التاريخ في صور .. أو كيف تصبح مليونيرا في الثالثة عشرة؟

إعداد وترجمة – منة حسام الدين
قبل 4 سنوات التقيا عبر موقع “يوتيوب”، “كزافييه دي بيتا” الذي يعيش في مدينة صغيرة تقع على بعد ساعتين شمال “ميلبورن” باستراليا، و يبلغ حالياً من العمر 17 عامًا، وكايل كاميرون ذو الـ 19 عامًا ويدرس في ولاية هاواي الأميركية.
لقاء المراهقين المقيمين على جانبي المحيط الهادي، كان أكثر من مثمر، فمنذ تعارفهما عبر الإنترنت، وهما يؤسسان الوسائل الإعلامية الخاصة بهما، واحدة تلو أخرى، في قصة نجاح يسردها الصحافي “اليكسس مادريجال” في مقاله على موقع “أتلانتيك” ، بعدما اكتشف حساب ” تاريخ في صور” الذي أسسه كزافييه وكايل على موقع تويتر في يولية الماضي وسرعان ما صار ينافس وسائل إعلانية ومستثمرين مشهورين، أمثال بيار أوميديار (إيباي) وموقعي
- طفلان يرقصان في أحد شوارع نيويورك سنة 1940
ويضيف الصحافي مادريجال:” كازفييه وكايل التقيا عبر موقع يوتيوب حين كانا في الـ13 و15 من العمر، وأسسا معاً عدة مشروعات للتواصل الاجتماعي، حسابات على موقع يوتيوب، واستطاعا أن يجنيا المال من الإعلانات التجارية على الموقع، ثم اتسعت نشاطاتهما ليؤسسا صفحة “تمشية رومانتيكية إلى الثلاجة” على فايسبوك، التي حظيت بأكثر من 10 ملايين “لايك” قبل أن يبيعاها.
وعلى الرغم من أن “كزافييه” أسس شركة خاصة به تحمل اسم “مختبرات سويفت فوكس”، وقام بتعيين عشرات الموظفين وحقق عائدات مالية وصلت شهرياً إلى 43,400 دولارا أميركياً ، إلا أن حساب كازفييه وكايل الجديد على تويتر ” التاريخ في صور” هو أضخم مشروع لهما منذ تعارفهما.
“خلال الثلاثة أشهر الماضية فقط، حساب كازفييه وكايل على تويتر، والذي ينشر صوراً قديمة من التاريخ ويرافقها سطر واحد للوصف، تابعه أكثر من نصف مليون شخص، ليصل الإجمالي إلى 890 الف متابع على تويتر وقت كتابة المقال،و”يتخطى المليون الآن”.

“حقق حساب كازفييه وكايل على تويتر هذا القدر الهائل من المتابعات دون مساعدة رسمية من تويتر، حيث أن تويتر يحرص على وضع حسابات بعض النجوم والوسائل الإعلامية ضمن قائمة التوصيات وهو ما يؤدي إلى زيادة أعداد متابعيها”، يؤكد أليكسس مادريجال في تقريره أنه توصل وفقاً لتحليل شخصي أجراه على 100 تغريدة من تغريدات حساب كازفييه وكايل، إلى أنه في المتوسط يتم إعادة تغريد الصورة الواحدة أكثر من 1600 مرة وتحظى بتفضيل 1800 متابع، وقارن أليكسس بين حساب “تاريخ في صور” وحساب مجلة “فانيتي فير” على تويتر الذي يتابعه 1.3 مليون شخص، لكن تغريدات “فانيتي” لا تحقق سوى عشرات التفضيلات، كما أن حساب “تاريخ في صور” ليس به سوى القليل من المتابعات الوهمية ” “وفقاً لتحليلي فإن 5% فقط من متابعي صفحة” التاريخ في صور” هم من الحسابات الوهمية على تويتر، وتلك نسبة قليلة جداً بالنسبة لصفحة عدد متابعيها هذا الكم الهائل من الأشخاص، ومقارنةً بحسابي الشخصي الذي تصل نسبة الحسابات الوهمية المتابعه له بـ34%”.”

أما المتابعين الحقيقيين لحساب كازفيه وكايل ، فمنهم ” بعض المشاهير أمثال جاك دورسي، وكيم كارديشيان التي أرسلت رسالة خاصة إلى الصفحة قام كايل بنشر صورة ضوئية منها على حسابه الخاص.
“إنها ظاهرة حقيقية مبنية كلياً على موقع تويتر”، هكذا يصف أليكسس مادريجال مشروع كازفيه دي بيتا وكايل كاميرون، مندهشا من عدم تعريف كايل وكازفييه بأنفسهما على صفحته، في ظل اتجاه عام يسعى فيه كل مستخدم للشبكات الاجتماعية إلى خلق علامة تجارية خاصة بهم.
وأرجع أليكسس الأمر إلى أن الثنائي ربما لا يسعى لكسب المال من شعبية تلك الصفحة الواسعة، وأنهما يفضلان أن تظل الصفحة وكأنه قد تم انشائها بواسطة مجهولين يعشقون التاريخ فقط. ولذا قرر أليكسس التعريف بمن يقفون وراء نجاح صفحة “التاريخ في صور” بذكر أسمائهم والتعريف بهما على أنهما شخصان مرتبطان ببعضهما البعض بشكل كبير، لكن كل منهما يعيش في مكان منفصل بالقرب من المحيط الهادي.

ويفسر أليكسس أسلوب عمل كايل وكازفييه بأنهما يستخدمان كل حساب لهما للترويج لحساباتهما الأخرى، وينقل تصريحا لكازفييه دي بيتا :” نحن نخلق العلامة التجارية، وعندما ننشيء صفحة جديدة نقوم بترويجها باستخدام الصفحات الأخرى حتى تحقق متابعة مابين 50 و100 ألف شخص وحينها تصبح الصفحة قد اكتسبت زخماً كافياً ولا يكون هناك أي داعي للمزيد من الترويج”.
“كايل وكازفييه يعتمدان في عملهما على أعمال المصورين دون الالتزام بدفع أي مقابل مادي أو الإشارة إلى مصدرها في العبارات التي ينشراها”، يوضح أليكسس مادريجال الذي أرجع الأمر إلى أن الصور القديمة التي يعتمد عليها المراهقين سقطت عنها حقوق ملكيتها الفكرية، ويضيف ” “إنهم يتلاعبان بالقواعد، فالإعلام القديم والكثير من مواد الإعلام الحديث ليس لديه حقوق ملكية فكرية، إنهم يغشون في لعبة الإعلام، ولذلك يربحون”.
لكن كازفييه دي بيتا يجيب على اتهامم التهرب من دفع حقوق مالية قائلا:” أغلب الصور متواجدة بشكل مجاني على مواقع الإنترنت”، وذلك خلال حوار أجراه أليكسس معه عبر موقع “سكايب” من أجل التعرف على تفاصيل عمله مع كايل ومراحل تأسيسهما لامبراطوريتهما على “تويتر”.

ويضيف كازفييه دي بيتا في حديثه لأليكسس:” يستطيع أي مصور متضرر من نشر صوره على صفحتنا توجيه شكوى إلى المسؤولين عن تويتر وهم بدورهم يخاطبوننا لنحذف الصور، لكني أعتقد أن أغلب المصورين سيكونون سعداء بنشر صورهم على صفحة لديها نسبة مشاهدة عالية”.
“لنكن واقعين، لا يمكن العثور على كل مصوري الصور التي ننشرها”، يؤكد كازفييه، الذي قارن في حديثة بين صفحاتهم وموقع “باز فيد” الذي يعتمد في عمله على خفض نسبة الصور ذات حقوق الملكية الفكرية وهو الأمر الذي يجعله بعيداً عن موضع تقدير العاملين في مجال الإعلام.

ويقول كازفييه رداً على سؤال أليكسس الخاص بتربحهم من نشر صور المصورين على صفحاتهم :” أرى أننا نحصل على الربح من نسبة مرور الناس على صفحتنا، في حين أن المصورين يعتقدون أننا نتربح من صورهم، قد يقولون أنه بدون صورهم لن نحقق نسبة مرور أو متابعة، في حين أننا مهما نشر من صور فأنها ستحقق نسبة مشاهدة عالية نظراً لارتفاع عدد متابعينا”.
وأنهى اليكسس تقريره بالإشارة إلى أن كازفييه دي بيتا وكايل كاميرون يستعدان حالياُ لإطلاق موقعهما الإلكتروني”
الخاص بهما، ليكون بذلك أول مشروع يستفدون مالياً مباشرةً من حركة المرور عليه.

.

.

.

.
