عدنان أوكتار.. اعتقلته الشرطة التركية لأسباب مختلفة
ألقت الشرطة التركية القبض على واعظ إسلامي مثير للجدل معروف بإعطاء مواعظ متلفزة محاطا بشابات يصفهن بـ”القطط الصغيرة”.
ووجهت الشرطة لأوكتار عدة تهم من بينها نشر أفكار تنتهك القيم المحافظة، والاستغلال الجنسي للأطفال.
وكانت شرطة الجرائم المالية التركية وراء الاعتقال الصباحي لأوكتار وأتباعه، وتم اعتقالهم للاشتباه في سلسلة من التهم، بما في ذلك إدارة منظمة إجرامية، ومخالفات ضريبية، وإساءة معاملة جنسية، وخرق قوانين مكافحة الإرهاب.
وقالت وكالة أنباء “أندلو” التركية إنه كان على قائمة “أكثر المطلوبين” بسبب الجرائم المالية التي ارتكبها وتم ضبطها وكان يستعد للفرار.
وتابعت “أندلو” أن أكثر من 50 بندقية صودرت خلال سلسلة المداهمات، فضلا عن الذخيرة.
وقال مراسلون إن أوكتار، الذي يرفض نظرية التطور الداروينية والذي ألّف كتاب “أطلس الخلق”، اعتُقل مع حوالي 80 من أتباعه بتهم الاحتيال والرشوة والانتهاكات الجنسية.
ويُعد أوكتار شخصية مثيرة للجدل في تركيا والشرق الأوسط بسبب برامجه التي أطلقها عبر تليفزيون إيه 9 على الإنترنت، والتي دفعت متدينين أتراكا إلى التبرؤ منه.
ومؤخرا كثر الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الداعية التركي هارون يحيى، أو عدنان أوكتار، الذي يدعو إلى الدين الإسلامي بأسلوب لم نعهده من قبل، فعلى غرار جذب الإسلام لأتباعه بجزاء الحوريات، يتعمد أوكتار بمحاكاة فكرة الحوريات وتطبيقها في “الدنيا” فهو يلقي خطبه عبر قناة A9TV الفضائية التي يملكها برفقة راقصات وممثلات إغراء، ويدعوهن إلى الرقص والتمايل على أنغام الموسيقى، وشرب الخمر، ويرى أوكتار أنه يجذب الناس نحو التعاليم المسالمة للدين الإسلامي بتلك الطريقة الجديدة.
ويطلق أوكتار، على الفتيات اللتتي يظهرن في برنامجه “القطط”، ويقوم بالدعوة إلى فهم جديد للإسلام بخصوص المرأة، إذ يدعو النساء إلى إبراز مفاتنهن وارتداء الملابس المثيرة و”البكيني”، وهو يرفض الزواج بحجة انشغاله بالفكر.
ويعرف أوكتار نفسه في موقعه العربي بالباحث والمفكر التركي، وتبث قناته من إسطنبول، كما يتابعه أكثر من 600 ألف عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، وتنشر له مقالات أحياناً في بعض الصحف العربية.
وينكر أوكتار نظريات الإلحاد والمادية ونظرية النشوء والارتقاء الداروينية، وهو من مواليد 2 فبراير 1956 في أنقرة بتركيا لأسرة قوقازية الأصل، حفظ في صغره شيئا من القرآن ودرس الفقه الحنفي، واعتاد رسم اللوحات الفنية جاعلا منها معرضا لتأملاته في الوجود والخلق.
ولأوكتار أكثر من 250 كتابا في الدين والعلوم السياسية نشرت منذ فترة الثمانينيات، وترجمت مؤلفاته إلى 73 لغة ووزعت منها ملايين النسخ في العالم.
ومن أشهر كتبه؛ “أطلس الخلق” الذي خصصه لتفنيد النظرية الداروينية علميا فأحدث ضجة كبيرة اهتمت بتغطيتها الصحافة العالمية، و”خديعة التطور”، الذي يؤكد فيه أن الأيديولوجيات العنيفة مثل العنصرية الفاشية والشيوعية قد استمدت قوتها من نظرية داروين، و”عودة سيدنا عيسى”، و”حياة سيدنا موسى”.
كما عرف بإنتاج وثائقيات عدة، أشهرها “حقيقة الحياة الدنيا” إضافة إلى أخرى في مجال الطبيعة والخلق، كما خصص سلسلة من الأفلام الوثائقية للأطفال.
وبحسب ما نقلته بي بي سي تم اعتقال أوكتار أول مرة عام 1990، لمدة 19 شهرا بتهمة التحريض على ثورة دينية، قضى عشرة أشهر منها في مصحة نفسية. وبعد إطلاق سراحه، ازداد عدد مؤيديه بشكلٍ كبير، إلى درجة أن أتباعه أطلقوا عليه اسم “المهدي المنتظر”.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش: “على الأرجح أن أوكتار مختل عقلياً”، وأدى ذلك وقتها إلى حرب كلامية بينه وبين الداعية التليفزيوني الذي رد عليه بقوله إن “رواتب مؤسسة الشؤون الدينية يتم سدادها من ضرائب بيوت الدعارة في تركيا”.
كانت رئاسة الشؤون الدينية قدمت في فبراير من هذا العام شكوى ضده بتهمة المس بالقيم الدينية.
وفي الشهر نفسه، طالبت الهيئة السمعية البصرية التركية بوقف برنامج أوكتار عن البث أكثر من مرة، وتغريمه لخرقه قيم المساواة بين الرجل والمرأة والتقليل من شأن المرأة، إلى أن تم اعتقاله اليوم و 10 من النساء اللاتي يتبعنه.