أخبارسياسة

حقيقة مذهلة خلف صورة “المسلمة اللامبالية” في هجوم لندن الإرهابي

صورة شهيرة لامرأة محجبة تتصفح هاتفها بجوار أحد ضحايا هجوم وستمنستر.. استُخدمت لأغراض سياسية

زحمة

في تقرير لها بعنوان “الرجل الذي نشر صورة المرأة المسلمة التي لم تبالِ بحادث وستمنستر الإرهابي، هو متصيد روسي“، كشفت صحيفة “اندبندنت” البريطانية حقيقية المزاعم حول الصورة الشهيرة، وحقيقة الحساب الذي نشرها.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن حساب “تويتر” الذي نشر صورة المرأة المحجبة واتهمها بتجاهل الهجوم الإرهابي، هو واحد من ضمن آلاف الحسابات المزورة التي أطلقها “متصيدون روس” تدور حولهم تحقيقات “التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية”.

وكان حساب ” @Southlonestar” قد نشر تغريدة بصورة لمرأة محجبة تمر بجانب أحد ضحايا هجوم وستمنستر الإرهابي المُلقى على الأرض، بينما هي منشغلة بهاتفها.

وكتب هذا الحساب تعليقًا على الصورة “مرأة مسلمة لا تدير بالًا لهجوم إرهابي. تمر بشكل عارض بجوار رجل ملقى على الأرض، بينما هي تتصفح هاتفها”، مختتمًا تدوينته بهاشتاج “صلي من أجل لندن”، و”ستمنستر” و”حظر الإسلام”.

وأشار التقرير إلى أن ما أحدثته تلك الصورة من انفعالات، دفعت ناشطين في اليمين المتطرف في بريطانيا وأمريكا للهجوم على “اللامبالاة في قلب الحدث”.

ونوه التقرير إلى أنه في مارس الماضي، قاد مسلم بالغ من العمر 52 عامًا، يُدعى خالد مسعود، أحد متطرفي تنظيم “داعش” والداعين له، شاحنه داخل ممر مشاه على جسر وستمينستر قبل محاولة اقتحام البرلمان البريطاني، وقتل خمسة ضمنهم ضابط شرطة كان في الخدمة يحاول إيقافه، قبل أن تتمكن العناصر الشرطة من قتله.

وأشار التقرير إلى أن المرأة المحجبة كانت تلتقط صورًا على الجسر في لحظة الهجوم، لكن الرجل الذي التقط صورتها، ويدعى “جيمي لوريمان”، قال لـ”اندبندنت” إن المرأة كان واضح عليها “الصدمة ويبدو عليها الأسى”.

وأضاف للصحيفة “كانت مجرد واحدة ضمن مئات الفارين من الجسر، تحاول أن تتجنب النظر إلى الرعب المحيط بهم”.

وقال “سلوكها كان متماشيًا تمامًا مع جميع من كانوا على الجسر غيرها. لكنك قطعًا لا تفترض على الآخرين أنهم تعاملون مع نفس السيناريو بتجاهل قاس”.

وأضاف “لوريمان”، أن “الكثير من الأشخاص الآخرين كانوا يسيرون في كل المكان. وكل شخص كان مُلقى على الأرض؛ كان شخص ما معه؛ إذا توقف كل شخص وحاول المساعدة، فلن تقدر على مساعدة أحد”.

وأعرب “لوريمان” لـ”اندبندنت” عن كرهه لتداول صورته في خارج سياقها لصالح “أجندة”، وقال “الأشخاص الكارهون سوف يستخدمون أي شيء كسلاح لصالح آرائهم”.

وذكر التقرير أن الحساب الذي نشر الصورة، واحد من بين 2700 حساب على “تويتر” تم تسليمهم للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، كحسابات مزيفة أنشأتها روسيا للتأثير على سياسات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأكد التقرير أن لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأمريكي، يحقق حاليًا في مزاعم تدخل “كرملين-روسيا” بانتظام في الانتخابات ومزاعم تواطؤ حملة ترامب معهم.

ولفت التقرير إلى أن الحساب الذي يتابعه أكثر من 16 ألف متابعًا يحمل شعار “مواطن من تكساس وفخور.. أمريكي وطني” عُرف بنشر رسائل في يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قبل عدة أشهر، بهدف دعم دونالد ترامب.

وكان ذلك الحساب أيضًا واحد من ضمن عدد من الحسابات التي نشرت رسائل مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في يونيو الماضي.

ويُعتقد أن هذا الحساب، ينشر من خلاله موظفون في مركز بحوث الإنترنت في سان بطرسبرج الروسية.

ويُعتقد أيضًا أن “المتصيدون” يعملون منذ الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً وبتوقيت موسكو، ومن الخامسة صباحًا وحتى الخامسة مساءً بتوقيت بريطانيا، لإطلاق مئات الآلاف من التغريدات التي تم تصميمها لنشر تنافر سياسي في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وتشجيع ظهور شخصيات سياسية شعبوية أو أسبابها”.

وأكد التقرير، أن العديد من تلك التغريدات سخرت من تحذيرات حملات التوعية التي قالت إن الدولة ستواجه سنوات من عدم الاستقرار الاقتصادي والركود المحتمل، إذا تم التصويت بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ونصًت تغريدة منهم على “إذا كنت مؤيدًا للانفصال، فإن سيارتك لن تعمل في الصباح”.

وانتهى التقرير إلى أن “الحجم والسرعة التي يتم بها إطلاق تلك التغريدات، تجعل من التوقع أنها لم تتم بتلقائية أو عفوية”، ضاربًا المثل بحساب باسم ” @PeterMagLob” والذي يدعي أنه ألماني، كان قد أطلق 20 تغريدة في ساعة واحدة يوم الاقتراع.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى