مثل البشر.. الدببة تتواصل مع بعضها بتقليد تعبيرات الوجه
البشر ليسوا الوحيدين القادرين على التعبير عن عواطفهم
ترجمة وإعداد: ماري مراد
توصل بحث حديث إلى أن الدببة بإمكانها تقليد تعبيرات وجه بعضها، ما يثير الشككوك بشأن الاعتقاد بأن البشر والرئيسيات الأخرى، هي الثدييات الوحيدة القادرة على التعبير عن عواطفها.
خلال البحث- الذي أجرته الدكتورة مارينا دافيلا روس والمرشح لنيل الدكتوراة ديري تايلور من جامعة بورتسموث- تمت ملاحظة الدببة الشمسية تفتح فمها لمضاهاة الدببة الأخرى حينما تتفاعل سويًا وجهًا لوجه. ويدعي باحثون أن مثل هذا التقليد الوجهي لم يُرصد في الرئيسات خارج البشر والغوريلا. ويُمكن للكلاب أيضًا تقليد بعضها لتعزيز الصلات.
وخلال الدراسة السلوكية، وجد الباحثون أن الدببة بإمكانها استخدام تعبيرات الوجه للتواصل مع بعضها، بطريقة مماثلة للبشر والقردة. وهذا يشير بقوة إلى أن الثدييات الأخرى يُمكن أن تؤدي هذه المهارة الاجتماعية المعقدة، إضافة إلى تمتعها بدرجة من الحساسية الاجتماعية.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الباحثون درسوا 22 دبًا شمسيًا- نوع من الحيوانات المنعزلة لكنها مُحبة للمرح- لأكثر من عامين. وإجمالًا، تماثلت تعبيرات فتح الفم لـ21 دبًا مع الرفاق خلال التفاعل وجهًا لوجه.
وعندما واجهت الدببة بعضها، أصدر 13 دبًا تعبيرات خلال دقيقة من ملاحظة تعبيرات مماثلة من الدببة الأخرى. وقالت دافيلا روس: “تقليد تعبيرات وجه الآخرين بنفس الطريقة أحد ركائز الاتصال البشري”.
ووضعت الدببة- التي تترواح أعمارها ما بين العامين واثنا عشر عامًا- في مركز حفظ في ماليزيا، حيث تكون الأقفاص كبيرة بشكل كاف ما يسمح للدببة لاختيار إما التفاعل أو لا. ورغم تفضيلها البرية الحياة المنعزلة، فإن الدببة المشاركة في الدراسة شاركت في مئات جلسات اللعب.
خلال هذه اللقاءات، قام فريق البحث بترميز تعبيرين متميزين: أحدهما يتضمن عرضًا لأسنان القاطعة العلوية، والآخر بدون. وكان من المرجح أن تظهر الدببة تقليدًا دقيقًا للوجه أثناء اللعب اللطيف. وأوضح تايلور إن مثل هذا التقليد الدقيق ساعد اثنين من الدببة للإشارة إلى إنهما مستعدان للعب بشكل أكثر خشونة، أو لتعزيز الروابط الاجتماعية.
وتابع: “يُعتقد على نطاق واسع أننا نجد فقط أشكال معقدة من التواصل في الأنواع ذات النظم الاجتماعية المعقدة. الدببة الشمسية هي نوع من الأنواع المنعزلة إلى حد كبير، لكن دراستنا للتواصل الوجهي تشكك في هذا الاعتقاد، لأنها تُظهر شكلاً معقدًا من أشكال الاتصال الوجهي التي كانت معروفة حتى الآن في الأنواع الأكثر اجتماعية”.
وأردف قائلًا: “الدببة الشمسية هي نوع مراوغ في البرية ولا يعرف عنها سوى القليل جدًا. نحن نعلم أنها تعيش في الغابات الاستوائية المطيرة، وتأكل كل شيء تقريبًا، وأنه خارج موسم التزاوج لا علاقة للكبار ببعضهم. هذا ما يجعل هذه النتائج مذهلة للغاية. إنها نوع غير اجتماعي يستطيع التواصل وجهًا لوجه بمهارة وبدقة”.
ووفقًا للصحيفة، فإن البحث الميداني تم تمويله من قبل الجمعية الملكية ومؤسسة ليكي. ويتم نشره في التقارير العلمية.