مراحل الحب الخمسة
مراحل الحب الخمسة
ترجمة دعاء جمال
نرغب جميعًا في حب دائم وحقيقي، سواء كنا في العشرينيات الثلاثينيات الأربعينيات، الخمسينيات أو أكثر. إلا أن الكثير من الزيجات تنهار وأغلب الناس لا يعلمون السبب. معتقدين بشكل خاطئ أن السبب هو اختيارهم الشريك الخطأ. بعد المرور بمرحللة الحزن، يبدؤون في البحث مجددًا. لكن بعد 40 عامًا كأخصائية للمشاكل العائلة والزيجات، وجدت أن أغلب الناس يبحثون عن الحب في كل الأماكن الخاطئة. لا يفهمون أن المرحلة الثالثة من مراحل الحب الخمسة ليست النهاية، ولكنها البداية الحقيقية لتحقيق الحب الحقيقي والدائم:
المرحلة الأولى: الوقوع في الحب
الوقوع في الحب حيلة الطبيعة لجعل البشر يختارون شريكا لتستمر فصيلتنا. نشعر بالروعة نتيجة الهرمونات التي تغمرنا؛ دوبامين، أوكسيتوسين، سيروتينين، تيسترون واستروجين. يمنحنا الوقوع في الحب بشعور رائع لأننا نسلط كل آمالنا وأحلامنا على الحبيب/ الحبيبة. نتخيل أنهم سيلبّون رغباتنا، يمنحوننا كل شيء لم نحصل عليه كأطفال، يلبون الوعود التي فشلت علاقاتنا الأولى في تلبيتها. ولأننا مشبعين بهرمونات الحب، نكون واثقين بأننا سنظل مغرمين إلى الأبد.
المرحلة الثانية: تصبحان شريكين
في هذه المرحلة يتعمق حبنا ونرتبط معًا كشريكين. إنه الوقت الذي يتعمق فيه الرابط بيننا ويتطور، هو وقت الصحبة والفرح. نتعلم ما يحب الشخص الآخر ونوسع حياتنا الفردية لنطور حياة لنا “نحن الاثنان”.
خلال تلك المرحلة نختبر مشاعر أقل من مشاعر”الوقوع في الحب”. نشعر بارتباط أكثر مع شريكنا. نشعر بالدفء والقرب، الأمان، الاهتمام، الحب والتقدير. بالإضافة إلى القرب والحماية. نعتقد دائمًا بأن تلك هي المرحلة النهائية للحب ونتوقع أن تستمر إلى الأبد.
المرحلة الثالثة: التحرر من الوهم
لم يخبرنا أحد عن المرحلة الثالثة في فهم الحب والزواج. تلك هي المرحلة حيث تنهار أغلب الزيجات، وللكثير من العلاقات تلك هي بداية النهاية. تلك فترة حيث تبدأ الأشياء بمنحك شعورا سيئا. يمكنها أن تحدث ببطء أو بسرعة الضغط على زر ويسوء كل شيء. تبدأ الأشياء الصغيرة في مضايقتنا. نشعر بأننا نتلقى حبا واهتماما أقل وأننا محبوسون ونرغب في الهرب.
نصبح أكثر استياءً وغضبًا أو ألمًا وانسحابًا. قد نظل مشغولين بالعمل أو مع العائلة، إلا أن عدم الرضا يزداد، ونبدأ في التساؤل، أين ذهب الشخص الذي أحببناه يومًا. نشتاق للحب الذي كان لدينا، لكننا لا نعرف أين ذهب، أو كيفية إرجاعه. ويرغب أحد أو كلا الشريكين في الخروج من العلاقة، وأحيانًا يستمر الاثنان في “التواجد معًا” لكن دون وجود مشاعر حميمية حقيقية.
هذا هو الوقت الذي نشعر فيه عادةً بالمرض في الجسد، العقل والروح. الشيء الإيجابي في تلك المرحلة هو أن الكثير من أوهامنا تتلاشى بشأن أنفسنا وشريكنا. تكون لدينا فرصة لأن نكون متحابين أكثر ومقدرين للشخص الآخر، وليس التوقعات التي وضعناها له كـ”شريك مثالي”.
في تلك المرحلة تتعلم مهارات مثل التفاوض لتتخطى مرحلة التحرر من الوهم ويمكنك الاستمتاع حقًا بالمرحلة التالية من الحب.
المرحلة الرابعة: خلق حب حقيقي يدوم
إحدى مزايا مواجهة عدم السعادة في المرحلة الثالثة هي تمكننا من الوصول لما يتسبب في الألم والصراع. مثل أغلب الناس، لدينا جميعًا جراح من الماضي تحتاج إلى الشفاء إذا رغبنا في الحصول على علاقة حقيقية ومحبة، مثل صدمات الطفولة والعلاقات السابقة.
في تلك المرحلة تتعلمان الاتحاد لمساعدة بعضكما على فهم وشفاء جراحكما. وعندما تبدآن في الشفاء، الحب والضحك اللذان اعتقدتما فقدانهما يبدآن في التدفق من جديد. نبدأ في رؤية بعضنا كمخلوقات رائعة عانت في الماضي واجتمعت معًا لمساعدة وشفاء جراحها.
ليس هناك شيء أكثر إرضاء من أن تكون مع شريك يراك ويحبك لما أنت عليه. يتفهم أن سلوكك ليس لأنك شرير وغير محب ولكن لأنك جرحت في الماضي ولا يزال الماضي حيًا معك. بينما نفهم شريكنا أكثر ونتقبله، نتمكن من تعلم حب أنفسنا أكثر.
المرحلة الخامسة: استخدام قوتكما معًا لتغيير العالم
إذا تمكنتما من تعلم كيفية التغلب على اختلافاتكما وإيجاد الحب الحقيقي والدائم في علاقاتكما، ربما يمكنكما العمل معًا لإيجاد حب دائم في العالم.
أؤمن بأن كل الأزواج لديهم الفرصة لاستخدام “قوة الاثنين” لمخاطبة بعض مشاكل العالم التي تمس حياتهما، مثل المشاكل التي تواجه الرجال والنساء في منتصف العمر وغيرها من المشاكل الحياتية.