لديه رئيس وزراء أو رئيس كالذي لدينا؟ حسناً، الإجابة: مصر. هل رأيت عبد الفتاح السيسي؟ كان حصيفاً وحكيماً وملتزماً بموقفه ويكره حماس بالضبط كما نفعل. ناهيك عن باراك أوباما ، فهو ينسق مصالحه مع مصالحنا ويتحدث بسعادة ويركب دراجة. على مصر أن تفخر برئيس يذكر برئيس وزرائنا .. هل قلت “يذكّر”؟ إنه شقيقه.

لكن في ؟ الحقيقة لا توجد مقارنة، فبعد كل شيء مصر ليست لديها مشاكل إسرائيل،  فهي ليست دولة جامحة ولا محتلة وليست مدانة من المجتمع الدولي ولا مضغوطة من أمريكا وليست لديها الحروب التي لدينا وليس وجودها مهدداً وكل ما عليها أن تفعل هو أن تدعم 90 مليون مواطن.

وعلى العكس من نتانياهو ليس على الرئيس المصري أن يتعامل مع شركاء التحالف أو أن يخوض معركة مع المعارضة وهو أمر مثير للحنق. والجيش يطيعه فهو ببساطة يضرب بمعارضيه الرئيسيين، الاخوان المسلمين، عرض الحائط.

sisibibib

وقبل أن يغمرك الحسد وقبل أن يقول لي الوطنيون الغاضبون لدينا “اذهب لتعيش في مصر” اهدأوا. اسرائيل تظل دولة ديمقراطية وكل وزير وعضو في الكنيست يمكنه التعبير عن رأيه بحرية.

إذا ظن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان أننا يجب أن نعيد احتلال غزة أو أن نتخلص من المواطنين الإسرائيليين العرب، فهو لا يخفي ذلك. وعندما يفكر وزير الإقتصاد نافتالي بينيت في أن علينا أن ندمر حماس، فهو لا يحتاج لرقيب ليتشاور معه. وإذا أعجب وزير المالية يائير لبيد بحكمة نتانياهو، فهو يقول ذلك على الملأ.

وعندما تكون وزيرة العدل تسيبي ليفني مقتنعة بأنه لا خيار أمامنا سوى توحيدالصفوف، لن يسكتها أحد. وحتى الوزراء الذي ناحوا لزميلي باراك ديفيد لأن أحداً لم يطلعهم على ما يحدث في ساحة القتال، لن يستقيلوا من وظائفهم احتجاجاً فالآن وقت الوحدة.

الأهم من ذلك والأكثر عملية أن أي أحد لم يتم استشارته لن يضطر لتقديم شهادة ولن يضطر لتبرير الإخفاقات ومواجهة لجنة استجواب والاستعانة بمحامين، فالصامت والأعمى لن يتهموا لعجزهم. وعندما تلتزم الأحزاب اليسارية الصمت وتتصرف كقطيع يتبع حاديه، لا يمكن لأحد أن يوقفهم من الإلتزام بسياسة “شعب واحد، فم واحد .. مغلق.”

الخروج والتظاهر؟ لا أحد يريد أن يقدم خدمة لحماس في وقت تمنع فيه قيادة الجبهة الداخلية تجمع أكثر من ألف شخص. لن يكون هنا ميدان تحرير، فنحن لا نسقط الأنظمة بالتظاهر. كيف يمكنك أن تقارننا بمصر؟!

الديمقراطية في إسرائيل، على النقيض من مصر، توجد في حالتين ثابتتين: الحرب أو الاستعداد للحرب القادمة. مصر، بالمقابل، حررت نفسها من الشعور بالتهديد الدائم بتوقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتنشغل الآن بتفاهات خالصة كالإرهاب الإسلامي والمنظمات الأصولية التي تزرع القنابل في القاهرة .. لا شيء بالمقارنة بحماس.

توقفت مصر منذ زمن بعيد عن محاولة شرح أو تبرير اخفاقاتها ومشاكلها بكونها ناتجة عن صراعها مع إسرائيل أو عن القضية الفلسطينية. عندما أراد السيسي أن يحشد الشعب، طلب منهم أن يتبرعوا بالمال لإعادة إحياء اقتصاد البلاد ولتمويل فرع آخر لقناة السويس.

مصر انتخبت جنرالاً ليحسن حياة المدنيين وليس ليشعل حرباً مريرة. وعندما استولى نظام ديني ذو نزعات فاشية على السلطة بشكل درامي قبل عامين، عرف الناس كيف يتخلصوا منه.

في مصر، على النقيض من إسرائيل، يجري ميدان التحرير حواراً مادياً وأخلاقياً مع النظام، فهو ذو تأثير. في إسرائيل لا نحتاج لميدان، الكل يقف مع زعيمنا.

*زفي بارئيل: محلل شئون الشرق الأوسط بصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى