اقتصاد

من “باتنين وبس” إلى”وفّر قرشك”.. كيف أثّر غلاء الأسعار على نداءات البائعين؟

هتافات الباعة تتغيّر.. "اشتري على قدّك"

تقرير: هبة حامد

بكلمات تختلف أصوات المنادين بها، وتتفق في الوزن الواحد والقافية الواحدة يستقبلك بائعو السلع المختلفة في الأسواق الشعبية بنداءاتهم المتنوعة، والتي تمزج بين النداءات التراثية الشهيرة التي تنسب السلع للمدينة التي تشتهر بها مثل “سيوي يا بلح”، و”منفلوطي يا رمان”، و”فيومي يا عنب”، وتلك التي تعتمد على خصائص السلعة نفسها مثل “معسلة يا بطاطا”، و”حَمار وحلاوة يا بطيخ”، محاولين في كل نداءاتهم الترويج للسلعة المبيعة وبيع أكبر كمية منها.

تصوير: هبة حامد

لم يكن سعر السلعة مجرد معلومة مهمة للمشتري لاتخاذه قرار الشراء، بل كان كذلك أداة أساسية لصياغة وتكوين الجمل والنداءات الشعبية للبائعين، لكن بعد موجة الغلاء التي تتزايد اليوم بعد الآخر تراجعت الأسعار عن أن تكون جزءا أساسيا من نداءات الباعة، بل وأصبحت مهددة لتاريخ تلك النداءات نفسها، مع محاولات البائعين تجنب ذكر الأسعار في نداءاتهم، بل حتى الاستغناء عن بعض النداءات التي “توحي” بالسعر الذي كان رخيصا مثل “أكل الغلابة يا فول”، و”معسل ورخيص يا تين”.

تصوير: هبة حامد

هكذا اختفت بالتدريج نداءات “سعرية” مثل “بجنيه ونص يا جوافة”، و”باتنين وبس” “وخمسة بعشرة يا طماطم”، و”الجودة عالية والسعر مافيش”، و”اشتري ببلاش”، وأصبحت تلك النداءات بعد موجة غلاء الأسعار التي تلت التعويم تتهرب من لاإعلان عن سعر السلعة، وصارت تعتمد على مواصفاتها، لأن النداء بالأسعار صار -كما يقول بائعون- “رسالة للمشتري.. ماتشتريش”.

ومع ذلك فإن بعض النداءات استخدمت السخرية لمداعبة المشترين على غرار “يا عنب يا تين.. والمفلس حزين”.

تصوير: هبة حامد

نداءات بديلة

هكذا، يشرح السباعي محروس، عضو شعبة الخضراوات والفاكهة في الغرفة التجارية في الإسكندرية، لـ”زحمة”: “مع زيادة الأسعار تراجع الطلب على كثير من السلع، وأصبح المواطن يتجه لتقليل الكميات، وهو ما اعتمد عليه الباعة للنداء على بضائعهم للهروب من الإعلان عن الأسعار، ليستخدموا نداءات لا تعتمد على سعر السلعة مثل: “وفر قرشك واشتري على قدك”، و”جميل يا عنب”، و”الفاكهة الطازة دي ع الفرازة”، و”أحلى من الورد يا فجل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى