أخبارحياتنا

جنازة مهيبة لـ”الطفلة جنة” وإيداع شقيقتها دار الرعاية وشيخ الأزهر يتكفل بعلاجها وتعليمها

تفاصيل نهاية قصة مأساوية هزت المجتمع المصري

زحمة

أسدل الستار أمس على قصة مأساوية هزت المجتمع إذ عانت طفلة مصرية حتى الموت وقعت ضحية للتفكك الأسري ولم يرحمها أقرب الناس، إذ نالت العذاب على يد جدتها وأمها وخالها بعد طلاق أمها وأبيها.

وشهدت أمس قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين، جنازة شعبية مهيبة للطفلة جنة إذ خرج جميع أهالي القرية  انتظارا لوصول الجثمان وانتهاء تصريح الدفن، كما انتظرت الشرطة لحمياتها لتفسح الطريق لسيارة الإسعاف حيث  لا يوجد موضع قدم داخل وخارج مسجد “سيدي خطاب” بالقريةوأعرب أهالي القرية عن غضبهم وأسفهم لما تعرضت له الطفلة من العذاب والاغتصاب.

وكانت مستشفى المنصورة الدولي، استقبلت الطفلة جنة، وتبين من الكشف الطبي إصابتها في عدة مناطق، ووجود غرغرينا بالأعضاء التناسلية الخارجية واشتباه جلطة بالطرف السفلي الأيسر، وتم القبض على جدة الطفلة المتهمة بتعذيبها. وأصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة، بيانا، ناشد فيه وسائل الإعلام، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم نشر أو تداول صورة الطفلة “جنة” او شقيقتها حفاظا على خصوصيتهم، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبة علي الجناة باعتبار الجريمة هي قتل عمد مع سبق الإصرار، وفقًا لحكم المادة 230، 231 من قانون العقوبات المصري وهي الإعدام.

أماني في دار رعاية

في حين أصدرت نيابة شربين بمحافظة الدقهلية، بإيداع الطفلة أماني محمد سمير، 6 سنوات، شقيقة الطفلة المتوفاة “جنة” إحدى دور الرعاية، بعد حبس جدتها لأمها 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وقال أشرف عبد الوهاب، محامي أسرة الطفلة، إن “القرار يقتل البنت والأب في آن واحد، بعد أن فقد الأب ابنته (جنة)، وعادت إليه (أماني) فتم حرمانه منها من جديد”.

وذكرت صحيفة “الوطن” عن محامي الأسرة ، أن “الأب فقد طفلتيه منذ 10 أشهر، عندما صدر حكم الحضانة إلى جدتهما للأم، وخلال هذه المدة حدث ما حدث للطفلتين، (جنة) و(أماني) والآن يصدر قرارا بإيداع أماني أحد دور الرعاية، وتربى وسط الأحداث في حين أن أبوها موجود وفي أمس الحاجة لوجودها بجواره”.

الأب يطلب حضانة ابنته

وأشار إلى أنه تقدم بطلب لتسوية إسقاط الحضانة من الجدة للأم، ونقل الحضانة إلى الجدة للأب، وإذا لم تتم هذه التسوية ستنقل الطفلة إلى إحدى دور الرعاية.

يذكر أن الطفلة جنة توفيت، أمس، بعد اكتشاف آثار التعذيب عليها في مناطق حساسة من جسمها وبتر الساق اليسرى لها بعد إصابتها بغرغرينا، وشيعها أهالي القرية في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف.

فيما أمرت محكمة شربين، حبس جدة الطفلة 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامها بتعذيبها.

حالة أماني الصحية

فيما أكدت بوابة “مصراوي” حصولها على نسخة من التقرير الطبي للطفلة “أماني م. س.” 6 سنوات، شقيقة الضحية “جنة” التي لقيت مصرعها صباح اليوم السبت، متأثرة بالإصابات التي تعرضت لها نتيجة التعذيب بالكي في جسدها، وإصابتها بغرغرينة في القدم اليسرى والأعضاء التناسلية، على يد جدتها التي أرادت تأديبها لتبولها لا إراديًا.

وتقدم أشرف عبدالوهاب، محامي أسرة الطفلة “جنة” ببلاغ للنيابة العامة، يؤكد اكتشافه تعذيب شقيقة “جنة” الكبرى “أماني” بالأساليب نفسها التي تعرضت لها شقيقتها.

وقال محامي الضحية، إنه فوجئ بعد قيام المباحث بتسليم “أماني” الشقيقة الكبرى لـ”جنة”، لجدها من والدها، بوجود أثار تعذيب وكي في أعضائها التناسلية وظهرها، بالإضافة إلى أماكن متفرقة في جسمها، وأودعت مستشفى شربين للعلاج، وتبين للنيابة العامة وجود أثار التعذيب على الطفلة، كما حدث مع شقيقتها الصغرى والتي توفيت بسبب التعذيب المتواصل والوحشي، من قبل جدتهما.

وأوضح المحامي أن النيابة العامة استعجلت تقرير الطب الشرعي حول أسباب وفاة الطفلة “جنة”، وبيان ما فيها من إصابات وأسباب حدوثها، واستمعت إلى أقوال “محمد س. ح.” 25 سنة، والد الطفلتين الكفيف، الذي اتهم جدتها لأمها بالتسبب في وفاة ابنته الصغرى، وإصابة شقيقتها الكبرى بعد تعرضهما لوصلة تعذيب.

وأكد محامي الأسرة، أن الطفلة وشقيقاتها الكبرى في رعاية والدتها وجدتها منذ عدة أشهر: “الطفلتين تعرضتا لفترة طويلة للتعذيب على يد الجدة للأم واللتين كانتا في رعايتها”.

تعذيب أماني مثل شقيقتها

وذكر التقرير الطبي طبقًا لتوقيع الكشف الطبي على الطفلة، أن فيها أثار حريق أعلى العضو التناسلي، بالإضافة إلى أثار حريق قديم في المنطقة نفسها.

كما أكد التقرير الموقع من 4 أطباء، أنه يلزم عرضها على الطبيب الشرعي للبت في الأمر.

تعود الواقعة عندما تلقى اللواء فاضل عمار، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء سيد سلطان مدير المباحث الجنائية، بإشارة لمأمور مركز شرطة شربين من مستشفى شربين، بوصول الطفلة، مصابة بحروق في أعضائها التناسلية بالإضافة إلى كدمات وتورم شديد في المنطقة الحساسة، ونقلت إلى مستشفى المنصورة العام الجديد “الدولي” سابقًا.

وبانتقال ضباط المباحث بقيادة المقدم محمد حسن الأرضي، رئيس المباحث، إلى محل البلاغ وبسؤال جدها لوالدها اتهم جدتها لوالدتها وتدعى “صفاء ع.” بالاعتداء على حفيدتها عن طريق تسخين آلة حادة، وكيها في أعضائها التناسلية.

الأبوان كفيفان

وتبين من التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين وانفصلا منذ 4 سنوات، وانتقلا إلى حضانة الجدة بحكم قضائي لصالحها العام الماضي، وبتقنين الإجراءات تم ضبط الجدة المتهمة.

وأشار التقرير الطبي المبدئي الخاص بالطفلة، فور وصولها للمستشفى، إلى أنها تعاني من جلطة بالطرف السفلي، ويوجد آثار سحجات واعتداء بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة، وتبين إصابتها بغرغرينا في القدم إثر كسر في الساق بسبب “رزعها” أرضًا منذ 10 أيام وتركها طوال تلك المدة دون علاج، ما أدى إلى ضرورة بتر القدم وأجريت لها جراحة عاجلة، ووضعت في غرفة العناية المركزة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

حبس الجدة 

وبتقنين الإجراءات ألقي القبض على جدة الطفلة المتهمة بتعذيبها، وتحرر عن ذلك المحضر 14167 لسنة 2019 جنح شربين بالواقعة، وبالعرض على نيابة شربين إدعت الجدة على غير الحقيقة، أن الطفلة سقط عليها زيت مغلي إلا أنها عقب مواجهتها باتهامات الجد لها اعترفت بأنها عذبتها بدافع تأديبها، بسبب تبولها اللا إرادي وبعد مواجهتها فيما قررت النياية حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

وتبين من التحقيقات وجود متهمين جدد في قضية التعذيب، عقب اكتشاف تعذيب شقيقتها الكبرى “أماني” بالطريقة نفسها، وهم جد الطفلة لوالدتها “ع. م.”، 48 سنة، عامل، وأنجالهما من طليقته والدة الطفلة “أ. ع.”، 20 سنة”، ربة منزل “كفيفة ” وم. ع.” 19 سنة، عامل، و”س. ع.”، 15 سنة، و”ر. ع.”، 14 سنة، عامل، وثلاثة أخوال للطفلة الضحية.

وألقي القبض على المتهمين الجدد، وأحدثت الجدة إصابة الضحية وشقيقتها، وقيام الباقون بالتستر والإهمال في رعاية الطفلة، وتحرر المحضر اللازم وتم ارفاقه بالمحضر الأصلي وجاري عرضهم على النيابة.

في السياق ذاته أعلن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تكفله بحالة الطفلة “أماني” إذ تكفّل فضيلته بعلاجها طبيًا ونفسيًا وتعليمها وتحمل نفقاتها كافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى