مجتمعمنوعات

دراسة: الاحتباس الحراري دفع الإنسان القديم إلى أكل لحوم البشر

ماذا حدث عندما اختفت الحيوانات من المناطق التي كانت مأهولة بالسكان؟

livescience

ستة من البشر البدائيين الذين عاشوا في فرنسا في الماضي انتهت حياتهم في بطون جيرانهم منذ نحو 100000 عام، وفقًا لأدلة مروعة على حقيقة “أكلة لحوم البشر” التي اكتشفها العلماء في كهف منذ التسعينيات.

الآن، ربما اكتشف الباحثون أن سبب تحول الإنسان القديم لأكل لحوم البشر هو الاحتباس الحراري!

وفسرت دراسة حديثة حول بقايا إنسان النياندرتال سبب تحوّل البشر البدائيين لأكلة لحوم البشر، حيث وجد العلماء أن التحولات السريعة في النظم الإيكولوجية المحلية مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب تسببت في نفوق الأنواع الحيوانية التي أكلها البشر البدائيون، مما أجبرهم على البحث عن بدائل لملء بطونهم.

وقام الباحثون بفحص طبقة من الرواسب في كهف يعرف باسم “بوم مولا-جيرسي”، في جنوب شرق فرنسا، إذ كشفت أعمال التنقيب التي قام بها فريق من العلماء في عام 1999 عن 120 قطعة من عظام مفككة تعود لـ6 أفراد من إنسان نياندثال.

وفي عام 2014 حللت مجموعة أخرى من الباحثين رواسب الكهوف على عمق 26 قدمًا (8 أمتار) ، وقسموها إلى 19 طبقة مرتبطة بثلاث مناوبات مناخية.

بالنسبة للدراسة الجديدة، حوّل المؤلفون انتباههم إلى الطبقة 15، وهي طبقة رواسب غرينية يبلغ سمكها حوالي 16 بوصة (40 سم)، تغطي نحو 98 إلى 131 قدمًا (30 إلى 40 مترًا) من أرضية الكهف.

وحول ما سبق قال إيمانويل ديسكلاو، وهو مؤلف مشارك في الدراسة وباحث مشارك في جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس بفرنسا، لمجلة “كوزموس م”، إن تلك الطبقة، احتفظت بعظام الإنسان والحيوان بشكل جيد بحيث تمكن للعلماء إعادة بناء لقطة بيئية تمثل ما بين 120،000 و 130،00 عام. واكتشفوا أن المناخ في المنطقة من المحتمل أنه كان أكثر دفئًا مما هو عليه اليوم، وأن الانتقال من مناخ بارد وجاف إلى مناخ أكثر دفئًا حدث بسرعة، “ربما خلال بضعة أجيال”

وعندما اختفت الحيوانات من المناطق التي كانت مأهولة بالسكان في ذلك الوقت، كان بعض البشر البدائيين يأكلون ما يمكن أن يجدوه – (جيرانهم على سبيل المثال)!.

وأفاد مؤلفو الدراسة أن أكل لحوم البشر ليس حصريًا بأي حال من الأحوال بالنسبة للإنسان البدائي، وقد مارسه البشر وأقاربهم “من العصر الحجري القديم إلى العصر البرونزي وما بعده”. وفقاً للدراسة، يجب أن لا يُنظر إلى السلوك الذي تبناه النياندرتال الذين يتضورون جوعًا باعتباره “علامة على البهيمية أو دون الإنسانية”، ولكن كتكييف طارئ مع فترة من الضغوط البيئية الشديدة.

تم نشر النتائج على الإنترنت في عدد أبريل من مجلة sciencedirect.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى