مصر على أعتاب “عصر ذهبي جديد” للاكتشافات الأثرية
يدخل علم المصريات عصراً ذهبياً مع اكتشافات جديدة رائعة داخل الغرف الخفية تحت الاهرامات وفي مقبرة توت عنخ آمون
الجارديان – جوناثان جونز – ترجمة: محمد الصباغ
لا تتوقف مصر عن كشف عجائبها الغامضة القديمة. الآن يبدو أننا على وشك اكتشافات رائعة جديدة كالتي شهدناها عندما فتح هاورد كارتر مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.
المزاعم التي تثير الدهشة أكثر تتعلق بالمقبرة في حد ذاتها. عجائب مدفن الملك الشاب متواجدة في القاهرة. إلى الآن يبدو أن كارتر ربما فاته شئ ما من المحتمل أن يكون غير عادي، كان أمامه تماماً. إبهار ذهب توت عنخ آمون ربما أرضى المستكشفين بالمقبرة، وتطلب الأمر تكنولوجيا القرن الـ21 لاكتشاف اللغز الجديد: علامات على ما قد يكون مخبأ وغرف خفية لم تفتح أبوابها خلف مقبرة الملك الصبي.
يعتقد عالم المصريات نيكولاس ريفز –بشكل مثير للجدل- أن المساحة الخفية ربما تكون مقبرة الملكة نفرتيتي، التي ربما تكون والدة الملك توت. لو صحّ ما يقوله ريفز، فرمال مصر ربما تكون على وشك أن تكشف عن أحد أعظم أسراراها- شيء ما تاريخي لفترة زمنية.
وهذا ليس كل شيء. يفحص علماء الأثار الأهرامات بالجيزة، ووجدوا ”مفارقات حرارية“ قد تكشف عن حجرات سرية، تشمل واحدة عميقة داخل الهرم الأكبر. أيضاً الأهرامات (التي تعد أقدم من مقابر توت عنخ آمون وربما والدته) على ما يبدو ما زالت مليئة بالعجائب التي لم تكتشف بعد.
تلك النتائج المثيرة أو الوعود، لم تظهر بالتأكيد في نفس الوقت بالمصادفة؟ من السهل رؤية أن كشف مزلزل سيكون مرحب به تماماً في مصر مع الأحداث الجارية، وفي حين سياحة الدولة نفسها في حاجة إلى الدعم. لكن أنا لا أعتقد أن ذلك يشجعنا على التشكك في تلك التقارير، أو ننظر إليهم كدعاية لصناعة السياحة البائسة. مصر دائماً ما اجتذبت السياح –مثل الرحالة اليوناني القديم هيروديت، أو نابليون أو أجاثا كريستي- بسبب ماضيها الذي لا مثيل له، وعلم الأثار الفريد والمغري.
لم تدمر الثورة المصرية السياحة وحسب- بل عطلت علم الآثار. لقد تم نهب المتحف المصري نفسه. وأشهر عالم آثار مصري، زاهي حواس، تورط مع نظام مبارك الذي سقط، وبالكاد استطاع تفادي السجن، وتم الإطاحة به. هل انتهى علم الآثار المصري؟ على العكس، يبدو أنه على اعتاب بوابة عصر ذهبي جديد. والآن بعثات دولية تستخدم أحدث المعدات يعملون في تلك المشروعات المذهلة.
أتمنى أن يعزز ذلك السياحة، وآمل أن تكون تلك الغرف السرية مليئة بما أطلق عليه كارتر ”الأشياء الرائعة“.