مصر عادت إلى المونديال الأسمر: كيف غبنا منذ هدف جدو؟
مصر تواجه مالي.. عودة بعد سنوات عجاف
كتب: محمد الصباغ
تصل كرة من حسام غالي في منتصف الملعب إلى محمد ناجي جدو على الجانب الأيسر، يتوجه بها اللاعب الصاعد نحو محمد زيدان، يمررها له فيردها إليه الأخير في منطقة الجزاء، ليضعها جدو على يسار الحارس ريتشارد كينجسون مسجلا هدف نهائي أمم إفريقيا في أنجولا، يوم 31 يناير 2010.
كانت هذه هي اللحظات الأخيرة للمنتخب المصري في البطولة الأولى في إفريقيا، فشل بعدها ثلاث مرات في الصعود إلى البطولة التي رفع كأسها لثلاث دورات متتالية في أعوام 2006 و2008 و2010، لتنتهي حقبة ذهبية بقيادة المدير الفني حسن شحاتة ولاعبين مثل محمد أبو تريكة وعصام الحضري وأحمد حسن ووائل جمعة وأحمد فتحي ومحمد زيدان وحسني عبد ربه وهاني سعيد، وأغلبهم كانوا ينشطون بالدوري المصري.
يلتقي الفراعنة اليوم مع منتخب مالي في التاسعة مساء، في افتتاح مباريات بطولة الجابون 2017، ويبدأ كوبر اللقاء بتشكيل مكون من أحمد الشناوي في حراسة المرمى وعلي جبر وأحمد حجازي وأحمد فتحي ومحمد عبدالشافي في الدفاع، وفي الوسط كل من محمد النني وطارق حامد ومحمد صلاح ومحمود تريزيجيه وعبدالله السعيد، وفي الهجوم مروان محسن وحيدًا.
تذيع قنوات بي إن سبورتس المباراة، وتضم المجموعة فريقي غانا وأوغندا وتجمعهما مباراة في السادسة مساء اليوم. وكانت المباراة الوحيدة التي جمعت مصر ومالي في بطولة إفريقيا قد انتهت بفوز مالي بهدف نظيف في ربع نهائي نسخة عام 1994 بتونس.
تعود مصر إلى الظهور مرة أخرى بالبطولة الإفريقية بقيادة جديدة وبجيل جديد شاب يضم مجموعة من المحترفين مثل محمد صلاح لاعب روما ومحمد النني لاعب أرسنال ورمضان صبحي في ستوك سيتي ومحمود تريزيجيه لاعب أندرلخت المعار إلى موسكورن وكريم حافظ لاعب لانس ومحمود كهربا لاعب اتحاد جدة السعودي والذي عاد إلى مصر بعد تجارب قصيرة في سويسرا.
اختار المدير الفني للمنتخب، الأرجنتيني هيكتور كوبر، بجانب هؤلاء الشباب الذين لم يشاركوا في أي بطولة إفريقية، أصحاب الخبرة عصام الحضري الذي أتم منذ أيام 44 عامًا لينتظره -إن شارك بأي مباراة- رقم قياسي جديد كأكبر لاعب يشارك في بطولة إفريقية، وضم أيضًا أحمد فتحي الذي أكمل 32 عاما في نوفمبر، ومحمد عبد الشافي، 31 عاما، والذي شارك في بطولة أنجولا 2010.
فشل منتخب حسن شحاتة في الوصول إلى أمم أفريقيا 2012 بغينيا الاستوائية والجابون، ليطيح به اتحاد كرة القدم من منصبه. فبعدما وقعت مصر في مجموعة سهلة مقارنة ببطل إفريقيا لثلاثة أعوام متتالية، ضمت منتخبات جنوب إفريقيا والنيجر وسيراليون، أنهى المنتخب التصفيات في المركز الأخير بخمس نقاط خلف الثلاث منتخبات.
تعادلنا مع سيراليون في القاهرة بهدف لمثله، وخسرنا منهم في الإياب بهدفين لهدف، وخسرنا من جنوب إفريقيا بهدف نظيف خارج الأرض وتعادلنا سلبًا على استاد الكلية الحربية، وخسرنا من النيجر بهدف بالعاصمة نيامي وحققنا الفوز الوحيد في المباراة الأخيرة التي كانت بلا قيمة بثلاثية نظيفة سجل منها مروان محسن هدفين ومحمد صلاح.
ثم جاءت حقبة بوب برادلي التي كان أبرز ما فيها الهزيمة بسداسية من غانا في تصفيات كأس العالم، بعد مشوار تصفيات ناجح لم نخسر فيه أي مباراة قبل السفر إلى كوماسي وتشهد الجماهير الغانية على انهيار الفراعنة. وكان الانهيار في تصفيات أمم إفريقيا 2013، حيث واجهنا في الدور التمهيدي منتخبا مجهولا هو إفريقيا الوسطى، وخسرنا في لقاء الذهاب بملعبهم 3-2 بعدما تقدم محمد زيدان ومحمد صلاح بهدفين في البداية، وفي لقاء العودة تعادلنا بهدف لمثله وانتهت رحلة التصفيات مبكرًا.
بالطبع رحل بوب برادلي بعد الفشل في التأهل لكأس العالم وأمم إفريقيا، ليتعاقد اتحاد الكرة مع شوقي غريب في نوفمبر 2013، على أمل استعادة أمجاد الفريق مع حسن شحاتة، حيث كان “غريب” مساعدا له.
بلا مشاركات إفريقية لدورتين متتاليتين كان طبيعيًا أن يتراجع تصنيف مصر دوليًا، وتسقطها قرعة أي تصفيات مع منتخبات قوية، فجاءت مجموعة المنتخب في تصفيات أمم إفريقيا 2015 مع تونس والسنغال وبتسوانا. واستمر مسلسل التراجع ليخسر شوقي غريب من تونس والسنغال ذهابًا وإيابا، ونفوز على بتسوانا ذهابا وإيابا لنحتل المركز الثالث بالمجموعة وبفارق سبع نقاط عن السنغال صاحبة المركز الثاني وثمانية عن تونس المتصدرة، ليعلن الاتحاد المصري رحيل “غريب” في نوفمبر 2014.
بعد ثلاثة أشهر وفي مارس 2015، أعلن اتحاد الكرة تعيين المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي أعاد الفراعنة إلى البطولة الإفريقية مرة أخرى، بعد فوزين على تنزانيا ذهابًا وإيابا 2-0 و3-0، وتعادل حاسم مع نيجيريا خارج الأرض بهدف لمثله وفوز عليهم في القاهرة بهدف نظيف.
لقاء مالي
يبحث المصريون عن العودة من حيث أنهوا مشوارهم في بطولة إفريقيا، وكما تألق عصام الحضري ووائل جمعة في نهائي أنجولا 2010 بعدما تحملا ضغطًا هجوميًا كبيرا من منتخب غانا، من المتوقع أن يكون العبء كبيرا على قلبي الدفاع أحمد حجازي وعلي جبر وعلى الحارس عصام الحضري -إن بدأ- أو أحمد الشناوي. وحذر كوبر من أطوال المنتخب المالي الفارعة، وعلق قائلًا في المؤتمر الصحفي قبل المباراة “طريقنا للفوز هو احترام المنافس وكل فرق البطولة قوية ولا توجد مباراة سهلة.”