رياضة

سامية عمر: النازحة التي “غرقت” في طريقها إلى الأولمبياد

سامية عمر: النازحة التي  “غرقت” في طريقها إلى الأولمبياد

الإندبندنت – هيثر ساول – ترجمة: محمد الصباغ

صنع عشرة رياضيين التاريخ مع ظهورهم في حفل افتتاح دورة ريو دي جانيرو الأولمبية في الساعات الأولى من صباح اليوم، فقد ساروا على أرضية ملعب ماراكانا الشهير لتمثيل أول فريق للاجئين تشهده الدورات الأولمبية.

قصصهم عبارة عن ملاحم من النجاة والبقاء، ومن بينهم المراهقة التي سبحت لثلاثة ساعات متواصلة في المياه المفتوحة لتنقذ مركبا يحمل 20 شخصا من الغرق.

لكن سامية عمر، العداءة الأولمبية التي نافست يوما ما لصالح بلدها الصومال، لم تستطع أن تكون بين الرياضيين الممثلين لدولهم. فقد غرقت وعمرها 21 عاما أثناء محاولتها عبور البحر المتوسط عام 2012.

شاركت سامية عمر في منافسات 200 متر عدو في أولمبياد بكين 2008، وكانت واحدة من بين رياضين اثنين مثلا الدولة التي تمزقها الحرب. عاشت صاحبة 17 عاما آنذاك في العاصمة مقديشيو، حيث غادرت الدراسة لترعى أشقائها الخمس أثناء عمل والدتها.

شاركت في السباق بحذاء تبرعت به إحدىالسيدات في منتخب السودان، وحطمت رقمها الشخصي لكنها جاءت أخيرة في المنافسة.

كان يمنعها من التدريب عدة معوقات مثل التمويل وتهديدات حركة الشباب، التي منعت الرياضة في أنحاء عدة من المناطق التي تسيطر عليها. ولم تنقل المنافسات الألمبية عبر اي قناة صومالية.

بحلول عام 2010، كانت تعيش بمخيم للنازحين خارج العاصمة غير قادرة على التدريب.

وفي محاولة بائسة لإيجاد مدرب لها قبل الاولمبياد، قررت سامية عمر أن تقطع الرحلة إلى أوروبا. وصلت إلى  ليبيا عام 2011 بعد أن عبرت من الصومال إلى السودان مرورا بإثيوبيا. وفي 2012، صعدت على متن قارب مزدحم به حوالي 70 شخصا، متجهين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا.

انتهى وقود المركب قبل الاقتراب من شواطئ إيطاليا ورصدتهم مراكب الإنقاذ. ومع الزحام الكبير والتكدس للوصول إلى الحبال، كانت سامية من بين الذين سقطوا وغرقوا في مياه المتوسط.

وقالت شقيقتها “هودان” للصحافة بعد وفاتها، إن سامية كانت تسعى للوصول إلى أوروبا لتجد مدربا وتنافس في أولمبياد لندن: “قررت الذهاب على متن قارب، وأخبرناها ألا تفعل، وحاولت والدتي منعها.”

وأضافت “لكن سامية كانت مصممة وطلبت من والدتنا الصفح، وفعلت أمي، وصعدت إلى القارب، وماتت.”

صارت سامية عمر رمزا للصمود والإصرار وسط الظروف الصعبة.

لكن خلال اللقاءات الصحفية في أولمبياد بكين 2008، رفضت الإجابة عن الأسئلة حول الصعوبات التي واجهتها في الصومال.

وقالت للصحفيين في بكين “نعلم أننا مختلفين عن الرياضيين الآخرين، لكن لا نريد إظهار ذلك. نعلم أننا لسنا في أي مستوى قريب من منافسينا هنا. ندرك ذلك جيدا. لكن الاكثر من ذلك، هو اننا نريد ان نظهر منزلتنا ومكانة بلادنا.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى