سياسة

الصحافة الإسرائيلية تكشف سبب زيارة نتنياهو إلى عُمان

هذه الدولة لا تربطها أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل

المصدر: Jerusalem Post / Haartz

ترجمة وإعداد: رنا ياسر

ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تقرير لها، أن سلطة عُمان طالبت دول الشرق الأوسط بقبول “إسرائيل”، بعد أن قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، بزيارة تاريخية إلى عُمان، هذه الدولة التي لا تربطها أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وفي كلمة ألقاها في قمة “حوار المنامة” الأمنية، قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي: “إسرائيل دولة حاضرة في المنطقة، ونحن والعالم نفهم ذلك، وربما حان الوقت لكي تُعامل إسرائيل مثل الدول الأخرى، وتتحمل أيضًا نفس الالتزامات”.

كان نتنياهو سافر إلى سلطة عُمان بدعوة من رئيس البلاد، السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، كي يتمكنا من مناقشة القضايا الإقليمية.

يذكر أن زيارة رئيس وزراء إسرائيلي إلى عمان تتنافى مع ليس فقط سياسة إسرائيل تجاه إيران، بل إنها تمس المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، لم يُسمع أي إدانة من الرياض أو من الدول العربية الأخرى، لكن ردت إيران فقط على الزيارة المفاجئة بتفسير أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان عمل وقيعة في بلاد العالم الإسلامي، حسب ما أوضحته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.

لسنوات، اعتمدت سلطة السلطان على أجهزة الاستخبارات البريطانية لحماية بلدها الصغير البالغ عدد سكانها نحو 2.9 ملايين مواطن، ومليوني عامل أجنبي آخر تقريبًا. على أي حال، من الممكن أن نستنتج أن الزيارة إلى عمان هي الوفاء بوعد نتنياهو مع الدول العربية التي لم توقع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وبالتالي فإن الزيارة مهمة من الناحية السياسية لنتنياهو، لكن ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الزيارة ستؤدي إلى علاقات دبلوماسية كاملة، مع الدول العربية الأخرى أم لأ.

قد يكون قابوس قد فهم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي زار قصر السلطان قبل فترة قصيرة من نتنياهو، أن هناك فرصة لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن من غير المرجح أن هذا هو السبب في دعوة قابوس لنتنياهو، خاصة عندما تكون إدارة ترامب تهدد بالإعلان عن صفقة القرن وهي خطة لفصل وعزل الفلسطينيين عن القدس المحتلة وذلك لضمان أغلبية يهودية في المدينة، عبر بناء جدار فاصل يعزل التجمعات والأحياء السكنية الفلسطينية.

بقيت الزيارة سرا حتى إلى ما بعد عودة نتنياهو لإسرائيل، يوم الجمعة، عقب يومين من زيارة وفد فلسطيني برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى سلطنة عمان، كما التقى عباس السلطان قابوس.

ويقول يوسف بن علوي بن عبدالله، وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان: “تقدم عمان أفكارًا لمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على الوحدة، لكنها لا تعمل كوسيط، ولا نقول إن الطريق الآن سهل لكن أولوياتنا هي إنهاء الصراع والانتقال إلى عالم جديد”.

وبعد زيارة يوم الجمعة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “تعدّ زيارة نتنياهو خطوة مهمة في تنفيذ السياسة التي حددها رئيس الوزراء لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، مع الاستفادة من مزايا إسرائيل في مجال الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد”.

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي والسلطان كان بشأن “سُبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وناقشا عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وفي الوقت ذاته، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرا: “إن الزيارة كانت شهادة على العلاقات الجيدة التي تتطور بين الحكومة الإسرائيلية، والدولة السّنية التي تعارض الإرهاب الإيراني الذي يهددها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى