اقتصادمجتمع

“هناك شيء ما في المقبرة” ..هل اقتربنا من كشف سر نفرتيتي؟

“هناك شيء ما في المقبرة” ..هل اقتربنا من كشف سر نفرتيتي؟

الجارديان – آلان يوهاس – ترجمة: محمد الصباغ

قد تظهر عمليات المسح بالأشعة تحت الحمراء لمقبرة توت عنخ آمون وجود غرفة سرية خلف أحد الجدران، هكذا صرحت وزارة الآثار المصرية هذا الأسبوع، مما يزيد الآمال في العثور على قبو الملكة نفرتيتي.

قال الوزير ممدوح الدماطي إن ممثلين من وزارة الأثار وفريق من العلماء الدوليين ”بدأوا في أول تجربة باستخدام التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء من أجل تحديد درجة حرارة جدران مقبرة توت عنخ آمون“، وأضاف ”أظهرت التحليلات المبدئية اختلافات في درجات الحرارة المسجلة في أجزاء مختلفة من الجدار الشمالي“ للمقبرة.

كما أوضح الدماطي أن الفريق قد يكون في حاجة إلى التحقق من النتائج الأولية عن طريق العديد من الاختبارات والتحليلات. وخلال التجربة الأولى مكث الباحثون في المقبرة لمدة 24 ساعة، وسيحتاج العلماء إلى أسبوع أو أكثر من أجل التأكد من النتائج.

اختلافات درجات الحرارة في الجدار الشمالي قد تشير إلى غرفة سرية أو أكثر، وجود تلك الغرف ينعكس على وجود حرارة أو وجودها في مناطق الهواء بالجداريات المرسومة. ويبدو أن جدار غرفة دفن توت عنخ آمون الشمالي يظهر الملك في طقوس أثناء انتقاله إلى الحياة الأخرى، ومات الملك عن عمر ناهز 19 عاماً في 1324 قبل الميلاد.

تولّى توت عنخ آمون الحكم في التاسعة من عمره، خلفاً لوالده إخناتون، الذي لقب بـ”الملك الزنديق“ بعدما ألغى كل آلهة المصريين واستبدلها بإله واحد وهو الشمس. كانت والدة توت عنخ آمون أيضاً عمته –وفقاً لتحاليل الجينات الوراثية كان مريضاً- ولا يعتقد أنها نفرتيتي، ومازالت هويتها غامضة.

والغامض أيضاً هو مكان مقبرتها. في أغسطس، قام عالم الآثار من جامعة كاليفورنيا، نيكولاس ريفيز، بنشر بحث يرجح أن مقبرة توت عنخ آمون لها مدخلين سريين: الأول يقود إلى غرفة تخزين، والثاني يؤدي إلى تابوت نفرتيتي الحجري.

كتب ريفيز أن غرفة توت عنخ آمون صغيرة لكنها غنية وترمز إلى غرفة انتظار لشئ أكثر تعقيداً، وليس غرفة دفن رئيسية في حد ذاتها. ونظراً لوفاة  الملك الشاب المبكرة غير المتوقعة، تم دفنه في عجلة وفي مقبرة مشغولة، وأضاف ريفيز أن مداخلها مغلقة بالملصقات ومغلفة بالطلاء.

وكتب ريفيز أيضاً أن الجداريات تحمل أيضاً تلميحات عن نفرتيتي، وأن أحد اللوحات لا تظهر توت عنخ آمون بل نفرتيتي. وتمتلك ”نوعاً ما جبهة مشدودة وفك مستقيم مع ذقن مستدير“ وهو الذي يظهر في لوحاتها الشخصية. كما أضاف أنه يعتقد بنسبة 80% أن معدات الدفن بمقبرة توت عنخ آمون كانت مصنوعة لشخص آخر.

ماتت نفرتيتي قبل توت عنخ آمون بسبع سنوات، ودعمت زوجها في تحويل مصر، وأشرفت على فترة ازدهر فيها الفن – وإحدى أعظم منحوتات تلك الفترة هي لنفرتيتي- وربما تكون قد حكمت المملكة وحدها في الأعوام التي تلت وفاة إخناتون.

يؤيد ريفيز نظرية أن نفرتيتي حكمت كخليفة لزوجها- لكن كان اسمها سمنخ كا رع، الذي أطلق عليه الفرعون الغامض وحكم لفترة وجيزة بعد اخناتون.

استعصى مكان مقبرة نفرتيتي على علماء الآثار، وأشار البعض إلى أن المومياء الخاصة بها ربما وجدت لكن لم يتم التعرف عليها لعدم وجود إمكانية تحليل الجينات الوراثية أو لغياب الأدلة.

قال الدماطي في سبتمبر إن الدراسة المبدئية لمقبرة توت عنخ آمون جعلته واثقاً من ظهور مدفن ملكي بجوارها، بالرغم من أن الوزير تشكك في أنه يخص كيا، إحدى زوجات إخناتون الأخريات.

وصرّح الدماطي ”أنا متأكد حالياً بنسبة 70% بأننا سنجد شيئاً ما“، فيما حذر باحثون آخرون من أن الغرف، لو وجدت، ربما تكون محتفظة بأشياء أو لا شئ على الإطلاق.

لسنوات أصر ريفيز أن نفرتيتي توجد في مكان ما بوادي الملوك، وقال لـ”ناشيونال جيوغرافيك” هذا الخريف إنه يشعر بالكاد بالحماس. وقال: ”بأمانة أشعر بأنني مخدّر. كان ذلك جزء من حياتي والآن هو أمر يومي لأكثر من عام“.

وجدت مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك عام 1922، بشمال الأقصر، المدينة المعروفة عند المصريين القدماء بطيبة.

ويخطط علماء الآثار لإعلان نتائج أكثر حول المشروع الكبير، الذي يشمل فحص الأهرامات ومقابر أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى